في عملية اجرامية يندى لها جبين الانسانية قتل العشرات من المصلين غدرا في جامع مصعب بن عمير على ايدي مرتزقة جبناء لا يعرفون من الحياة الا الموت والدمار ، لعنهم الله واذاقهم سوء النار ، والعراقيون بجميع اطيافهم ومذاهبهم يستنكرون هذا الفعل الجبان .
ومن هنا فان على الحكومة ان تجري تحقيقا عاجلا سريعا لمعرفة الجناة وتقديمهم للمحاكمة لنيل العقاب الصارم بهم ، وهذا ما طالبت به جميع القوى العراقية السياسية والدينية سواء كانت شيعية او سنية ، ولكن ما يؤسف له قيام بعض القوى العراقية يتحميل الموضوع أكثر من طاقته خصوصا في الاوضاع المتشنجة في البلاد ، فمنهم اخذ يحمل الحكومة واجهزتها الامنية مسؤولية هذا الفعل الجبان ومنهم من حمل المليشيات في تلك المنطقة وهو يشير في ذلك بعض المجاميع التي تقاتل الدواعش هناك ، ومنهم من علّق مفاوضاته لتشكيل الحكومة الجديدة حتى انتهاء الازمة ! ، وهذا بالمجمل غير صحيح ، اذ ان الصحيح هو الدعوة لتشكيل لجنة تحقيق عالية المستوى وحيادية للتاكد من الموضوع ومن ثم الحكم والبت في الموضوع ، وهذا ما قررته الحكومة بالضبط .
نحن وانطلاقا من حراجة المرحلة التي يمر بها العراق و المرحلة الانتقالية للحكومة بعد التغيير في المواقع الرئاسية للدولة حيث تغيير رئيس البرلمان ورئيس الجهورية ورئيس الوزراء وتغيير الكابينة الوزارية يجب التعاطي بايجابية مع هذه المتغيرات وترك التشنجات والاحكام المسبقة على ما يجري من احداث يحاول الكثير من اعداء العراق القيام بها لاشعال الفتنة الطائفية المقيتة ، حيث من المعلوم ان الكثير من التفجيرات الاجرامية حدثت في الايام الاخيرة في بغداد والمحافظات الاخرى في مناطق شيعية وقتل وجرح الكثير من المواطنين نتيجة لذلك ومع ذلك لم يتحدث احد من المسؤولين الشيعة في البرلمان او الحكومة وحتى الناس العاديين لم يتهموا السنة او المليشيات السنية بعمل ذلك حرصا منهم على الوحدة الوطنية وادراكا لحساسية المرحلة الانتقالية في البلاد .
اننا نهيب باخوتنا من جميع مكونات ومذاهب العراق ان يكونوا على قدر المسؤولية الوطنية والمصلحة العليا وان لا ينساقوا لمثل هذه الفتن التي لا تجلب لنا سوى الدمار ، ونقولها مرة اخرى لننتظر لجنة التحقيق ، عسى ان يكتشف امر الحادثة ولعلها تكون من تخطيط وتنفيذ الدواعش المجرمين ، وانا لذلك منتظرون .