18 ديسمبر، 2024 9:16 م

بُحتْ الأصوات من مستويات وفعاليات عراقية متعدة. وطرحت الحلول للخروج من المأزق, وحالة الضياع العراقية.ولكن لا مستمعٍ ولا من مجيب. وكلُّ من له ضلعٌ وله يدٌّ في إدارة دفة البلاد يعلم ويعي بأنه مسؤول عن الفشل وعن دفع البلد ورميه في أتون حفرة نار وفقرٍ وجوعٍ وبطالة وتردٍ للخدمات وإفلاسٍ للدولة وتبعية للأجنبي وفسادٍ نخر جسد الدولة العراية والمجتمع وترييف كبير للمجتمع. ولا عجب في هذا . فهم مفلسون علمياً وثقافياً وفكرياً . ويمكنني القول وطنياً أيضاً. لأنهم ماضون في الخطأ. و مكابرون مصرون على التمسك بالسلطة لا لشيء سوى الكسب المالي والسياسي غير المشروع . ويطرحون مشاريع وحلول مفلسة ميتةٌ في مهدها ,لا يمكن تطبيقها على أرض الواقع لأنعدام الثقة بينهم أولاً وبينهم وبين الشعب ثانياً. وهذا هو الأهم, فالمُجَرَّب لا يُجرَّب. هكذا يقول العقلاء .وهكذا هو المنطق. وبما إن للعراق موقعاً جغرافياً مهماً جداً وأهميةً إقتصاديةً للعالم عموماً وللدول المهيمنة على القرار الدولي والفاعلة على الواقع خصوصاً. فليس من الغريب أن يتدخل البعض عسكرياً لفرضِ أمر واقع جديد. وهم قد خططوا وجهزوا سناريوهات وخرائط جديدة للمنطقة..
الشعب يتساءل ماذا إستفاد من تغيير النظام السابق بعد عام 2003. نعم كان نظاماً جائراً جرَّ العراق لحروب عبثية. ومن ثم لتدخلٍ
أجنبي خبيث. فنحن الآن من سيء لأسوء. وهذا يذكرني بأغنية جلجل عليّ الرمان نومي فزع لي.
ويبدو إن الرمان ((مجلجل علينا بشكل وبآخر))….ونحن نقول :هذا الحلو ما أريده. ودوني لأهلي. هيَ مِنْ الأغاني التراثية الجميلة ومعانيها سياسية ممزوجةٌ بالمعاني العاطفية وكانت كلمة ( جلجل معروفه باللهجة العراقية العامية ولكنها غير معروفة في الوقت الحاضر أو غير مستعمله) ومعناها ( انتشر ) او( خيم ) أو (كلكل) والعراقيون يقلبون الكاف للجيم الفارسية بثلاث نقاط فصارت عندهم جلجل. والشاعر هنا لا يقصد الرمان المعروف وانما يقصد الدولة العثمانية أو الإحتلال العثماني التركي , وكان أغلب السلاطين والولاة والباشوات يلبسون على رؤوسهم طربوش أحمر بلون الرمان ويعني بهذا إن الاحتلال العثماني كان منتشراً بالعراق ومكلكلٌ ومخيم عليه …ويعود الشاعر فيقول: نومي فزع لي .وهذه لها معنى سياسي أيضاً ويقصد به الأنكليز ذوي اللون الأبيض الممزوج بالأصفر الذين طردوا العثمانيين من العراق في الحرب العالمية الأولى ولونهم لون النومي (الليمون)) يدعون إنهم جاؤوا لخلاصنا من الأحتلال العثماني وقالوا على لسان الجنرال مود: جئنا محررين لا فاتحين.ولكن ثبت العكس. ويكمل الشاعر فيقول: هذا الحلو ما اريده ودوني لأهلي وهنا يقصد إنَّ هذا الأنكيزي المحتل الحلو والاشقر مثل النومي أسوء من المستعمر العثماني الذي شبهه الشاعر بالرمان بالبيت الاول … ويقصد ب ( ودوني لأهلي) اي لا يفيدنا غير اهلنا العراقيين لا العثماني ولا الإنكليزي. وليس تبديل محتلٍ بآخر. ولذلك اشتهرت هذه الاغنيه اشتهاراً واسعاً وتعتبر من الاغاني الشعبية الجميلة والمعبرة وبها معانٍ سياسية غيرمكشوفة. ولكنها مكتوبه بشكل جميل جداً. وهذا يسمى باللهجة العراقية حسجة (بالجيم الفارسية) أي أنَّ ظاهر الكلام ليس كباطنه.

ومع الاسف فإسم الشاعر لا يزال مجهولاً بالكتب التراثية العراقية. ……… والآن أترككم أحبتي لسماع هذه الاغنية التراثية العراقية الجميلة بصوت الفنان العراقي الراحل المبدع ” يوسف عمر”. ففتشوا عنها في اليو تيوب. وسؤالي ما هو لون الرمان الآن ؟…هل هو أسود أم أبيض أم أخضر أم أصفر ومن يلّونه ومَنْ يختار له الحجم ؟؟؟!!! وفهمكم كفاية.