رأيت في تجارب الحياة أن كثيرًا من الناس الذين شاهدناهم يبدأون رحلتهم بوظيفةٍ تضمن لهم الاستقرار، ثم تضيق بهم حدودها شيئاً فشيئاً، فيحلمون بالتحرر منها، ويُمنّون النفس بفضاء العمل الحر.
لكن الحكمة لا تُحبّ القفز، بل تُحبّ التدرج.
فلا تقطع الجسر الذي تعبر عليه، قبل أن تبني جسراً آخر يُوصلك بأمان.
اجعل من وظيفتك مصدراً للثبات، ومن وقت فراغك ميداناً للتعلّم، واكتساب المهارات التي تُثمر رزقاً، وتفتح لك أبواباً جديدة.
ابدأ مشروعك صغيراً، بجانب عملك، ودع التجربة تُعلّمك ما لا يُعلّمه التنظير.
فإذا جاء وقت الانتقال، وجدت نفسك واقفاً على أرضٍ صلبة، لا في هوّةٍ من الخسارة والندم.
الطموح جميل، لا شك في ذلك، لكن الأجمل أن يُرافقه عقلٌ خبير، يعرف أن القفز في المجهول ليس شجاعةً دائماً، بل قد يكون تهوّراً يُكلفك ما لا يُعوّض.