المشاريع العملاقة في جميع بلدان العالم تصمم وتنجز بتوقيتات معلومة ومراحل عمل وفق استراتيجية مدروسة للقائمين عليها, وان كانت هنالك معوقات في العمل تحول دون اكمال انجاز المشاريع, فغالباً ما تكون اسبابها عرضية وطارئة خارج الخطة المدروسة والموضوعة لأنشاء ذلك المشروع.
وقد يتبادر الى اذهان البعض حين تتوارد كلمة المشاريع العملاقة باني اتحدث عن جسر (أكاشي كايكو) في اليابان والذي يعرف أيضا باسم جسر (اللؤلؤة) والذي يعتبر أطول جسر معلق في العالم حيث يبلغ طوله قرابة (4 كم), والذي يربط بين جزيرة (هونشو بأوايا) وجزيرة (أواجي) عن طريق عبور مضيق أكاشي, والغريب ان سبب انشاء الجسر وقوع حادثة أثناء نقل أطفال مدرسة من جزيرة (أواجي) الى الجزيرة الاخرى, وفي أثناء النقل حدث اصطدام بين قاربين أدى إلى موت (168) شخص مما دعا اليابانيين الى التفكير بأنشاء الجسر الذي افتتح عام (1998).
لا يذهبن بحلمكم الشيطان بالتفكير والتشبيه بعيداً فانا اتحدث عن جسر المشكلات او جسر حبال الغسيل, لعلمي بان الفرق كبير في التشبيه بين جسر وتاريخ وحضارة, ويحتاج الى تفسير آيات نزول آدام وتسير سفينة نوح والبحث عن برج بابل والرُقم الطينية في بيت الالواح وسبب سقوط بغداد والموصل والبحث عن خفايا مغدوري سبايكر وسرقة المصارف وغسيل الاموال ونهب الخيرات وهدر الثروات وانتظار الفرج بعالِ الصلوات.
جسر حبال الغسيل قصير القامة بحاجة الى حلال مشاكل, فتراكم الاخطاء وغياب التخطيط واهمال المختصين في البحث عن اسباب المشاكل المتراكمة يظهر الفوضى العارمة بالإنشاء, والتي تبدأ من الفكرة الى اختيار الموقع فالتصميم واختيار الشركة المنفذة الى الرقابة على العمل وحتى تنتهي بالفساد الاداري والمالي في مراحل العمل والتي لا زالت تعيق خطوات التقدم في مراحل الانجاز, ولا اعلم كيف لحبل غسيل يتعكز على طاعنة في السن انهكتها الامراض المزمنة والفشل في كل اعضائها الحيوية.. ان يتحمل الغسيل المتراكم لفوضى السنين في محاولة لتنظيف الشوارع من عدوى الاختناقات.
عزيزي المتابع .. احمل حبل الغسيل على سبعين محملاً, فأغراض الغسيل متعددة والاموال بحاجة الى غسيل وتدوير من الخزنات الى الجيوب كما تدور النفايات في المشاريع المتطورة, والحزام الاخضر ذاك الحلم الذي سُرق وسط زحام الاحداث بحاجة الى بديل, ويرى مختصون بان حبال الغسيل تَفي بهذا الغرض وستعمل على اصطياد النفايات المتطايرة في الجو حتى يأتي يوماً تتصور نفسك في مدينة الضباب لجمال المنظر.
كما ان المحامل قد تطول.. لأننا نعتنق دين التسامح في ارتكاب الاخطاء بعيداً عن دولة القانون لغاية في نفس الراعي قضاها, وحتى صحوة الضمير فلابد لطلاسم جسر حبل الغسيل من تفسير.