23 ديسمبر، 2024 5:32 ص

جعلوك ندا وانت لست اهلا لها  !!!

جعلوك ندا وانت لست اهلا لها  !!!

لي صديق مقرب يعمل كموظف مهم في مجلس النواب منذ عدة سنين .. لا التقي به الا في المناسبات البعيدة .. سألته قبل فترة عن وضعه في المجلس ، واجابني ان وضع الموظفين في المجلس مزري ومهددين من قبل النواب ورئاسة المجلس في اية لحظة ولايحترمنا احد من النواب ولايعيرونا اية اهمية ، ونشعر كاننا خدم لهم ننفذ طلباتهم الصغيرة والكبيرة دون نقاش حتى لو كانت خارج اختصاصنا ووصل الحد لان يرسلونا لجلب الماء لهم ، وعندما نشتكي للرئيس يقولون هذا من واجبكم بغية تسهيل عمل النواب ..
وسالته فيما اذا كان هذا الحال موجود في الدورات السابقة ؟… قال كنا موظفين لدى هيئة الرئاسة والان نحن موظفون لدى جميع النواب ..
واضاف تصور ان اشرس النواب واكثرهم رعبا وخوفا في المجلس ، هما النائبتين حنان الفتلاوي وعالية نصيف مع بعض النواب الاخرين في الدورة السابقة يوم كان رئيس المجلس اسامة النجيفي ..كانتا لايستطعن الدخول الى مكتب الرئيس اوالالتقاء بمدير المكتب او سكرتيره ، خوفا من الرئيس حتى انهن يتملقن موظفي المكتب وبتذلل واضح بهدف السماح لهن بمقابلة الرئيس وكان الرئيس على الاغلب لايوافق على لقائهن الا بطلب تحريري مقنع .. وكانتا عندما يدخلن لمقابلة الرئيس يتحدثن بصوت واطيء لان الرئيس لايسمح لهن ولغيرهن بالاصوات العالية في مكتبه..
ويتابع الصديق، ان في الدورة السابقة كانت لهيئة الرئاسة ومكاتبها شخصية قوية مؤثرة  انعكست على جميع موظفي مجلس النواب الذين شعروا بالاحترام العالي والاهمية البالغة في عملهم .. وكان الرئيس عندما يدخل لبناية المجلس ومعه حرسه وموظفي الاستقبال في المجلس تشعر بحضور شخصي قوي وشامخ وبكاريزما رئاسية تفرض احترامها لدى الاخرين .. حتى ان جميع البرلمانيين بمختلف كتلهم وطوائفهم كانوا يقفون احتراما له لحين دخوله مكتبه …
اما المصيبة والزلزال الذي حصل لمكتب الرئيس وهيئة الرئاسة .. يضيف صديقي متحدثا .. هو الذي حصل في الدورة الحالية التي لم نجد فيها اي احترام لموظفي المجلس قاطبة ومكتب الرئيس خاصة .. بحيث ان النائبتين الفتلاوي ونصيف نفسيهما عندما تدخلان لمكتب الرئيس يقف المكتب برمته بالانذار .. خوفا منهن.. بل  حتى ان مدير مكتب الرئيس وسكرتيره يهرولان لاستقبالهن وفتح باب رئيس المجلس لهن  دون ابلاغه بحضورهن حتى.. والامر والادهى من كل هذا اسراع رئيس المجلس نفسه والقفز من وراء مكتبه والركض اتجاه الباب لاستقبالهن واظهار الحفاوة والفرح بمجيئهن كما انه يعاملهن كزيارة  ( VIP  ) ..
واليوم لو تسال اي موظف بالمجلس لاجابك بنفس الحديث بالم وحسرة على تلك الايام الخوالي التي كانت لهم الهيبة والاحترام ..
وتاتي اليوم الماكنة الاعلامية للحزب الاسلامي وال الكربولي ، محاولين ايهام الراي العام البسيط بان هناك ” ندية ” جدية بين سليم الجبوري واسامة النجيفي وهي التي لم ولن تحصل مطلقا نظرا للفرق الشاسع بينهما في الشخصية الاعتبارية والكاريزما لصالح الثاني ..
وبراي كمحلل سياسي  فان النظرية التي ياتي بها محللوا الحزب الاسلامي والكرابليون بان النجيفي يسعى من وراء انتقاد الجبوري لمحاولة اسقاطه والاحلال مكانه هو راي ساذج لايمت للواقع بصلة .. فلم اجد مطلقا تصريحا واحدا للنجيفي منذ تنازله عن استحقاقه برئاسة المجلس الى اليوم انه ينوي العودة لرئاسة المجلس .. بل انه اعلن رفضه وكان ينظر للاموربصفته رئيسا لائتلاف ولد الجبوري من احضانه .. لذا فمن حقه تقويمه واصلاحه والا فعليه ترك المنصب وترشيح اخر بديلا عنه بهدف تحقيق طموحات الجماهير والشعب الذي وضع ثقته به ..
ولو كان للنجيفي موقفا معاديا للجبوري اصلا لما وقف معه بشدة حين اعتصم النواب ( الذين شكلوا جبهة الاصلاح لاحقا ) في المجلس  مطالبين باقالته وكانوا قاب قوسين او ادنى من ذلك .. وتضامن معه ودعمه بقوة والتقى بمختلف الشخصيات بدءا من رئيس الوزراء والجمهورية مرورا برؤساء الكتل والاطراف الدولية الاخرى رافضا وبصوت عالي اقالته بهذه الطريقة ..
وهو نفسه الذي تامر مع المالكي وحزب الدعوة  لابعاد النجيفي عن رئاسة البرلمان في الدورة الحالية .. ويوم ابلغه النجيفي بان استجواب وزير الدفاع غير قانوني ودستوري كون طرفي الاستجواب لديهم خصومة في القضاء وان الاستمرار بالاستجواب بهذه الطريقة سيضر بسمعة نزاهة المجلس والاستجواب اضافة الى ان الوقت غير مناسب وان الوزير يعمل كالمكوك مع جميع الجهات الداخلية والدولية للتحضير لمعركة تحرير الموصل .. وان استجوابه سيؤثر على جميع الجهات سلبا وسيكون بصالح داعش الارهابي ..
ورغم ان المتعارف على الجبوري بضعف شخصيته واهتزازه وكذبه وتدليسه واعطائه الوعود ومن ثم يخلفها فقد وعد النجيفي  بتاجيل الاستجواب ولكنه وبعد زيارة النائبة عالية نصيف له عزم العقد معها وبدون تردد على استجواب وزير الدفاع لانها هددته شخصيا امام موظفي مكتبه بانه “يأما انت او خالد العبيدي” .. وكالعادة اختارالجبوري غيره للسقوط ليخرج هو سالما حسب اعتقاده ..
ولكن الحقيقة الساطعة كشمس الصيف اللاهب تشير الى ان نواب  مايسمى “بجبهة الاصلاح ” والتي يحركها نوري المالكي خلف الكواليس اتخذت موقفا واضحا باسقاط جميع من لايرغبون فيه بحجة الاصلاح وبالوسيلة التي وجدوها اكثر من مناسبة لتنفيذ هذه المهمة وهو ( سليم الجبوري رئيس البرلمان ) الذي سيكون اخر ورقة تسقط في ايديهم للوصول الى الغاية الرئيسية وهي عودة نوري للحكم..
والان وبعد كل الذي ورد ..هل من يجد في الجبوري ندا لاحد ؟ اقول لا بل هو لايتمكن ان يكون ندا لنفسه حتى … والعاقبة للمتقين …