صورة قاتمة سوداء معتمة تقشعر منها الأبدان وتشمئز منها النفوس ويلفظها العقل ويستنكرها المنطق وينبذها الفكر ويضحك عليها المشاهد ويستهزء بها السامع وينفر منها المتلقي ، صورة بلهاء وموقف يستعطف التأييد له وسيناريو أعد بأبشع ديكور واتفه نص وأسخف حركات ، هذا ما شهده مطار بغداد على غير عادته في حفل إستقبال بائس للجعفري العراقي إبراهيم حزب الدعوة سابقآ وتيار الإصلاح حاليآ بعد أن أعطى أوامره قبل وصوله بإستنفار جميع مريديه ومؤيديه والمتأملين قبول وضع أسمائهم في قوائمه الإنتخابية ليعيدوا طبع صورته المحترقة منذ زمن بعد أن يجددوا تلوينها وزروقتها ليظهر بمظهر الفارس المقدام والبطل الهمام ومحرر الأوطان من رجس الاوثان ، كل هذه الفوضى لأن الجعفري العراقي قال في الجامعة العربية بديهية لا تقبل التأويل والتفسير لكل وطني شريف ومناضل حر ولم يخترعها هو أو مكتشفها لوحده بل إن أبسط العقول المتحررة والواعية في العالم وليس فقط الدول العربية تعلم علم اليقين أن الحشد الشعبي الذي ولد من رحم القول الفصل للمرجعية الرشيدة إنبثق أولآ ليكسر شوكة الأعداء القادمين من خارج الحدود ويدحرهم ويهزمهم شر هزيمة وينقذ البلاد والعباد والمقدسات من رجسهم ، وثانيآ ليرغم أنوف الخونة من داخل الوطن ويعريهم فهم الذين إما مكنوا لداعش بالمرور وإحتلال البلد ليستنجدوا به أو الذين غضوا الطرف عنه ليجعلوه ورقة مساومة لولاية جديدة أو الذين خلطوا الأوراق لدخوله ليجنوا أرباح على الأرض. ماذا قال الجعفري ليكون له كل هذا الإستقبال وهذه الحفاوة والتكريم والهتافات الرنانة والقبلات الحارة في هذا التوقيت بالذات ؟ ألم يشعر بالخجل من هكذا تصرف ؟ أهو الخوف من السقوط على الرأس بعد هيجان الشعب عليه وعلى أمثاله ؟ فالرجل منذ أن إستلم حقيبة الخارجية لا يعرف له مستقر فما حل إلا ليرتحل وما وصل إلا ليغادر وما حط إلا ليطير وكل سفراته على كثرتها ونفقاتها وكاهلها سجلت الفشل في أغلبها وحتى طرد وأهين لتدخله فيما لا يعنيه أو ربما منها سفريات إستجمام مع كادر أغلبه من تياره الإصلاحي المزعوم وقد ترافقها بروتوكولات إعتيادية تتخللها إجتهاداته الشخصية التي لا تغني ولا تسمن من جوع ، وإذا كان الجعفري حريصآ على الدفاع عن الحشد وإن كنت متيقنآ أن الحشد لايحتاج لمن يدافع عنه فهو يدافع عن أرضه ومقدساته ، أعتقد كان الأجدر بالجعفري أن يقول الحق منذ زمن بعيد وقبل أن يحمل حقيبة السفير السعودي متوسمآ فيه وخاضعآ له ومتذللآ لأسياده بالتنازل وفتح سفارتهم في العراق ليحسب للجعفري نصرآ مؤزرآ بعودة العلاقات ولم يفكر بالعواقب الوخيمة عليه وعلى بلده وماهي إلا أيامآ معدودة حتى نفث سفيرها سمومه وأصبح متدخلآ في أدق تفاصيل الحياة السياسية العراقية وسكوت الجعفري العراقي أعطى طابع الذل والهوان له ولغيره مما مكن لقطر والإمارات بالتدخل ونبز الحشد بنعوت شتى بل وصل الأمر الى تدخل تركي سافر وامام العالم والأخ يراوح بين صفحات مكتبته لعله يستنبط مصطلحات ويجترها لتعينه في لقاءاته المتلفزة عبر قناته الخاصة بلادي وغيرها لكي يشير له المشاهد بأن الجعفري فاهم ومثقف !! فهذا هو همه الاكبر .إن كنت تحسب مقولتك في الجامعة العربية إنتصارآ لك ولتيارك الذين إستقبلوك بترتيب ممنهج فأعتقد أنك لا تفهم من الخارجية شيئآ فأقول لك إنظر الى الجعفري السوري لتعرف كيف تدار حقيبة الخارجية الصحيحة والدبلوماسية الشجاعة والمنطق المباشر والتصدي الوطني المستميت لا تأخذه في الحق لومة لائم ، فكل لقاءاته تنم عن خبرة ودراسة وتفهم وشجاعة وإخلاص وكفاءة ووطنية ولا يتكلم بإجتهادات شخصية فكلامه دقيق وتصديه يعبر عن موقف جاد لا يحيد ولا يهادن ولا يتنازل عن حقه وحق بلاده التي إأتمنته عليها ، وأخيرآ إنظر للجعفري السوري فبالرغم من شجاعته وإنتصاراته الدبلوماسية المتتالية لن تجد أحد في إستقباله في مطار دمشق ولا غربان ولا نعيق ولا علي وياك علي ..