23 ديسمبر، 2024 10:34 ص

يعتبر الكتاب الذي ألفه سبرانجر spranger وأطلق عليه أنماط الرجال tgpcs of men ، فيه تكلم عن ستة من القيم هي: القيمة النظرية، القيمة الاقتصادية، القيمة الجمالية، القيمة الاجتماعية، القيمة السياسية، القيمة الدينية، أساسا لاختبار القيم لدى الأفراد.

إن القيم عبارة عن تنظيمات معقدة لأحكام عقلية انفعالية معممة نحو الأشخاص أو الأشياء أو المعاني، سواء كان التفضيل الناشئ عن هذه التقديرات المتفاوتة صريحا أو ضمنا.

الإنسان هو خلاصة معتقداته ولا يقوم من دونها.. معظم الناس يقضون حياتهم ليكونوا الشخص الذي يريده الآخرون. بفعل ذلك قد يمضي عمرهم وهم لا يعرفون من هم. إن من لا يكون نفسه، لا يعرف نفسه وبالتالي لا يكون لديه شخصية واضحة، هو انتحار للشخصية الحقيقية.

إن كثيرا من المعتقدات التي نحملها لا تفيدنا بل قد تضرنا، معظمها ورثناها وتشربناها واستمرينا فيها، أصبحت جزءا منا؛ أننا ندعمها ونغذيها بل وندافع عنها ولو لم تكن ذو فائدة لنا.

التدمير الذي يتجه للذات أو لممتلكاتها، يلاحظ أن بعض الناس يقطعون كراساتهم وكتبهم، يتلفون ملابسهم كأنهم يفعلون ذلك عمدا، يصل بعضهم في عض أصابعهم لدرجة الإدماء، بعضهم يأكلون المواد الحريفة بكثرة أو يقومون بتحطيم زجاج نوافذ المدارس أو المصابيح الكهربائية.. كأنما يعذبون أنفسهم. هناك ميل عند بعض الأشخاص الى تعذيب الذات أو عقابها يبدو في مظاهر متعددة منها تبديد الممتلكات وحتى النقود، الإسراع في قيادة العربات والدراجات، أو تعذيب الجسم وصولا الى الانتحار.

هذا الميل، منشؤه :

1ـ شعور مكبوت بالخطيئة.

2ـ كراهية للذات، تتحول الى كراهية للسلطة.

هذه الكراهية للسلطة لا يمكن عادة مواجهتها والتعبير عنها، فيعكسها الشخص على نفسه فيكره نفسه ويقضى عليها إما قضاء جزئيا أو قضاء تاما.

لهذا نرى أن التخريب والتدمير يكون أحيانا من مظاهر النزعات الاعتدائية الموجهة ضد الغير أو ضد الذات ويكون خارجا عن إرادة الشخص خروجا تاما أحيانا.

ان التخريب والتدمير في حالاته العرضية قد يكون لكسب اللذة، أو البحث عن الألم، قد يكون لكسب المهارة والخبرة المصحوبين بسوء تقدير للقيم وانعدام التوافق، وهذا ما يعنينا في العراق: عندما تخرب بيوت الله، تفجر المدارس، تحريف النفوس، قتل الإنسان لأخيه الإنسان، تسميم الثروات، تكسير الأرصفة ..الخ.

هنا، نروي حكاية فلم من أصل قصة حقيقية، يعكس كيفية دفاع الإنسان عن أمر هو في الأصل مجبر عليه، على هذا الأساس قم بقياس قيمك أيها العراقي، لترى شخصك من أي الأنماط وأنت تهدم كل القيم، فمتى تعي الدرس ؟ !.

جسر فوق نهر كاويbridge are kawi river يحكي قصة وقوع مجموعة من الجنود الأميركيين أسرى في يد اليابانيين إبان الحرب بينهما آنذاك.

حيث يقوم اليابانيون بإجبار الأسرى الأميركيين على بناء جسر فوق (نهر كاوي) كنوع من السخرة والاستغلال والإذلال والأشغال الشاقة !. يقوم هؤلاء الجنود مجبرين ببناء الجسر بتعب ومشقة وعناء وكراهية. لكنهم يشيدونه ويشعرون بأنه رائع، من صنع أيديهم. لذا، فحين تأتي طائرات أميركية لتقصف الجسر، يصرخون بالطائرات مشيرين لها بعدم ضرب الجسر، هم أجبروا على تشييد هذا الجسر، لكنه أصبح جزءا منهم ويستحق الدفاع عنه والموت من أجله.