اقتنعتُ بالتوقف تماماً عن الكتابة السياسية.. سواء في النظم السياسية.. أم بالفكر السياسي.. كما توقفتُ عن ممارسة التحليل السياسي.. وبكل أشكال الكتبة السياسية.. سواء كتابة أم مباشرة عبر الفضائيات.. على الرغم من إنني المتفوق الرابع على دفعتي بالكلية.. في العلوم السياسية.. وكانت رسالتي للماجستير في النظم السياسية مع توصية اللجنة العلمية بطبعها على نفقة جامعة بغداد.. أما أطروحتي للدكتوراه فكانت في الفكر السياسي وبدرجة الامتياز.. وطبعت كل منهما مرتين.. ونفذت من المكتبات.. إضافة الى حصولي على شهادة الدبلوم العالي في اقتصاديات العمل بتفوق من برلين العام 1975.. ومثلها في الصحافة الدولية من روما العام 1978.. وصدرً ليً أكثر من 25 كتاباً في العلوم السياسية.. والفكر السياسي والاجتماعي والاقتصادي.. والتاريخ السياسي للعراق الحديث.. والأحزاب السياسية.. ومشكلات العالم الثالث.. ومشكلات العراق.. إضافة الى كتب أخرى في الإعلام والرأي العام.. ونشرت ليً عشرات البحوث العلمية ضمن تخصصاتي.. لكنني اليوم أقولها أمام الأشهاد لن ولن أتكلم في السياسة.. ولا في التحليل السياسي.. ولن أكتب أو أتحدث بهما ..
ـ يسألني البعض لماذا توقفتً عن الكتابة السياسية والتحليل السياسي ؟
ـ أقولها بصراحة متناهية.. لأنني لم أجد في المحللين السياسيين الحاليين.. سوى مجموعة مهرجين لا يستحون من أنفسهم.. ولا تحترم أكثر الفضائيات ووسائل الإعلام ذات الصبغة العراقية مهنيتها وسمعتها باستضافة هؤلاء.. أو الكتابة لأناس لا يفقهون حتى في الذوق العام.. (مع احترامي لأربعة أو أكثر قليلاً.. هم محللين سياسيين حقيقيين.. لتخصصهم ومهنيتهم في التحليل السياسي) ..
ـ اليوم : أجد كذلك محللين أمنيين أميينً.. والبعض لا يستحي من أن يضع لقب الدكتوراه أمام اسمه.. وهو لا يملك سوى شهادة البكالوريوس.. وليس في الدراسات الأمنية.. وليس له خبرة أمنية.. وهناك بعض المرتزقة ممن يحمل الدكتوراه.. لكن تخصصه لا سياسي ولا امني.. وليس لديه خبرة أمنية.. ويكتب عنوانه (خبير أمني).. أفٍ عليكم.. (مع احترامي لخمسة فقط لتخصصهم ومهنيتهم في التحليل الأمني وخبرتهم الأمنية) ..
ـ أجد نفسي اليوم خجلاً.. وأنا اسمع وأشاهد كتلاً سياسية لا تفقه حتى بأصول الحوار.. ولا يستحون من شعبهم عندما أجد قادة كتل لا يخجلون من الكذب وإطلاق العبارات النابية.. ولا يتذكرون ما قالوه أمس.. ليعيدوه في اليوم الثاني ويصرحون بالضد منه ..
ـ أغضب وأثور.. وأنا أجد سياسيين يتاجرون بدماء العراقيين.. ويبيعون الوطن.. أجد من يدافع عن قوات محتلة لبلده جاءت لدعم داعش.. أية خيانة عظمى أكبر من ذلك ؟!!.. أجد سياسيون ما أن تبرز أزمة حتى يهرولون الى دول الجوار يتلقون التعليمات والأوامر.. وأجد سياسيونً يتبرؤون من السياسة ومن جماعتهم.. ليعودوا متناسيين ما قالوه بالأمس.. أجد من دمرً الفلوجة والانبار وديالى وصلاح الدين وغيرها.. يقف ليدافع عن ماذا ؟.. لا أدري ؟..
