22 ديسمبر، 2024 5:33 م

جمعهم ميثاق الشرف (أي الضمير الأسود)

جمعهم ميثاق الشرف (أي الضمير الأسود)

(طلعت الشمس على الحرامية)، عقدٌ من الزمن، والعراق يُذبح بسكاكين الغدر والنفاق، عقدٌ طويل طالت يده كل ما هو مقدس، فدماء العراقيين، وتمزيق لحمتهم، وقتل ذمم بعضهم، وتفجير المراقد والاستهانة بالدين، والتهجير، والحرب الطائفية، والحروب الداخلية بين المليشيات، التي لم تبقي اخضر أو يابس في العراق، بلاد النهرين، بلاد الأنبياء والأولياء، بلاد الحضارات والأديان، بلاد السومريون والكلدان والأشوريون، تلك البلاد التي خصها الله سبحانه وتعالى بكل الخيرات، والمبادئ والأخلاق، بلاد الكرم والعز والشجاعة والإباء، البلاد التي لا تنام على ضيم أو غبن أو ذلة، ولاسيما في التاريخ الحديث.
فثورة النجف عام 1918م، التي أطاحت بالقادة الانكليز العتاة، وثورة العشرين التي أطاحت بأكبر إمبراطورية في التاريخ، ووثبة كانون الثاني عام 1948م، وثورة تموز الأليمة عام 1958م، وما تتبعتها من الثورات وصولا إلى انتفاضة عام 1991م، كل هذا التاريخ يعود إلى آبائنا وأجدادنا، قاموا به لأجل أن تعيش أجيالهم في العز والكرامة.
اتضحت غاياتكم، فمنذ متى يقتل العراقي أخيه العراقي، ومنذ متى يخرب العراقي عراقه، لطالما وانتم تهتفون في أعماق نفوسكم المريضة المعادية الحاقدة، عن المصالحة الوطنية، وتعقدون لها المؤتمرات والندوات واستغليتم كل وسائل الإعلام، تقولون المصالحة الوطنية، وكأن العراقي ابن الجنوب أو ابن المنطقة الغربية أو ابن الشمال الحبيب، يكره بعضهم البعض، ويتقاتلون في سبيل كرههم ببغضهم.
-أدينك من لسانك- اجتمعتم اليوم كلكم من أعلى المستويات في مفاصل الدولة العراقية إلى متوسطها في المنزلة، وكل الكيانات السياسية المنتفعة، في سبيل إيقاف القتال في العراق، تحت عنوان ميثاق الشرف، هذا يدل على انه انتم من يقتل العراقيين بسبب خلافاتكم.
فما عليكم أن تسموا اجتماعكم المصالحة السياسية، وليس الوطنية، وتعتذرون للشعب العراقي وتتركوه بشأنه يداوي جروح الأيام التي أصابته من أطماعكم.
انتم اتفقتم ووقعتم على الميثاق المزعوم بعدم قتل العراقيين، وتخلف بعض من الزبانية، أمثال علاوي والمطلق، وبعض الأحزاب المعتذرة في اللحظات الأخيرة، السؤال؟ هل سيتوقف نزيف الدم في العراق، وتنتهي معاناتنا، ويتوقف التهجير، ويستتب عيشنا، أم هل سيستمر القتل والتهجير فينا لأن بعضكم لم يحضر ولم يوقعوا الميثاق المشبوه.
-قالو للحرامي احلف، قال اجاك الفرج- هو إلي عنده شرف لماذا يوقع على ميثاق شرف.

مدير مركز البحوث والدراسات
التعليمية والاعنفية
(مجتمع مدني)