من أجمل ما تركته لنا ذكريات الزمن الجميل لعلاقتنا ، نحن زملاء الأسرة الصحفية من أجيال منتصف السبعينات والثمانينات ، أنها كانت علاقات بنيت على مستوى عال من التواصل الإنساني والأخوي والمواقف المشرفة ، التي تعد هي رأس مالنا ، في هذا الزمن العصيب، وهي من نتكأ عليها في تقييم تلك المرحلة ، التي تعد من وجهة نظرنا، أروع مرحلة في تأريخ العراق على الإطلاق.
كانت مواقف الزميل والإعلامي القدير جلال النداوي محل تقدير زملائه على الدوام.. فهو المبادر في كل مناسبة فرح أو حزن أو ضيق في الأحوال ، ليكون المبادر الاول في تقديم ما يرفع عن بعض الزملاء بعض حوائجهم او متطلبات الحياة ، وكان آخرون من الزملاء يشاركونه تلك المهمة النبيلة، حتى سجلت في تاريخ طلاب تلك المرحلة على أنها علامة مضيئة نتفاخر بها ، وهي من ترفع عن الكثيرين متطلبات الحياة عندما تعترض البعض صعوبات العيش ، أو عندما يتطلب الأمر أن يكون (ابو عمر) حاضرا .. وكيف لا وهو إبن عشيرة النداوات الكريمة الصافية المنبع.
آخر تلك المواقف المشرفة هو تحمل الزميل والأخ والصديق العزيز جلال النداوي (أبو عمر) مهمة تكفل إيصال كتابي المرتقب هذا الاسبوع من عمان الى بغداد ونفقات بعض الكتب الأضافية وأجور ايصالها على حسابه الخاص، وهو موقف إعتدنا عليه من الرجل قبل أكثر من ثلاثة عقود مضت على تاريخ علاقتنا كأخوة وزملاء..
تحية منا لـ (أبو عمر) الزميل جلال النداوي.. وتحية مثلها للدكتور كامل خورشيد الذي له إسهامة مهمة في أن يرى كتابي (أقلام واعلام) النور وقبله كتابي تسريب الاخبار والحرب النفسية) من خلال علاقاته الوطيدة مع دور نشر أردنية، ولمواقفهما المشرفة، وهو ما يجعلنا نسجل تلك المآثر لتحفظها الأجيال، على أنها من ذكريات زمن جميل ، حافظ فيه زملاء ذلك الزمن على علاقات تواصل أخوي وإنساني قل نظيرها، وهو أهم ما يبقى يحفر في ذاكرتنا الخصال الطيبة لرجالات الزمن الجميل..مع الأمنيات لهم بالتوفيق الدائم.