ما من يوم يمر او شهر يمضي او عام ينصرم ؛ الا ونسمع ونرى فيه جرائم ترتكب بحق الطفولة العراقية تقشعر لها الابدان ويندى لها جبين الانسانية , فضلا عن حالات الاهمال وحوادث السير وغيرها , فمرة خال يغتصب ابنة اخته الطفلة البالغة من العمر 12 عاما ويطعنها ب 17 طعنة بالسكين , ثم يدعي أن الكلاب السائبة هي من نهشت جسدها ؛ وقد حدثت هذه الجريمة في النجف الاشرف / حي النداء في شهر نيسان من العام الجاري … ؛ ومرة اخرى تختفي الطفلة ريتاج البديري البالغة من العمر 9 سنوات , ويبحث عنها اهلها ثم يجدوها مقتولة بطريقة وحشية وبشعة , اذ تعرضت جثتها إلى الحرق , في منزل في ناحية الاسكندرية / شمال محافظة بابل , وقد حدثت هذه الجريمة في شهر ايلول عام 2023 … ؛ ومرة ثالثة معلم يعتدي بوحشية على طالب وكاد الطالب ان يفقد إحدى عينيه … ,بينما تعرض التلميذ حسن صلاح العتابي للضرب بواسطة “عصا” خشبية على الرأس من قبل معلم الرياضيات في إحدى مدارس الكمالية في بغداد، وسببت الضربة للطالب نزيف داخلي حاد أدى للموت الفوري … ؛ ورابعة زوجة الاب تقوم بقتل احد ابناء زوجها من زوجته السابقة , والبالغ من العمر 7 سنوات , اذ اجبرت زوجة الاب الطفل موسى على تناول كميات كبيرة من الملح الذي كانت ترشه على عينيه، فضلا عن ضربه بالسكين في رأسه وطعنه بآلة خشبية حادة، وإحراق يديه وأجزاء أخرى من جسمه ؛ والادهى ان الشرطة اتهمت الاب بالتواطئ مع زوجته في هذه الجريمة النكراء … , وقد كشف ذوو الطفل المغدور لوسائل الإعلام المحلية : أن موسى فارق الحياة بعد تعذيب شديد ظهرت آثاره على جسده ؛ وكان جسد الطفل مليئا بالكدمات والطعنات العميقة بالسكاكين والصعق بالكهرباء… , وذكروا أن زوجة أبيه أجبرته على تناول كيلوغرام من الملح مع تعنيفه وضربه، مما أدى إلى وفاته … ؛ وخامسة وفي الموصل هاجمت كلاب ضالة أطفالا صغار، ونهشت أجسادهم … , اذ تعرض 9 اطفال لعض ونهش عنيف ، بينهم 3 حالات حرجة جدا، فيما الحالات الأخرى أيضا هي إصابات متوسطة بحاجة للمراقبة والرعاية الصحية والإشراف الطبي … ؛ وهذه الحالة ليست الاولى ولا الاخيرة في محافظة نينوى او باقي المحافظات العراقية , فهنالك الكثير من الحالات المشابهة وقد رصدت الكاميرات حالات كثيرة تظهر فيها مجاميع الكلاب السائبة وهي تهاجم طفل وتفترسه حد الموت … ؛ ولو حاولنا استقصاء كافة الجرائم وتابعنا هموم والام الطفولة العراقية لاحتجنا الى تأليف المجلدات , اذ لا تفي المقالات عندها بالغرض , فأغلبنا سمع او شاهد جريمة قيام احدى الامهات برمي اطفالها في النهر, إذ أقدمت أم على رمي طفليها بعمر ثلاثة أعوام، وعامين، من جسر الأئمة في بغداد ، وقد رصدت كاميرات المراقبة الحادثة, كما رمت امرأة طفليها في خزان ماء كبير … , وقد شهدت منطقة الزبير في البصرة، ارتكاب أب يعمل شرطياً، جريمة تعذيب ابنته حتى الموت ؛ وكشفت الأم عن التعذيب بعد موت ابنتها … ؛ وفي الشهر نفسه تناقلت وسائل الإعلام خبر العثور على جثمان طفل عمره ثمانية أعوام يدعى شاهين وسام، مهشم الرأس تحت أحجار كبيرة، في أحد المساجد المهجورة في محافظة نينوى، بعد تعرضه لجريمة اغتصاب وقتل بشعة … ؛ وفي مدينة الناصرية، جنوبي العراق، اغتصب رجل (50 عاماً) طفلاً عمره 9 أعوام