منذ ان دخل قسم الاعلام بكلية الاداب نهاية السبعينات كان الزميل جلال النداوي شعلة نشاط اعلامي لاتتوقف ، وكان حبه للعمل الصحفي وعشقه لمهنة الصحافة هي من اوصلته الى ان يصبح من اكثر مقدمي البرامج التلفزيونية نجاحا في الاداء وفي المضمون.
الزميل جلال النداوي دخل العمل الصحفي في اكثر من موقع اعلامي ، وكان الرجل مثابرا ونشيطا ولديه عقل ثاقب في الكتابة الصحفية وفي قراءة تطورات الاحداث وهو يرصد تطورات مايجري في المشهد السياسي داخليا وعلى صعيد عربي ودولي ، حتى تكونت لديه قراءات متفحصة كانت اقرب الى تحليلات الواقع ، كونها تستشف الرؤى وتدخل في التفاصيل وما وراء الاحداث وما بين سطور الاخبار لتستخرج منها دلالات وابعادا، كانت أقرب الى المؤشرات التي تعطي صورة واضحة وتبعد التشويش الذي قد يحيط بالفكرة ، حتى تبدو للمتلقي وكأنها أقرب من الحقائق من أن تكون مجرد تأويلات وأقاويل.
قاد أكثر من برنامج تلفزيوني في أكثر من محطة تلفزيونية من عمان وقد ابدع فيها الرجل فيها أيما ابداع ، وكان قبلها قد عمل مستشارا صحفيا في الدائرة الصحفية العراقية بعمان، وحقق علاقات كثيرة مع زملاء الأسرة الصحفية خارج العراق، ولم ينقطع تواصله مع الداخل وما يجري في بلده من احداث وكان ينقل مايدور في الشارع العراقي خلال حوارات وبرامجه التلفزيونية بالصورة الامينة ، ويطلع الرأي العام على تلك الاحداث ومجرياتها وما يتعرض له الوطن والانتماء من تحديات ومخاطر، يحذر مرة منها وفي أخرى يستقريء ابعادها ، وهدفه اطلاع الرأي العام والحكومات العراقية على ماينبغي ان يوضع في الاهتمام عندما يتعرض الشعب الى الامتحان والى ان يواجه مصيرا لايحسد عليه.
من سمات الزميل جلال النداوي الشخصية ، إضافة مهنيته وحبكة برامجه وأناقته المعهودة وشبابه المتوقد المعطاء ، ان لديه القدرة على استخدام الكلمة المعبرة والمؤثرة في برامجه التلفزيونية او في حواراته وهو صاحب انتقالات حيادية قدر الامكان ، يضفي على برامجه طابع الحركية لكي يبعدها عن الرتابة ويشرك الجمهور في الاحداث ويعلق عليها ، لكنه يبقى في كل الاحوال منحازا الى قضايا شعبه والام مجتمعه وطموحاته المشروعة في العيش الآمن الكريم وان يحترم حق الانسان في الحياة.
ومؤشرات كهذه عن أي زميل صحفي لابد وان تدخله في خانة المبدعين ومن لديهم الريادة في العمل الصحفي ، ولبرامجه وحواراته صدى في الشارع العراقي كونها الاقرب الى اهتماماته وما يود الحديث عنه الكثيرون من معالم الهم اليومي للعراقيين، لكنه يقودك في الاخير الى حلول او معالجات للمشكلة المطروحة ، حتى لايترك نهايات برامجه سائبة دون هدف او مضمون مفيد.
تحياتنا للزميل جلال النداوي ( أبو عمر ) نشاطه اللامع والدؤوب ، ومزيدا من النجاحات على طريق خدمة الاعلام المتفتح الواعي الذي يضع حيشيثات المشكلة ويغوص في ابعادها ودلالاتها ، حتى ينتهي الى ( مخارج للحل ) وهو ما اعطى لبرامجه التشويق والمتابعة..مع خالص امنياتنا له بالتوفيق والى مزيد من الابداعات الصحفية لخدمة هدف صاحبة الجلالة وسلطتها الرابعة وما تصبو اليه من تحقيق امنيات الشعب وآمال الوطن والانتقال به الى الحالة الافضل برغم كل التحديات وما يواجهه البلد من محن ومصاعب ربما تخرج عن قدرة الشعب عن التحمل..والى الملتقى مع زميل آخر في وقت آخر..مع الود والاحترام.