18 ديسمبر، 2024 6:01 م

جمهوركم يسأل ..ماذا ابقيتم لصدام ؟

جمهوركم يسأل ..ماذا ابقيتم لصدام ؟

رسالتي موجهة الى المتنفذين في العملية السياسية وتحديدا من الاحزاب الاسلاموية الشيعية للاجابة على سؤالي الذي طرحته اكثر من مرّة في اكثر من مقال:
ماذا ابقيتم لصدام ايها السادة الكرام ؟
وبتفصيل اكثر دقة منعاً للالتباس والقراءة على وجهين ومحمولات الرغبات الذاتية في تفسير مايراد على عكس المراد !
واقول ببساطة ووضوح وشفافية : ماهو الشىء الذي فعله صدام ونظامه القمعي ولم تفعلوه ياحضرات ؟
رفعتم راية المظلومية وما ان تمكنتم حتى اوقعتم ظلمكم على جمهوركم قبل أي جمهور، فجوعتموه بسرقاتكم ثم قتلتموه ببنادقكم وقناصتكم وهو يحتج عليكم ويثور وبين الحالتين اضعتم مستقبله وتطاردون اصحاب الراي الحر فيهم الى بيوتهم فتعتقلونهم وفي الشوارع تغتالون نشطاءهم في بيوتهم وتشردون عوائلهم والى المدارس تدوسون عليهم باحذيتكم وفي صناديق الاقتراع تسرقون ارادتهم واصواتهم ، فماذا انتم فاعلون اكثر من هذا العسف والى أي مجهول تقودون البلاد كما قادها رافع راية ” النصر أو الشهادة ” فلا هو انتصر ولا استشهد بدلالة الحفرة ؟!!
كان صدام يلاحق معارضيه وانتم تفعلون الشىء نفسه بقفازات حريرية فيبدو المشهد، من باب الحيلة، ديمقراطياً لكن محتواه دكتاتورياً بامتياز !
كان صدام يغتال معارضيه وانتم تفعلون الشيء نفسه ، لكن فرقكم انكم تشكّلون اللجان للبحث عن القاتل الذي تعرفونه فتقيدون جرائمكم ضد مجهول !
كان صدام يحفر بيديه المقابر الجماعية وانتم تحفرونها بأيادي غير كم ولكن بارادتكم ” الحرّة ” الكريمة !
كان صدام مولعاً بالحروب الصغيرة منها والكبيرة وها انتم قد سحلتمونا سحلا في هذه الحروب منذ ثمانية عشر عاما بسبب غياب العقل والحكمة والمعرفة لديكم !
كان صداماً مولعاً بالتغيير الديموغرافي لحماية نظاامه السياسي وانتم ماقصرتم والله في هذا المجال واصبحتم اساتذة فيه فتفوقتم على ” القائد الضرورة ” بضروراتكم التي تختلقونها !
صدام حوّل البلاد، وخصوصا في سنواته الاخيرة ، الى أسوا مكان للعيش وافقر مكان للحياة واسوا نظام صحي وتربوي وفعلتموها كلّها ودفعة واحدة عن طيب خاطر !
صدام حوّل العراق الى بلاد معزولة ومنعزلة عن محيطها العربي والعالمي ، وها نحن نتلمس يوميا عزلتنا وانعزالنا ، ولسنا بحاجة لاكاذيبكم عن العراق المنفتح فقد شبعنا انفتاحا منها !
صدام وضع مصير وحكم البلاد بعائلته وانسبائه ، وانتم حجزتموها لعوائلكم وانسبائكم حتى الظهر الرابع ، وللانصاف اقول انكم وسعتموها في حين ضيّقها جدا راعي “النصر والانتصار” !!
صدّام زوّر ارادة الشعب حين قال له الشعب ” نعم ” من الخوف ، فيما تركتمونا نقول رأينا بحرية ثم سرقتموه منّا ، ولاحاجة لتذكيركم ، بحرق الصناديق واخفاء غيرها والتلاعب بالنتائج والمال السياسي الذي بذختموه من جلودنا ..النتيجة واحدة ايها السادة !!
لاتتبجحوا بصناديق الاقتراع فقد هالتها فوق رؤوسنا اميركا لتنتج امثالكم ، ونذكركم ان هتلر جاء بصناديق الاقتراع أيضا !

برب الذي خلقكم وسوّاكم اجيبونا على هذا السؤال الذي حيّرني وحيّر امثالي من الباحثين عن وطن آمن :
ماذا فعل صدام من كوارث لم تفعلوها انتم ؟