ـ أجد رئيس مجلس الشعب.. يسقط مجلس الشعب.. وأجد من يتحدث بالقدرات.. ولم يهرع لنجدة الحلة.. وطوزخرماتو.. وبشير.. التي نكبها الارهابيون عشرات المرات.. أجد من يتباكى على تلعفر.. ولم يقف أحداً منهم حقاً لدعم نازحي تلعفر.. أجد من يتحدث عن أمن بغداد وهو حمار حتى في المشي.. وجريمة الكرادة لا تغتفر ..
ـ أجد وزير عدلٍ لا همً له سوى تجزئة المسلمين في العراق.. وأخيراً صمتً بعد أن رفضً مشروع قانونه الطائفي.. أجد من يدافع عن المذهب.. من كلا المذهبين.. وهم من دمر الشيعة.. أو من دمرً السنة.. وهم من أدخل داعش الى مدنهم.. ويقفون اليوم ضد إخراج داعش من مدنهم.. أو يصرخ زوراً بتحرير الحويجة والموصل ولا يذكر داعش بسوء !!..
ـ أجد العديد من كبار قادة جيشنا هربوا من ساحة المعركة قبل أن تقع المعركة.. وهم لا يخجلون.. والأدهش لم يحاكموا عن خيانتهم العظمى.. ومن ثم يتجولون بين قطعات الجيش للإعداد والتهيئة لقيادة الجيش للمعركة.. المعركة التي هربوا منها قبل أن تقع !!.. يا للمهزلة.. والمصيبة الأكبر إنهم يكرمون.. عن ماذا يكرمون ؟.. لا أدري ..
ـ اندهشنا وسخطنا واستنكرنا بشدة عندما طلع أحد ممن يسمون ممثلي الشعب رافعاً بقوة شعار: (سبعة ـ بسبعة).. أي قتل سبعة من المذهب الآخر.. اليوم الكل تصرخ إنهم غير طائفيون.. ويرفعون شعار: (سبعة ـ بسبعة).. والكل طائفيون مع سبق الإصرار !!
ـ أغضب وأثور عندما أجد كل المسؤولين عن رعاية النازحين حرامية وساقطين.. بل أسوء أخلاقاً وسلوكاً من داعش.. سرقوا كل أموال وتخصيصات النازحين.. ويطالبون بالمزيد ..
ـ مسؤولون في الدولة لا يستحون.. الكثيرون منهم يدعون: إنهم من حملة (شهادة الدكتوراه أو الماجستير).. وهم لا دكتوراه ولا ماجستير.. وبعضهم لا يحمل حتى شهادة الإعدادية.. وعندما بدأ تدقيق الشهادات الدراسية للموظفين.. لم يخجلوا.. وجلب الكثير منهم شهادات أخرى من جامعات تمنحها بالمراسلة.. وهي شهادات غير معترف بها في العراق.. لكنهم وضعوها في أضابيرهم.. وأخيراً أنقذتهم الحكومة بتعميمها: التريث في اتخاذ إجراءات ضد المزورين.. وهكذا سرق المال العام ل 13 سنة بقرارات حكومية ..
ـ أجد الكل تتحدث بالنزاهة.. وأكثرهم لصوص حتى في راجيتة الدواء والعلاج.. ولم يقدم أكثريتهم حتى الآن استمارات كشف ذممهم المالية الى هيئة النزاهة (النايمة عن النزاهة).. وحتى الذين قدموا هذه الكشوف لا خوف عليهم.. فقد أصبحت هذه الاستمارات روتينية.. (تحفظ في اضبارته).. ولا من تدقيق ولا من حساب.. وحتى قانون من أين لك هذا ؟.. الذي سيعاد تشريعه.. سيبقى حبراً على ورق.. كمحاربتنا للفساد.. والضرب بيد من حديد.. (كما يقول رئيس هيئة النزاهة) ..