وقتله، ليُلقى القبض عليه لاحقاً… ؛ بينما يقوم احد ائمة المساجد في الفلوجة باغتصاب الاطفال بحجة الدورات الدينية … ؛ وقد صدم الشارع العراقي بإقدام أب على حرق أطفاله الأربعة في كربلاء، وذلك بإضرام النار داخل غرفة نومهم، وتتراوح أعمارهم بين 6 أعوام و13 عاماً، متذرعاً بخلافات مع زوجته… ؛ و في الشهر نفسه، ألقت شرطة العاصمة القبض على رجل من مدينة الصدر، عذب طفله، ويدعى سجاد رسول سالم (18 شهراً)، قبل أن يخنقه، مما تسبب بنزيف في الدماغ أدى إلى مقتله، من دون معرفة دوافع الجريمة… ؛ وفي الشهر نفسه عثر على جثماني طفلين توأمين يبلغان من العمر خمسة أشهر، في خزان للماء في منزلهما، وبعد التحقيقات اعترفت الأم، بأنّها هي من رمت طفليها في خزان الماء بسبب خلاف مع أهل زوجها… ؛وقد ألقي القبض على رجل (24 عاماً) داخل منطقة الحميدية في بغداد، بعدما نحر طفله (6 أشهر) بسكينٍ حادة … ؛ وقد ألقت شرطة محافظة دهوك، في كردستان، شمالي العراق، القبض على امرأة أقدمت على تعذيب وقتل ابنتها الرضيعة (4 أشهر) بسبب خلاف مع زوجها… ؛ بينما وجدت الطفلة فردوس و التي تبلغ 11 عاماً ؛ مقتولة بحديقة منزلها في مدينة الرمادي، بعد تعرضها إلى الضرب بالمطرقة والى الحرق والتعذيب الشديد من قبل زوجة أبيها مما أدى الى وفاتها … ؛ والقائمة تطول بالجرائم المرتكبة بحق الطفولة العراقية وبحقوقهم المسلوبة , ومن اخير الجرائم وليس اخرها ؛ جريمة مقتل الطفلة ميار والتي وقعت يوم الجمعة 19/7/2024 في بغداد / حي الجهاد , و لا تحتاج صور الجريمة التي ارتكبها الاب المجرم المدعو مروان على رشيد إلى الوصف والشرح ؛ فالصور الملتقطة للطفلة المظلومة البريئة تنطق ألمًا وحزنًا وقهرًا، وتُصوِّر حجم الفاجعة الهائل ، وتُجسِّد الغياب التام للإنسانية والرحمة والغريزة الابوية ، وقوانين حماية الطفولة العراقية ؛ فقد قام الاب المجرم بتعذيب ابنته ميار من زوجته السابقة ( طليقته) والبالغة من العمر 9 سنوات , وقد اعترف بقيامه بالاعتداء عليها بالضرب المبرح بواسطة (عصا ماسحة) وبالأيدي وربطها في سطح المنزل تحت لهيب أشعة الشمس الحارقة وفي ظهيرة تموز اللاهبة طوال 9 ساعات اي النهار كله تقريبا , وتعليقها وتعذيبها مما أدى إلى وفاتها … ؛ وأوضحت المصادر، أن “المتهم قام بتعذيب وقتل ابنته لكون والدتها (زوجته الاولى) منفصلة منه بسبب خلافات ومشاكل عائلية سابقة بينهم” .
وكما ترون الطفولة العراقية مهددة من قبل الكلاب والوحوش البشرية وكذلك من الكلاب السائبة , فأينما يولي الطفل العراقي وجهه لا يرى سوى الشر والعنف والتنمر والاهمال والبؤس , ففي البيت تهمل تربيته وفي المدرسة تساء معاملته , وفي السوق والعمل يتم استغلاله … الخ ؛ وهكذا هي الطفولة العراقية تدور في حلقة محكمة من المشاكل والازمات والجرائم والموبقات , وكأنما القدر لم يكتف بتدمير الرجل ( المكرود) العراقي وتعذيب المرأة العراقية الصابرة , حتى شمل بظلمه اطفال بلاد الرافدين الابرياء فصار لهم حصة الاسد من الوجع المزمن والالم المستمر والحرمان الدائم ؛ وقد أعلنت الأمم المتحدة عن أن 80 ٪ من أطفال العراق يتعرضون إلى العنف في المدرسة والمنازل ولا يتلقى الأطفال الفقراء أي شكل من أشكال المساعدة من قبل الحكومة … !!