17 نوفمبر، 2024 9:52 م
Search
Close this search box.

جلاب بهبهان

وهذه الكلاب نالت شهرتها من تصرف واحد فقط، وهو انها تترك الغريب الذي يدخل المدينة على راحته، لكنها حين ترى احدا من اهلها او اهل المدينة تهجم عليه، وهذه الكلاب معروفة بشراستها وتوحشها، وبهذا حين يربي احدهم طفلا فيعقه ويؤذيه ولايؤذي احدا غيره، يقول : هذا مثل جلاب بهبهان، والان نستطيع ان نقول عن اي واحد يريد اذية الوطن وتخلف الوطن وهو عراقي، هذا مثل جلاب بهبهان، وفي هذا يقولون ان البطاقة الالكترونية التي ستستخدم بالانتخابات المقبلة، تكلف في اي مكان خارج العراق 33 سنتا، ولكنها في العراق كلفت 7 دولارات، ما ادى الى صرف مبلغ كبير جدا، يقدر بحوالي 350 مليون دولار، ناهيك عن مستلزمات الانتخابات الاخرى، هذه مفوضية الانتخابات المستقلة والتي يجب ان تكون مثالا في النزاهة والشرف، لانها ستشرف على عملية كبيرة تستدعي وجود هذا الشرف، ولكن للاسف فهؤلاء جميعا يؤمنون بقضية السفينة المحترقة، ليست مفوضية الانتخابات هي الجهة الوحيدة التي نهشت ابناء الوطن، بل هناك جهات كثيرة، تتمثل بالشركات والمكاتب الاهلية، والشركات الحكومية التي تتلاعب باجور العاملين واطعامهم، ونسب انجاز المشاريع، وجل ما اخشاه ان تتحول جلاب بهبهان تاريخيا الى جلاب بغداد، ويكتسب من يعض الناس الان هذه الصفة الى سنين قادمة.

لقد اثبت العراقي في دول اخرى احترامه الشديد للقانون، فهو في بلدان كثيرة مثال للوعي والالتزام، فما ان يخرج من العراق حتى يكون مثالا للنزاهة والشرف، ولكنه حين يعود الى هذا البلد يستخرج كل مكامن نفسه واختلاجاته ليعيث فسادا في البلاد والعباد، ودليلنا على مانقول السياسيون الذين حطوا رحالهم في العراق بعد 2003، لقد فرحنا في بداية الامر ظنا منا ان هؤلاء السياسيين سينقلون تجربة البلدان التي كانوا يعيشون فيها الى العراق، وسيكون العراق بلدا مزدهرا بفضل هذه الكفاءات، ولكن للاسف فقد اباحت اميركا الاموال، وما ان رأى هؤلاء المال السائب حتى فتحوا جيوبهم للسرقة، وشاهد لصوص الحصار اللصوص الذين علمهم المال السائب فهبوا للنهب، وصار العراق بجيوب الكثيرين، وتعاون الاثنان على تصفير هذا البلد المنكوب والذي تتالت عليه العهود السابقة بالحروب والديكتاتورية والاضطهاد، ان كلاب بهبهان تعض ابناء المدينة فقط، اما الغرباء فانهم آمنون في عرف هذه الكلاب، ولست ادري لماذا يربي اهالي بهبهان كلابا

كهذه، اذ انه ومن المعروف ان الكلاب تجنى للحماية، فان كانت تستقبل اللص والقاتل وتنهش القريب من اهلها فما هي الفائدة من وراء تربيتها، وعليه وبما ان الانتخابات على الابواب فعلينا ان نفرز كلاب بهبهان ونتخلى عن انتخابها بعد ان اثبتت لصوصية كبيرة وفشلا كبيرا في ادارة امور الدولة والمؤسسات الديمقراطية، حتى صار القتل من اطراف عديدة، ودخلت داعش وماعش على الخط اضافة الى القاعدة والمليشيات وفصائل اخرى كثيرة لاتملك خيارا سوى القتل للقتل فقط لاسقاط العراق امتثالا لاجندة اميركية مصحوبة برغبات بعض دول الجوار، وكانت كلاب بهبهان الامينة على تنفيذ هذه الاجندة ، ما ادى الى التخلف والهمجية في كل شأن من شؤون هذه البلاد المغضوب عليها بالخيرات، ان الخيار الان بيد ابناء الشعب العراقي وهو كفيل وحري ان يفرز ابناءه الشرفاء ويطرد كلاب بهبهان الى غير رجعة، لان هذه الكلاب نهشت اهلها وتركت الغرباء، واتفقت مع الذئاب على تمزيق اشلاء الضحايا في الازقة والشوارع والمدارس والاسواق، فهي لم تصمت على الغرباء فقط، وانما ساعدتهم للايغال بشرب دماء الضحايا، واخيرا نتمنى ان يقول الشعب العراقي مقالته الاخيرة ويصرخ عاليا: وداعا جلاب بهبهان.

أحدث المقالات