6 أبريل، 2024 10:10 م
Search
Close this search box.

جمال كربولي واللعب على الحبلين

Facebook
Twitter
LinkedIn

يقدم رئيس كتلة (الحل) جمال كربولي نفسه للجمهور السني في العراق على انه سني عربي يدافع عن حقوق السنة المغتصبة ويسعى الى جبهة سنية في مواجهة الشيعة وكسر شوكتهم التي تتعاظم يوما بعد يوم، ولكنه في المقابل يبعث برسائل الى القيادات الشيعية يعلن فيها انه ليبرالي تارة وعلماني تارة اخرى ولا يشتري السنة بفلس واحد.

ولانه يملك المال الحلال والحرام (لا فرق) ولديه عدد من النواب واعضاء في مجلس محافظة الانبار واغلبهم من (زبالة) الســـنة، اشتراهم برزم دولارية معروفة اخبارها وحجمها ومصادرها، فانه انخرط منذ عام 2010 في لعبة المحاصصة وطرح نفسه كزعيم لكتلة نيابية ساعده في ذلك صالح المطلك الذي دخل في منافسات عبثية مع قادة القائمة العراقية في حينه وانحاز الى كربولي ليصنع منه (قائدا) يعاضده ويدعمه في مواجهة طارق الهاشمي واسامة النجيفي واياد علاوي ورافع العيساوي وخميس الخنجر.

وبلع جمال طعم المطلك في البداية ولكنه وهو (الشاطر) في معرفة نوايا صالح جيدا وكشف اغراضه المصلحية، سرعان ما غرد  خارج سربه وبات يشكل ندا له بل انه تفوق على رئيس جبهة الحوار ووضعه في جيبه الملييء بدفاتر الشيكات والصكوك المليونية والدولارية .

وانتهى العرس المطلكي الكربولي عقب انتخابات 2014 عندما أطل على الساحة السنية وجه جديد تمثل في سليم الجبوري الذي صعد الى الصدارة بصفقة سياسية كانت اطرافها ايران وتركيا والسفارة الامريكية في بغداد، والقصة معروفة وجمال كربولي مطلع على بعض تفاصيلها حيث وقف مع القيادي في الحزب الاسلامي وشكل الاثنان محورا في ما يسمى بـ(اتحاد القوى السنية) ضد محور (متحدون) الذي يقوده اسامة النجيفي ورافع العيساوي.

ولان الجبوري يحسن (التقية) ويؤمن بالمفاهيم الباطنية فانه استخدم آل كربولي في باديء الامر للوصول الى رئاسة مجلس النواب، ولكنه ما ان استقر على الكرسي الدوار في منصة البرلمان حتى كشر عن انيابه ولم يمنح رئيس كتلة (الحل) غير وزارة هامشية هي الزراعة ورشح لها وزيرا هو أقرب الى صالح المطلك من جمال كربولي، واستيقظ الاخير خائباً من احلامه الوردية في الحصول على وزارة الكهرباء بمخصصاتها المليارية التي ذهبت الى واحد من منظومة (ســـنة المالكي) قاسم الفهداوي في صفقة اشترك فيها صالح المطلك وسليم الجبوري ونوري المالكي.

وضاعت آمال جمال كربولي في حكومة حيدر العبادي وخفت صوته وانخفضت امواله وسعى الى التعويض بافتتاح قناة (دجلة) الفضائية لتكون أداة ابتزاز وجاء بمجموعة من الاعلاميين الشيعة وسلمهم مسؤولية ادارتها وتنظيم برامجها.

ومن تابع (دجلة) وما تبثه من مواد وبرامج كثيرة، فانه لا بد ولاحظ انها تفتقر الى هوية سياسية واعلامية واضحة ولا تحمل مضامين جدية وحيوية، فالكربولي الذي يطمح الى ارتقاء قناته الفضائية الى مستوى (الشرقية) فات عليه انه طبيب ـ مع الاحترام للمهن ـ أقحم نفسه في الميدان السياسي والمجال الاعلامي بلا مؤهلات شخصية او مقومات اساسية على عكس (الشرقية) التي اتفقنا او اختلفنا معها الا انها قناة ما زالت في صدارة القنوات رغم نرجسية  صاحبها ومزاجيته، ومحاولة تقليدها مسألة غير مجدية لا للكربولي ولا لغيره!

جمال كربولي يبكي (دماً) على الفلوجة ويضع يده على قلبه خوفا على مصيرها، ولكن قناته تزجر ضيفا سنياً هو الشيخ رعد السليمان لانه ناشد آية الله علي السيستاني ان يتمعن في فتواه التي جلبت البلاء والقتل لاهل السنة، وينطلق مذيعها الذي صعدت في رأسه (الغيرة) الشيعية ليقول باداء مسرحي مفتعل (ان السيستاني خط أحمر) وكأن المرجع الشيعي نبي او رسول من الله لا يمس!

الم نقل ان جمال كربولي يلعب على الحبلين.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب