9 أبريل، 2024 2:38 م
Search
Close this search box.

(جسم) مليشيا إيرانية جديدة في العراق!

Facebook
Twitter
LinkedIn

تطورات سياسية وأمنية خطيرة في العراق خلال الأيام القليلة الماضية، وهي ترتيبات ليست عبثية بل مدروسة، ومنظمة، ويقصد بها الترتيب لمرحلة قادمة غير واضحة المعالم حتى اللحظة.
نهاية الأسبوع الماضي نقل موقع قناة الحرة الأمريكية عن مصادر لم يُسمها تفاصيل خطيرة عن تشكيل عسكري مليشياوي مختلط أسس مؤخرا في العراق.
التشكيل الجديد يتكون من مقاتلين تم توزيعهم كالتالي:( ” (500) من ” منظمة بدر ” و(500) من “كتائب حزب الله” و(500) من “عصائب أهل الحق” و(250) من “النجباء”، و(250) من “كتائب سيد الشهداء” ومثلهم من ” جند الإمام” ومثلهم أيضا من “الأبدال”)!
وهذا التشكيل الجديد تنظيم مرتبط مباشرة بالحرس الثوري الإيراني ويفرض على أعضائه الانفصال عن الجهات التي ينتمون إليها، ويسمى الجيش الإسلامي للمقاومة (جسم)!
والتشكيل اقترحه القائد الأسبق لـ”فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في ديسمبر الماضي، وتمّ إعلان تأسيسه في ذكرى مرور 100 يوم على مقتله.
يرتبط الكيان الجديد تنظيميًا وإداريًا وماليًا بالحرس الثوري الإيراني ويفرض على كل أفراده الانفصال من كياناتهم الحزبية والسياسية والمسلحة وحتى الوظائف الحكومية العراقية، ويرأسه لواء في الحرس الثوري من أصل عربي أحوازي وقد حصل على الجنسية العراقية عام 2007.
والغريب أن هذا الكيان الجديد (جسم) يمنع أي فصيل عراقي من استخدام وصف “المقاومة الإسلامية”، أو أن يتحدث عن قربه من الحرس الثوري!
والسؤال هنا لماذا هذا الكيان الجديد وفي هذه المرحلة الصعبة؟
قبل الجواب عن هذا السؤال ينبغي تسليط الضوء على الحالة السياسية والأمنية القائمة حالياً في العراق!
على المستوى السياسي تستمر المواجهات بين الكتل الكبرى في مفاوضاتها حول تمرير حكومة المكلف مصطفى الكاظمي، وقد سَربت بعض الشخصيات القريبة من المطبخ، أو القرار السياسي الشيعي أن نوري المالكي وهادي العامري وغيرهم أكدوا عدم تصويتهما على الكاظمي في جلسة البرلمان المرتقبة خلال الأسبوع الحالي!
وأيضاً لا يمكن تغافل رفض بعض فصائل الحشد الشعبي للكاظمي واتهامه بأنه قريب من أمريكا، وكل هذه المعطيات تشير إلى استمرار حالة عسر ولادة لحكومة جديدة في المنطقة الخضراء!
وعلى المستوى الأمني الميداني مازالت هنالك ربكة أمنية كبيرة، وقد شهدت الأيام الأخيرة عشرات الخروقات الأمنية والمواجهات بين “داعش” والحشد والقوات الأمنية في صلاح الدين وديالى وكركوك ومناطق حزام بغداد، وآخرها في منطقة “مكيشيفة” بالقرب من سامراء، وقد أثبتت هذه المواجهات العديد من صور العجز الاستخباري والإسناد البري والجوي بين القوات الماسكة للأرض والقوات المركزية في بغداد والمدن التابعة لها!
هذه الفوضى الميدانية خلفت عشرات القتلى ومئات الجرحى من الحشد الشعبي وقوى الأمن مما أربك القيادات العسكرية والسياسية والعشائرية في مناطق المواجهات!
وفي ظلال هذه الربكة السياسية والأمنية والميدانية في العراق يأتي الإعلان عن تشكيل هذا الكيان العسكري الجديد والمرتبط مباشرة بإيران!
وهنا يمكننا قراءة هذا الطور عبر المواقف الآتية:
الإعلان جاء في وقت حساس جداً، وبعيداً عن ما أسماه المصدر ذكرى مرور 100 يوم على مقتل سيلماني أعتقد أن الإعلان جاء بعد تسريبات شبه مؤكدة بعودة “داعش” لمواجهة الحشد الشعبي والحكومة في العديد من المدن العراقية.
تشكيل الكيان الجديد من عدة فصائل من الحشد يؤكد أن زعماء تلك الفصائل موافقون على الكيان الجديد وهذه فيها رسائل مباشرة لأمريكا، وللحكومة المقبلة على حد سواء.
من غايات الكيان العسكري الجديد تأمين المستقبل السياسي والعسكري لزعماء هذه الفصائل المشاركة فيه.
اطمئنان إيران لمستقبلها في العراق في حال المجيء بحكومة غير متناغمة معها، وبالذات مع استمرار الضغط الأمريكي على بغداد بضرورة إنهاء التعاون التجاري، وضرورة إيقاف استيراد الطاقة من إيران.
ربما لهذا الكيان الجديد خطة لتنفيذ العديد من المهام غير المعلنة حتى الساعة، وهي بلا شك تصب في خانة الطرف الحاضن له.
هذا الكيان خارج إطار علم وإدارة وزارة الدفاع العراقية والقائد العام للقوات المسلحة، وهذا يؤكد حالة الفوضى الإدارية في البلاد.
ومع هذه التناحر الإداري والميداني لا نعلم كيف يمكن أن يكون شكل الدولة العراقية في الأيام المقبلة، وهل سيبقى الإعلام الرسمي يطبل لفرضية أن الحشد الشعبي يأتمر بأوامر القائد العام للقوات المسلحة؟
يمكننا الجزم بأن المستقبل العراقي غير واضح المعالم بسبب فوضى السلاح، وفوضى الإدارة والولاءات!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب