18 ديسمبر، 2024 7:47 م

جمال الإنسان في جمال أسنانه

جمال الإنسان في جمال أسنانه

المصريون منذ القدم عرٌفوا بأسنانهم القوية الجيدة , وقد ساعدهم على ذلك عاداتهم الفطرية .. فالغذاء بسيط للغاية وأكثر ما يكون من الخبز الجاف الذي يساعد الأسنان بمزاولة كسره بعكس الخبز الطري كما تبين ذلك من فحص أسنان أهل صعيد مصر والطبقات الفقيرة إذ قلما تصاب بالتسويس .
وقد يدهش القارئ إذا علم أن الكثير من الأمراض التي تعتري الإنسان لها علاقة بالأسنان كضعف البصر وضعف السمع وإمراض المعدة والروماتزم والشلل وما إلى ذلك , وقد يعالج المصاب بواحد من هذه الأمراض نفسه عند الطبيب المختص فلا يثمر فيه العلاج ولا يتوانى هذا الطبيب أن يرسله لطبيب الأسنان فإذا علاج البصر والسمع والمعدة وغيرها يبدءا من الفم الذي هو مفتاح الصحة إذا سلم ومصدر الألم إذا سقم .
الأسنان تشغل جزء من الوجه يحتل معظم الثلث السفلي من مساحته وأية عيوب فيها تسهم في أظهار عيوب الوجه بوضوح اكبر فتراجع الأسنان للخلف مثلا يجعل الشفتين رفيعتين وتأكلها يسبب هبوط الوجنتين ويفقدهما مظهرهما .
وصار بالإمكان تصحيح عيوب الأسنان سواء تلك الناجمة عن لونها أو تراصها أو تأكلها , وصار الكثيرون يرتادون عيادات الأسنان بهدف تجميل أسنانهم والحصول على ابتسامة ساحرة حيث يمكن استخدام مواد لتبييض الأسنان الصفراء والرمادية .
وينجم اصفرار لون الأسنان عن – التدخين والقهوة والشاي – المولعة فيها جميع شعوب الأرض بما فيهم العرب فهي ترافقنا في الصحراء والريف والمدينة , كما هي صديقتنا الدائمة في بيوتنا و مكاتبنا كجزء لا ينكر من أصول الضيافة العربية ولا يمكن التعويض عنها بأخرى , بل أصبحت هي الإنقاذ العاجل للفخ الذي أوقعتنا فيه الحياة الحديثة .
آيا كان عملك مهندساً أو طبيباً محامياً أو موظفاً مدرساً أو صحفياً فانك تقضي جزءً من يومك جالساً .. هذا الجلوس على المكتب آو الكرسي الخشبي أصبح مرضاً جديداً يجب أن تحترس من تبعاته ولن تفلت منها إلا أذا كنت قوي الإرادة بارد الأعصاب تسمع أكثر مما تتكلم لأن معرفة أسباب المشكلة يساعد في مواجهتها مواجهة واقعية بعيداً عن التدخين والمنبهات الأخرى .
أن الكثير منا يعتقد أن وظيفة تجميل الأسنان تختصر على بياض الأسنان فقط دون الاهتمام باللثة , ففي عالم التجميل يتهافت الناس بالحصول على أسنان جذابة وجميلة تشبه أسنان النجوم والمشاهير من ممثلين ومطربين وفنانين , أو ما يسمى ( هوليود سمايل ).
لقد كانت عمليات تجميل الأسنان مهملة سابقاُ من قبل الكثيرين ولفترات طويلة لكن مع الوقت تغيرت النظرة إلى تلك الإجراءات الجراحية وبدأ المجتمع يتقبلها وفي غضون سنوات قليلة انتشرت بدرجة كبيرة وازداد الإقبال عليها مما نتج عن ذلك تضاعف عدد مراكز وعيادات تجميل الأسنان في كافة أنحاء العراق , وأخذ يمارس هذه المهنة ليس الطبيب العراقي فقط وإنما السوري الذي ترك بلاده وجاء إلى العراق نتيجة القتال مع داعش التي غزت بلاد العرب والمسلمين ومنها سوريا, كذلك الأطباء الإيرانيون الذين قدموا إلى العراق وأخذوا يعملون في مراكز التجميل إضافة إلى الأطباء الأتراك العاملين في مستشفيات إقليم كردستان.
فإذا كنت تعاني من فقدان بعض أو جميع أسنانك , اليوم تم افتتاح مراكز متخصصة بتجميل الأسنان وزراعتها ومن مناشيء أوربية فرنسية وألمانية وسويسرية ( بور سلين سيراميك وزير كون ) تتراوح أسعارها بين ( 400 – 500 ) دولار أضافه إلى تبييض الأسنان بالليزر وتجميل اللثة وعمل الحشوات الدائمة , التي قد تستنزف دخل العائلة العراقية المبتلاة بالمستورد العربي والأجنبي الذي غزا السوق العراقية بما فيها الأسنان الاصطناعية المستوردة. والكثير من هذه المراكز لا يذكر الأسعار ويقول بان الأسعار تحدد بعد الفحص من قبل الطبيب المختص وبأسعار تنافسية كما يدعون مع وجود تخفيضات لمدة محدودة , وهناك مـــــن يقدم خدماته لك بالتقسيط المريح , هذا التقسيط الذي غزا السوق العراقية نتيجة الأزمة المالية الخانقة التــــــي تمر بها البلاد وتعاني منها العباد هذه الأيام المريرة .
وقبل أن نتكلّم عن أهميّة زيارة الطبيب بشكل دوري يجب أن نتعرّف على الوسائل التي يمكن أتباعها للمحافظة على الأسنان وحمايتها من التسويس ومنها : أن يتجنّب الإنسان تناول الأطعمة السّكريّة أو الكربوهيدرات بكثرة، كذلك تجنّب المشروبات الغازيّة، ورقائق البطاطا الجاهزة، فكلّ هذه الأنواع من الأطعمة تحوّل بفعل الجراثيم الموجودة في الفمّ إلى سكّريّات أو كربوهيدرات مخمّرة تتحوّل إلى أحماض تشكّل ما يطلق عليه – لوحة سنيّة – سرعان ما تتراكم على الطّبقة الخارجيّة للأسنان مهاجمة الطّبقة الخارجيّة منها والتي تسمّى بالمينا مسبّبة نخر السنّ وتسوّسه بشكل كامل بعــد ذلك. إنّ طبيب الأسنان هو الشّخص المتخصّص القادر على تشخيص تسوّس الأسنان مبكّرًا ومعالجتها، إلى جانب قدرته على تشخيص وجود تكلّس أو جير على الأسنان وتنظيفه، كما تعدّ زيارة طبيب الأسنان إجراءً وقائيّاً مبكّراّ بحيث يطّلع الطّبيب على وضع الأسنان باستمرار ويستطيع تقديم النّصائح الطّبية للمريض حتّى يتجنّب مضاعفات التسويس فقد يتطوّر حال الأسنان إذا تركت من غير علاج إلى أن يمتدّ التسويس إلى جذر الأسنان حيث يزداد الألم والالتهاب ويصعب العلاج. كما تكمن أهمّيّة زيارة طبيب الأسنان في تلقّي التّوجيهات والنّصائح حول عددٍ من المسائل التــــي تخصّ الأسنان كطريقة تنظيف الأسنان بالفرشاة بالشّكل الصّحيح والملائم صحياً ..