23 ديسمبر، 2024 10:31 ص

جلسة “ياعيب الشوم”

جلسة “ياعيب الشوم”

يقال تمخض الجبل فولد فأرأ  بالرغم انه لاوجه للشبه بين الاثنين. ومع ان  المقارنة تبدو قسرية , وتعسفية الى ابعد اقاصي المعنى وحدوده فان الولادة مجازيا حصلت.  ونظرا للتقدم الهائل في الطب الحديث فان بامكاننا تصنيف الفار كأبن بار للجبل على انه فأر منغولي وابونا وابو الجنيب الله يرحمه. وحيث اننا في عصر التاويل والسيمياء فان السؤال الحائر هوماذا  نسمي جلسة البرلمان العراقي التي عقدت , وليتها لم تعقد, الاسبوع الماضي؟. فتلك الجلسة لم تتمخض حتى عن ولادة بعوضة. كم نحن متساهلون بحيث نرضى ببعوضة بحجم التغيير الذي نادينا به طوال الحملة
 الانتخابية الخالدة اذا تتذكروها. عقدت الجلسة بلا لتي ولا لتيا. فقد حضر 255 نائبا جديدا, وتراسها اكبر الاعضاء سنا واقسم النواب بان يلعبوا بنا “طوبة” بعد نصف ساعة حين طلبوا الاستراحة التاريخية وتبخروا كفصوص الملح.
لابد ان يختل النصاب. هذه عادة برلمانية عراقية متاصلة. ولابد ان تحصل مشادة “سخيفة” لا معنى لها. ولابد ان ترفع الجلسة مرة الى اشعار اخر ومرة الى الاسبوع المقبل. ولابد ان يتحمل النجيفي مسؤولية التاجيل او الرفع او النصب حتى لو كان يسرح بخيوله التي يقال انها اصيلة. لدينا مشكلة واشكالية وعلى كولة صديقنا عباس عبد جاسم “اشكالوية” وانا اضيف ستين اشكالوية. احتار القوم في البحث عن تخريجة تحفظ ماء وجوههم امام دستور اشبعوه خرقا ولعنا واهانات طوال الدورات الثلاث الماضية.  رئيس السن لايعرف ماذا يفعل والاعضاء المسنون وغير المسنين, المخضرمون وغير
 المخضرمين بدوا في حيرة من امرهم ليس للكيفية التي يتم فيها انتخاب رئيس البرلمان في الجلسة الاولى ورئيس الجمهورية وبالاغلبية المطلقة مثلما يقول الدستور بل للكيفية التي يمكنهم بها رفع الجلسة او تاجيلها باقل الخسائر. المهم رفعت الجلسة التي بات اسمها شبه المفتوحة على امل ان تتوافق الكتل على كيفية غلقها بعد التوافق على مرشحيها للرئاسات الثلاث.
لدينا اذن كتل لابد ان تتوافق قبل البرلمان. ولدينا برلمان يبحث عن توافقات خارج قبته الخضراء. لاشئ جديد, برلمان يقول انه يمثل الشعب ولكنه لن يستطيع عمل شئ للشعب ابو الاصبع البنفسجي . الوجوه تكاد تكون نفس الوجوه. الجلسة حسب التصنيف العرقي والطائفي تكاد تكون نفس الجلسة. المايكفرون نفس المايكفرون. وقارئ القران نفس قارئ القران. والباب نفس الباب والنسكافى بالكافتيريا نفس  النسكافى. نحتاج فقط الى محمود درويش و”سرحان  يشرب القهوة في الكافتيريا”. لكن سرحان انجز مهمة وطنية.. الم يقتل روبرت كندي؟ اية مهمة وطنية انجزها اعضاء برلماننا حتى
 يعودوا للجلوس في الكافتيريا اخوة متضامنين على سرر متقابلين بعكس جلستهم تحت القبة؟. نعم انجزوا واحدة من اخطر المهمات. انهم قتلوا بدم بارد فرحة شعب بالتغيير الذي حلم به, فتبخر عند اول جلسة احتاروا في ايجاد تسمية لها وما دروا ان انسب تسمية هي .. “جلسة ياعيب الشوم”.