ـ آخرون يؤجرون سياراتهم الحكومية المصفحة وفيللهم الجميلة والفارهة في مدينة اربيل.. والتي حصل أكثريتهم عليها هدية لأغراض سياسية؟.. لا يدرون لمن أجروها؟.. وقد يكون المؤجرون إرهابيون ؟ ..
ـ حرب الأنبار أصبحت تجارة ونهب ؟.. والمشرفون على النازحين فيها.. أصبحوا ملياردرية.. والنازحون الحقيقيون يموتون جوعاً وعطشاً.. وما زالت بيوتهم مهدمة ..
ـ لم أتحمل ما يجري خلال معارك (قادمون يا نينوى) من نفاق وكذب ودجل.. حتى سقطتُ على الأرض مغشياً.. والطبيب يقول علاجكً الهدوء والاسترخاء.. أي استرخاء يا دكتور: وفضائيات وإعلاميون وسياسيون يتباكون على الدواعش.. ويرفعون شعارات حماية أهل الموصل.. ويصرخون ويطبلون: بجوع وبرد النازحين.. ولم يتبرع احدهم بصهريج نفط.. أو بمئة سلة غذاء للنازحين.. أو حتى بزيارة أهليهم النازحين في الخيام !! ..
ـ مثلما كان الجيش في الزمان السابق يستمر في حربه في شمال العراق.. ليس من أجل القضاء على العصاة الأكراد.. كما يقولون.. بل من أجل النهب.. فهم تجار حروب في كل زمان ومكان !! ..
ـ تجارة جديدة بدأت تينعُ.. وهي تجارة الأعمار وإعادة بناء ما دمره الدواعش.. والله أنتم أسوء من الدواعش.. سرقتم كل تخصيصات أعمار الأنبار.. وما زلتم ترددون هل من مزيد.. والقادم أعظم في حملتي أعمار سهل نينوى.. ومدينة الموصل !!
ـ وزير 13 سنة ينهب بخيرات العراق.. نادم لأنه عادً مواطناً عادياً كما يقول هو.. لا يا أيها الوزير المقال.. فأنتً لم تخدم العراق أبداً.. بل العراق خدمكً.. وجعل منكً مليارديراً من المال العام.. حتى انكً تصرف من أموال العراق بشكل لا يصدق.. والله أنا اخجل من وزير يسرق من المال العام 600 دولار شهرياً للعلاج البيطري لكلبكً فقط.. باستثناء غذاءه الذي لا أعرف كم يكلف ؟؟؟.. والذي تتبختر معه في أوربا.. أيها الوزير المقال: سوف تقبض راتباً تقاعدياً عن ال 13 سنة كوزير.. وخدمة (سنوات جهادك السياحي في أوربا) راتباً لم تحلم به أبداً.. وان كنتً قد حلمتً بهذا الراتب.. تستيقظ وأنت خربان من الضحك.. وتقول: (كابوس مجانين).. ستستلم راتباً تقاعدياً يعادل رواتب 15 أستاذاً جامعياً لهم خدمة 40 سنة لكل واحد منهم ..
ـ من يحترم نفسه عليه أن يسكت.. ولا يستخدم أموال الدولة لتسقيط الآخرين.. معظمكم ساقطون.. فلا داعي للتسقيط.. ومن يحترم نفسه.. عليه أن يعلن التوبة أمام الشعب.. ويعتذر.. ويذهب من حيث أتى !! ولا يروينه وجهه المصخم ثانية ..
ـ مع كل ذلك.. أحترم الصفوة القلية جداً.. جداً.. بل الذين يعدون بأصابع اليد في التحليل السياسي والأمني.. ولن أحترم أبداً سياسيي الصدفة.. المنافقون والكذابون.. وكلهم ينفذون توجيهات من يدفع لهم من الخارج.. أنهم عبيد الأجنبي.. أفٍ عليكم جميعاً ..
وأخيراً : لن ولن أكتب في السياسة.. مادام معظم المسؤولين والنواب وخدمهم سياسيون فاسدون .. وطائفيون .. وقتلة ..