منذ أن تخرج من قسم الصحافة والإعلام بكلية الاداب جامعة بغداد في بداية الثمانينات، والإعلامي جلال النداوي ، دخل معترك العمل الصحفي في جريدة الجمهورية ووسائل اعلام عراقية أخرى وأبدع في عمله ، حيث كان محط تقدير رؤسائه في العمل الميداني الصحفي ، لما يتمتع به من مهارة واتقان ، طوال أكثر من ثلاثين عاما ، وهو يواصل مسيرة إبداعه يوما بعد آخر!!
آخر محطاته المبدعة في العمل التلفزيوني هو في مجال الحوارات التلفزيونية ، وفي قناة التغيير الفضائية ، من خلال برنامجه ” صفحات مطوية” ، إستطاع من خلالها أان يثبت جدارته لقيادة الحوار التلفزيوني، بعد إن كان قد قدم في برامج تلفزيونية سابقة برنامج ” بين الناس” وحظي بإهتمام كثير من مشاهديه!!
لكن النجاح الأكبر للنداوي كان يوم تجرأ ودخل عالم الحوارات التلفزيونية بقناة التغيير الفضائية، وهو طوال أربعة شخصيات عراقية أجرى معها حوارات ممتعة في حلقات متعددة ، بدأها بالمفكر والاعلامي الكبير الأستاذ حسن العلوي ثم الشخصية السياسية العراقية الطلابية محمد دبدب ، والحوار الثالث كان مع وزير الكهرباء الأسبق في عهد النظام السابق سحبان فيصل محجوب، واخيرا مع آخر ما تبقى من عهد العائلة المالكة تمارة الداغستاني الناجية من العهد الملكي ، والتي سردت في حوارها الاخير القصة المأساوية للعائلة المالكة وكيف تعرضت لمعاملة لاتليق بها ولا بملكهم ولوصيهم، بعد أول حكومة جمهورية ، ونالت مانالت من السحل وتقطيع أجساد تلك العائلة الكريمة بلا رحمة!!
النجاح الكبير للزميل والاعلامي المتألق جلال النداوي في أول حوار له مع الاستاذ حسن العلوي هو من شق له طريقا معبدا لولوج عالم الحوارات التلفزيونية ، وكان إختياره موفقا لأول شخصية سياسية واعلامية بقيت محط جدل واهتمام كبيرين ، لما تتمتع به تلك الشخصية من مواصفات تجمع بين السياسي المحنك والصحفي المخضرم الذي بقي علما من أعلام السلطة الرابعة ومملكتها التي تفرض وجودها ، حتى تحولت الى مدرسة صحفية ينهل منها طلاب الصحافة والاعلام ما يشكل مفخرة لهم ، وبقي إسم العلوي على كل لسان!!
ومنذ أن وطأت قدما الزميل جلال النداوي عالم الحوارات التلفزيونية كان النجاح حليفه منذ الحلقة الاولى ، وعرف كيف يناور مع الضيف ويستخرج منه المعلومة التي تفيد المشاهد ، وبقي يواصل الدرب، ويحصد الإعجاب، وربما كان حواره مع خليفة العائلة المالكة تمارة الداغستاني من أكثر الحوارات الممتعة ، برغم أنها كانت من أكثر الحوارات ألما وحزنا ، عندما سردت قصة تاريخ العائلة المالكة وما حل بها من مآسي وويلات، وسنتابع باقي حواراته معها في حلقات قادمة!!
تحياتنا للزميل والإعلامي المبدع جلال النداوي، وقد حقق في فترة قياسية لدى توليه مهمة الحوارات التلزيونية نجاحات متصاعدة، تؤهله لأن يكون في وقت قريب ممن يتسلقون ذرى المجد في أهم مهمة تلفزيونية صعبة وهي الحوار التلفزيوني ، الذي يحتاج الى مواصفات خاصة لمن يديرون عالمها، ولكي يكسبوا الأضواء ، ويكون بمقدور مشاهديهم أن يستمتعوا بها ويستفادوا من المعلومات التي تسرد ضمن تلك الحوارات، آملين له الصعود المتألق والنجاح الباهر بعون الله، وهو أهل لتلك المهمة بكل تأكيد!!