19 ديسمبر، 2024 3:21 ص

جفً الحبرُ .. وسكتً القلم ..

جفً الحبرُ .. وسكتً القلم ..

منذ سنين طويلة توقفت تماماً عن الكتابة السياسية..سواء في النظم السياسية.. أم في الفكر السياسي.. كما توقفت من ممارسة التحليل السياسي.. سواء كتابة أم الحديث مباشرة عبر الفضائيات.. على الرغم من إنني المتفوق الثالث على دفعتي بالكلية في العلوم السياسية.. وكانت رسالتي للماجستير في النظم السياسية مع توصية اللجنة العلمية بطبعها على نفقة الجامعة.. أما أطروحتي للدكتوراه في الفكر السياسي وبدرجة الامتياز.. وطبعت رسالتي للماجستير وأطروحتي للدكتوراه مرتين ونفذت من المكتبات.. إضافة الى حصولي على الدبلوم العالي في اقتصاديات العمل بتفوق من ألمانيا.. ومثلها في الصحافة الدولية من روما.. كما صدر ليً أكثر من 25 كتاباً في العلوم السياسية.. والفكر.. والتاريخ.. والأحزاب السياسية.. لكنني اليوم أقولها أمام الأشهاد لن ولن أتكلم في السياسة.. ولا التحليل السياسي..
ـ ويسألني البعض لماذا توقفت في الكتابة والتحليل السياسي ؟
أقول بصراحة متناهية.. لأنني لم أجد في المحللين السياسيين اليوم.. سوى مهرجين لا يستحون من أنفسهم.. ولا تحترم أكثر الفضائيات والصحف الكتابة لأناس لا يفقهون حتى بالذوق ..
اليوم : أجد محللين أمنيين أميين.. البعض منهم لا يستحي من أن يضع لقب الدكتوراه.. وهو لا يملك سوى البكالوريوس.. وليس في الدراسات الأمنية.. وليس له خبرة أمنية ..
ـ أجد نفسي اليوم خجلاً.. وأنا اسمع وأشاهد قمم كتل سياسية لا تفقه حتى بأصول الحوار.. ولا يستحون من شعبهم.. قادة كتل لا يستحون من الكذب والعبارات النابية.. ولا يتذكرون ما قالوه اليوم.. ليعودوا في اليوم الثاني يصرحون بالضد منه..
اغضب وأثور وأنا أجد سياسيين يتاجرون بدماء العراقيين.. واجد سياسي تبرأ من السياسة وجماعته.. ليعود ناسياً ما قاله بالأمس.. أجد من دمر الفلوجة والنجف يقف ليدافع عن ماذا ؟ لا أعرف ؟.. أجد رئيس مجلس الشعب يسقط مجلس الشعب.. وأجد من يتحدث بالقدرات.. ولا يهرع للحلة وطوزخرماتو وبشير.. التي نكبة عشرات المرات.. أجد وزير عدلٍ لا همً عنده سوى تجزئة المسلمين في العراق ..
مسؤولون في دولة لا يستحون : الكل تقول إنهم من حملة (شهادة الدكتوراه).. وبعضهم لا يحمل حتى شهادة المتوسطة.. أجد الكل تتحدث بالنزاهة.. وأكثرهم لصوص حتى براجيتة الدواء والعلاج ..
آخرون يؤجرون سياراتهم المصفحة لمن.. لا يدرون ؟ وقد يكون المؤجرون إرهابيون ؟ حرب الأنبار أصبحت تجارة ونهب ؟.. المشرفون على النازحين أصبحوا ملياردريه .. والنازحون الحقيقيون يموتون جوعاً وبرداً ومرضاً..
مثلما كان الجيش في الزمان السابق يستمر في حربه على الأكراد.. ليس من أجل القضاء على الأكراد.. بل من أجل النهب.. فهم تجار حروب في كل زمان ومكان !!.. تجارة جديدة بدأت تينع.. وهي تجارة الأعمار وإعادة بناء ما دمره الأشرار.. والله أنتم أسوء من الأشرار ..
من يحترم نفسه منكم عليه أن يسكت.. ولا يستخدم أموال الدولة لتسقيط الآخرين.. ومعظمكم ساقطون.. فلا داعي للتسقيط.. من يحترم نفسه عليه ان يعلن التوبة أمام الشعب.. ويعتذر.. ويذهب من حيث أتى !!
مع كل ذلك.. أحترم الصفوة القلية جداً جداً في الدولة في سلطاتها التشريعية والتنفيذية والقضائية.. الذين يعملون بصمت لخدمة بلدهم.. وهم من جميع الكتل تقريباً.. ولكنهم القلة القليلة جداً.. وقد تربوا على الإخلاص والصدق والأمانة والشرف.. لكنهم قطرة في بحر الفساد والطائفية والقتل ..
وأخيرا : لن.. ولن أكتب في السياسة.. مادام معظم المسؤولين والنواب وخدمهم سياسيون فاسدون ..

أحدث المقالات

أحدث المقالات