22 ديسمبر، 2024 9:03 م

جمع الشمل وترميم الجروح

جمع الشمل وترميم الجروح

سكن الإنسان, على الأرض,وتشكلت المجاميع و المجتمعات, وفق روابط عرقية وطبيعية , وتم تقسيمها إلى أوطان, وتكونت الحضارات والتراث, و منها الشعب العراقي,الذي تربطه أواصر العلاقات الإجتماعية والطبيعية والحضارة, بالإضافة لرابطة تراب الوطن المشترك,بين الطوائف والأديان المختلفة,إستطاع الأعداء إختراقها والتفرقة بينها, لإضعاف العراق وتحقيق الأطماع.

أصاب كثير من الدول عصر دبيب البلبلة, و إختلاط الأوراق, و أراد الباري أن نكون في هذا العصر, قدوة المسلمين, و لا نكون غافلين عن دبيبها, فينتشر الأمر, ويعجز المخلصين عن إبعاد شرها, بسبب سوء نوايا الأحزاب السياسية والعصابات التكفيرية, القائمة على نزاعات دائمة, ويكيد بعضها لبعض, على سبيل التسلط بالحكم, و إستلام المناصب .

أنشأت الأحزاب وسائل إعلامية و صحفية خاصة بها, للتشهير بمن يخالفهم,يقلبون الحقائق, وينشرون الكذب, وتقذف ألسنتهم و أقلامهم السم بالحديث, فيحرفون حقائق أعمال غيرهم, إبتغاء مرضاة أصحاب الأمر في الأحزاب, لتجذب الناس إليها, فيتلوثون معهم بالخبث, والحقد الدفين المبرمج, بدوافع الاستعمار.

فرضت علينا المرحلة الراهنة نوع جديد من الإعلام لقنوات مأجورة, ترتدي ثوبا جديدا, وتتظاهر بالبراءة والخشوع, وطلب الخير للناس, والنفع للبلد, وخلالها يدسوا السم رويدا, وساعة بعد ساعة, حتى يستساغ المذاق, ويتخيل لهم الناس يطلبونه, ويجندون لهذا الخبث جمع من الإعلاميين والصحفيين والكتاب المأجورين, اللذين أفسدتهم المدارس الأجنبية .

لم يقف قادة الإسلام مكتوفي الأيدي أمام هذا النشاط السام بل قاموا بجمع شمل العراقيين, وبناء الوحدة الوطنية المتلاحمة, التي تشمل كل الطوائف, و التعدديات القومية والدينية والمذهبية, من خلال المؤتمر الوطني للحوار بين الأديان والمذاهب, تحت شعار (ديننا..وئامنا) حيث إجتمع في قاعه واحده كل العراق, وكان الدافع تحريك الروابط والمشاعر العراقية, لجميع مكونات الشعب للتلاحم, وتكوين مجتمع واحد, والإنتصار على القوى التي تعمل على تمزيقنا, عندما نكون يد واحدة كذلك نداء الجهاد الكفائي الذي جمع كل الاطياف في ساحات المعارك .
الحوار بين الأديان والمذاهب, التي يتشكل منها المكون للشعب العراقي العريق, تحقيق وحدة البلد,وكان صوتا وقوة صعقت أعداء الإسلام, والشيطان الذي حفر بئرا ليهوي به العراق, بعد تمزيق مكوناته ونشر التفرقة, والإعداد للحرب الطائفية, التي أخمدت فتيلها المرجعية الرشيدة.
بهذه الإرادة التي شخصت الفاسدين, وسعت لتماسك الكتل السياسية, وفض الخلافات بين الأطراف المتناحرة, وتشكيل الحكومة, ليضع يده على جرح العراق الكبير, الذي ينزف من زمن طويل, ولم ترممه الأيام وكانت, هذه المبادرة لجمع شمل المكونات العراقية تحت مسمى العراق, وهدف واحد حققت انتصار العراق وترميم الجراح.
أصبح الشعب العراقي بهذه المبادرات, والتي سبقتها مدينا بالوفاء, والتضحية لمن جمع الشمل, و الذي يشعر بألم العراق و أبناءه, والحيف الذي أصابهم خلال السنوات الماضية, إعلموا إن بوادر الخير والنصر لاحت إشراقتها, على إبتسامته التي تحمل هموم الشعب العراقي من الشمال للجنوب.