إلهي مسّنا الضر وأنت أرحم الراحمين لم نخرج عن أشر وبطر ولم نخرج شاهرين سيوفنا بوجه الفقر كما عجب من ذلك أمير المؤمنين عليه السلام , ولم نخرج لنطوف ونزور قبر السيد السيستاني ونصبغه بالحناء ونطلب المراد , ولم نسميه قبراً إلا مجازاً لوجه التشابه الظاهري بين برانيه ودربونته وبين المقابر ودرابينها , فلا صوت ولا حركة ولا تواجد ولم تراه أعيننا منذ زمن طويل فربما يكون ميتاً فعلاً والوصف مطابقا حقيقيةً وقد دفن في سراديب بيته ؟ من يعلم الله ورسوله أعلم ! وإلا فأين هو من الضيم والمصايب والعوز والفقر والضر والذل والحسرة والقهر والعوز وفقدان الأمل وضياع أطفالنا وأجيالنا , فمنهم ترك المدرسة والتحق بركب من سبوقه في التسول أو الاستجداء على الأرصفة والطرقات أو العمل في عرباين الحمل أحادية الدفع ليوفر قوت أخوته وأمه وأبيه العاجزين بسبب مرض لسكري أو الضغط أو المرض الخبيث !! الله بالخير سيدنا السيستاني ونحب نذكرك لو كنت ناسي أنت من أوجبت انتخاب سبب مأساتنا ومصايبنا وضيمنه وظلايمنه وأخفتم الناس من زعل وغضب الزهراء عليها السلام ومن حرمة نساءهم عليهم , وقلت هؤلاء فيهم الخير والغيرة والدين والمذهب متوقف عليهم وراح يعوضوكم الي فات عليكم من عوز وقهر ويرفعون عنكم غوائل الزمن , وهذا الموقف تكرر لا لمرة ولا مرتين بل في كل دورة انتخابي تطلعنه بدرب معدل ومسنع وطعمه مثل العسل ! وصرنه مثل ما قال المثل لاحظت برجيله ولا خذت سيد علي !وأنت سيد علي شلون ترضى وانت سيد اسمك على اسم الإمام علي ! جماهير خرجت بعد أن يأست وأخذ منها الويل والثبور مأخذه جماهير تريد كرامته تريد ولو شيء قليل من الإنصاف والمساواة ليس مع غيرنا من العراقيين لكن مع الغرباء في بلنا ينعمون بخيراتنا ويعيشون بترف وبحبوحة وخدمات ونحن ننظر اليهم حسرة !! وكل هذا وأنت لاتحس لنا من أحد أو نسمع لك ركزاً ! أتخاف أن تكون معنا حتى لايلكوك الفاسدون بألسنتهم ؟ كنا نتمنى أن ترتدي الأكفان ويصيح صوتك عالياً يقارع الطغاة والظالمين ! إذا لم تنتهي مأساتنا لن تنتهي مظاهراتنا , اليوم أمام قبرك أيها السيد السيستاني وغداً عليه , فالفقر لا يرحم ولنا يوم لا نرحم من تسبب في فقرنا ! .
