23 ديسمبر، 2024 1:21 ص

جماعات الضغط ام متظاهرين

جماعات الضغط ام متظاهرين

استغرقت التظاهرات الاخيرة والتي لا زالت مستمرة في العراق اكثر من ثلاثة أشهر ، رسمت ملامح ظهور حالة صحية لكل ابناء المجتمع الرافض للممارسات الخاطئة في بناء الدولة ، يرافقها بزوغ وعي يرفض الحالات السلبية التي جعلت العراق يتسم بفوضى عارمة بكل المقاييس أخلاقياً واجتماعياً واقتصادياً وامنياً ، وعلى اثر ذلك تَرَكُوا المتظاهرين موقع الخضوع والطائفية والتخندقات الاخرى وخرجوا في العاصمة بغداد والمحافظات العراقية الكريمة في البصرة ، الناصرية ، العمارة ، السماوة ، الديوانية ، النجف ، كربلاء ، بابل ، كركوك ، مع اشتراك نازحي المحافظات المنكوبة بسبب السياسات الخاطئة التي مورست بحق اَهالي  ديالى ، صلاح الدين ، الانبار ، نينوى ، ومجموعة من عوائل ذوي سبايكر المعتصمين المُضحين بفلذات أكبادهم ، ومعهم صوت الشعب الذي لا يسكت عن الظلم ( قناة البغدادية ) نموذج الاعلام الحر التي فتحت ابوابها وخصصت البرامج لأيصال أصوات المتظاهرين والعمل على تحقيق المطالب المشروعة والضغط على الجهات ذات العلاقة ، وإذا بمجموعة من المتظاهرين تشد الرحال على اثر دعوة من رئيس الوزراء لزيارة مكتبه ؟ استبشرنا خيراً لتزامنها مع غرق معظم احياء بغداد في اول سقوط للأمطار والمعاناة الشديدة التي سببتها لملايين العراقيين وبشكل خاص الآلاف النازحين الذين يعيشون اوظاعاً مأساوية ، وقبلها سلم الرواتب والإجحاف الذي لحق اغلب الموظفين ، الغريب في الامر كل ما يعرفه ممثلين المتظاهرين لان يعرض ولم يناقش في اللقاء !!  مما جعلني امام اختيار عنواناً للمقال ( جماعات الضغط ام متظاهرين ) ويستخدم هذا التعبير ( جماعات الضغط )اكثر ما يستخدم في الولايات المتحدة الامريكية والنظم البرلمانية الأوربية وهي على انواع منها ما هو سياسي ويطلق عليه ( لوبي ) ومنها ماهو نقابي مهني او اقتصادي يأتي بالمنفعة الذاتية ومنها ماهو انساني للبحث على رعاية الطفولة والشيخوخة او الرأفة بالحيوان ومنها ماهو اجتماعي كالمحافظة على البيئة ، وتعتمد جماعات الضغط في وسائلها على الاتصال المباشر بأعضاء الحكومة بإقناعهم والضغط عليهم متسلحين بقوة جماهيرهم وقوة وشرعية ومطلبية وسلمية التظاهرات للخروج ببشرى للمتظاهرين بالقليل تحقيق احد المطالب .. لكن كل ما نتج عن اللقاء بأن رئيس مجلس الوزراء يأكد على أهمية تواصل التظاهرات !!! التي هي أصلاً مستمرة والتواصل معه شخصياً ؟؟؟ مثنياً على الثقافة السلمية للمتظاهرين !!! إذن لما تعتقلون المتظاهرين هذا دليل  براءة من اعلى سلطة حكومية ……. اين  ( جلال الشحماني ) وأخيراً الاهتمام بالهوية الوطنية التي حدت من الطائفية !! للعلم الطائفية هي سياسية وسنقضي عليها باستمرار التظاهرات وبناء دولة المواطنة بجهود المتظاهرين الابطال الذين حضروا والذين لم يحضروا بسبب الإصلاحات التي لا ترتقي مع المشاكل الخطرة التي يعيشها الشعب العراقي ،  والتفرد بالقرارات المتسرعة جعل الفوضى تتصدر وتعمق المعاناة ، فلا يمكن ( ٥٠٠٠ ) ناخب عراقي يقررون مصير كل العراقيين وتحديداً في مايتعلق برواتب ومصادر رزق العباد ولا ( ١٤ ) متظاهر يمثلون حشود المتظاهرين في داخل وخارج العراق دون التعاون والتشاور والعمل بروح الفريق الواحد .