7 أبريل، 2024 6:38 م
Search
Close this search box.

جمعتهم الولائم وفرقتهم الغنائم

Facebook
Twitter
LinkedIn

يعرف الفقه السياسي الحزب بتعريفات عدة منها أنه أداة أو وسيلة للتعبير عن رؤى وأفكار وتطلعات أعضائه بهدف الوصول للسلطة والاشتراك في الحكم ولذا فإن ما يجمع المنتمين لحزب سياسي ليس العشيرة أو صلة القربى أو الاشتراك في عمل تجاري بل هي وحدة الأفكار السياسية والاجتماعية التي يتبناها الحزب ممثلا عن أعضائه وأن كانت هذه الفكرة أصبحت أمرا مألوفا ومستقرا فإن في العراق اختلف الوضع لأن الطبقة السياسية التي صارت بحكم الصدف طبقة سياسية تقود بلد بعمر العراق فحزب الدعوة الإسلامية الذي فقد الكثير من العراقيين حياتهم لمجرد النطق باسمه صار موضع نكت وتندر العراقيين لأن استلامه رئاسة الحكومة منذ 2005 لغاية الآن كشف عن عورة الحزب وضحالة مستوى أعضاء الحزب الفكري والسياسي فحين استلم إبراهيم الجعفري رئاسة الوزراء كانت بمثابة رصاصة الرحمة على هذا الحزب لأنه وبمجرد عدم تجديد الولاية الثانية له انشق عن الحزب وكأنه يقول أنني باق معكم فقط أن صرت رئيسا للوزراء روحين انتهت ولاية نوري المالكي الثانيه وتحت طمع المنصب سارع العبادي لركوب الموجه وبيع الحزب مع مجموعة من مرتزقته فأصبح رئيسا للوزراء لكن برغم عدم خروج نوري المالكي من الحزب كما فعل سلفه الجعفري فإن العلاقه ظلت بينهما المالكي والعبادي متوترة وكأنهما ليسا قياديين في حزب واحد فاستمرت الحرب الكلامية والإعلامية والنفسية بينهما فلم يبق لحزب الدعوة مبرر لوجوده ويبدا أن العبادي من هؤلاء الثلاثة هو الاغبى أو الأشد كذبا وإعطاءا للوعود ففي عهده صار أشبه بالدمية بيد الولايات المتحدة الأمريكية عبر وسطائها مدفوعا بتحريض بعض القوى السياسية نكاية بالمالكي الذي يتمتع بشخصية قوية وأشد وضوحا من كل قيادات الحزب غير أن العبادي تمادى كثيرا في معاداته ممثلا عن الغير فالخصومة في الحقيقه ليست خصومته بل هي تصفية حسابات بين معسكرين سعودي أمريكي ومعسكر إيراني ففي جلسة البرلمان الأولى الفاشلة منع العبادي منع هادي العامري امين عام منظمة بدر وزعيم أئتلاف الفتح واحد أبرز قيادات الحشد الشعبي منعه من الادلاء بالتصريح للإعلام بقوة وهذه الخطوة لن تمر دون عقاب لأن العامري رجل إيران القوي وخلفه تقف ميليشيا قوية متمكنه من كل متر في العراق فينا لا يتمتع العبادي بأية حمايه أو قوة عدا عن كونه رئيس الوزراء فإن لم يتم تجديد الولاية الثانيه والتي باع الغالي والنفيس من أجلها فإنه عندها سيكون لقمة سائغة يسهل اقتناصها من قبل رجال العامري خصوصا أن العبادي فشل فشلا ذريعا في إدارة البلاد خلال الأربع سنوات وربما لهذا السبب أراد الظهور بمظهر القوي حين اصطحب معه جبار اللعيبي وزير النفط في اجتماع النواة في فندق بابل مستفيدا من شعبية جبار اللعيبي وتمسك العراقيين به كشخص وطني قدم الكثير ومازال ولم تعكر صفو مسيرته اي شبهات فساد لأن ائتلاف النصر الذي يتزعمه العيادي فقير سياسيا واجتماعيا ويعد شخص مثل جبار اللعيبي مكسب حقيقي له بل هو مكسب لا يمكن الاستمرار في المفاوضات بدونه أن اصطحاب الوزير اللعيبي في اجتماع فندق بابل هو أشبه باستعراض العبادي قوته أمام المتحالفين معه والخصوم على حد سواء لذا فإن مع هذه الانقسامات والحروب الكلامية والنفسية لم يعد لوجود حزب الدعوة مبرر ويجب على قياداته الاختيار بين حل الحزب أو طرد احد القطبين والالتفاف حول القطب الآخر وبعكسه فإن الحزب بهذا الشكل هو أشبه بالفزاعة التي لا تغني ولا تشبع

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب