9 أبريل، 2024 2:00 ص
Search
Close this search box.

جعجعة بدون طحين …

Facebook
Twitter
LinkedIn

تضل ذي قار منذ قديم الزمان  تفتخر  بالعديد من الصروح والمعالم ، بل تفتخر بحضارتها وبكنوز تلك الحضارة ، المطمورة تحت الارض التي لم يأبه بها كل الذين تسلموا السلطة بعد التغيير في المحافظة . وكثيرا ما نادينا للجهات المسؤولة وباعلا اصواتنا ، ان تمتد لها اليد لتنفض الغبار عنها لنتمكن من قراءة تاريخنا بشكل صحيح نقرأه بانفسنا دون ان يتدخل ( نوح كريمر والسراق الاخرون غيرة ) الذين اعتدوا على ذلك التاريخ ونهبوه وجيروه للجهات الاستشراقية التي ارسلتهم ومولتهم . وسنظل ننادي بان اميطوا اللثام وازيحوا الغبار عن كنوزنا الاثارية في ذي قار ، والتي عانت من الاهمال منذ الحكم الوطني 1921 الى الان . ولكنها تفخر حزينة بانسانها المنهك ذلك الانسان المبدع لو اطلق من عقاله لصنع المعجزات ، ولكنه ويا للاسف مكبل مقيد بقيود العوز والاهمال والتهميش والبطاله  من فرط المحاصصة . ويعيش (رغم الداء والاعداء)  كما قال ابو القاسم الشابي  متكأ على صقوريته وشجاعته وصبره ، يسلك مع الدولة وفق مبادئ عديدة منها خذ وطالب وخذ واقتنع وخذ وايأس ولم يعطه احد كون اغلب الميزانيات ذهبت الى الجيوب  . فهو يرمم مدينته على قدر ما يتاح له من رصد مالي فكان جسر النصر خطط له عام 1954 ، وبعد تلكؤ دام ردحا من الزمن  من فرظ الارتباكات السياسية في حينها  ، انجز في مطلع 1959 ، من القرن الماضي . وهكذا هو بهو البلدية ، الذي يعد من الصروح المفخرة والذي اجز باخلاص في حينها ولما كسر ضهره  تشابكت ايادي ابناء الناصرية لاعادة تعميره بعد ان قصمت ظهره طائرات الاحتلال وبكته القلوب قبل العيون ولكن بترميم دون المواصفات وبتقنية اقل  ، لينضاف الى مفاخر المدينة مثل الزقورة واورنمو وجامع فالح باشا وجسر النصر ، تلك الانجازات على بساطتها ، تؤكد همة ابنائها الغيارى وتظافر جهودهم لكي يرتفع البناء وتتضح تلك المعالم بشكل تصبح معه مدعاة للتباهي والتفاخر سواء امام مدن العراق الاخرى او مدن العالم الكبيرة . ويحق لنا ذلك لاننا ورثة امجاد سومر في هذه البقعة ، وورثة امجاد اورنمو ذلك السيد الذي بلغت سومر في عهده عصرها الذهبي ، من خلال الانجازات العمرانية والزقورات والجسور والمعابد وتنظيم الري وانتعاش الزراعة وانتشار التجارة والامان الذي كان يسود ربوع الجزء الواسع من الارض الذي تسيطر عليه سومر والقوانين الرائعة التي كانت تنظم الحياة انذاك ،والتي كانت قاعدة  للعاهل حمورابي سادس ملوك الاموريين في قوانينه ،  واعقب اورنمو ابنه الملك العظيم شولكي ذلك المبتكر الرائع او المحب للموسيقى ، واضع اول نظام في العالم للموازين والمكاييل والنظام العشري ، واسس الرياضيات ، تطبيقا للقوانين التي استنها ابوه العاهل العظيم اورنمو . فالناصرية وابناؤها هم الوارثون الحقيقيون لاؤلئك الاماجد ، الذين سطروا لنا ارثا حضاريا نفخر به . واقاموا لنا صروحا عالية  انتهت صلاحيتها لحد الان من جراء الاهمال وعدم الادامه او اضافة انجازات جديدة ، ونحن بدورنا نطالب اخوتنا في قيادة مدينة الناصرية ونستحثهم الى القيام بالمزيد من مثل هذه الصروح ، التي ستخلدهم وتخلد مدينتهم لانه في زمن الديمقراطية لا شيء يدوم الى الابد . سيما وشعار التداول السلمي  للسلطة يطبق بشكل حثيث كما ترون ، ولا يبقى الا الذكر الطيب والانجاز الجيد للمسؤول الذي تربع على عرش القيادة في المدينة في يوم ما سواء فرض من خلال حزبه او جاءت به الصدفة  . ولكن رغم المبالغ التي دخلت للناصرية منذ 2003 لحد الان ، لم ينجز شيء نفخر به حتى المجاري التي انجزت في سومر سرعان الغيت والغي التبليط واقتلع ولم يتجاوز عمرها الثلاث سنوات والان المدينة تحت رحمة الحفر والمطبات لصالح من لا احد يدري  . وهذا لعمرك لاينبغي السكوت عليه او التسامح به ، اما التشدق بانجاز ( الجسر الاحيدب ) كما يسمية سواق ذي قار .. فانه لم يكن ضمن المواصفات التي اعلن عنها والخرائط المقترحة .. وقد قيل عنه الكثير وللان ابناء الناصرية يكرهونه ويطلقون  عليه تسميات شتى ..والذي اريد له ان يكون جسرا للحضارات .. فعلا من المسؤول .. الدولة .. المتظاهرين .. او هناك سواهم ..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب