23 ديسمبر، 2024 10:19 ص

جريمة صادمة وتعاطي مرتبك..!!؟؟

جريمة صادمة وتعاطي مرتبك..!!؟؟

بعد أقل من ساعة على اغتيال الدكتورة سعاد العلي في البصرة صدر تصريح من الشرطة ورد فيه ( أن الحادث جنائي وليس إرهابي وأن القاتل هو طليق الضحية)، وهذا البيان المستعجل يثير الأسئلة الآتية:( متى أنجز التحقيق الإبتدائي مع الشهود والأهل وزملاء الشهيدة المغدورة؟ وكيف استطاعت الشرطة تفكيك أسرار وملابسات هذه الجريمة المعقدة والمروعة بهذه السرعة؟ وماذا عن شهادة ورأي الطب العدلي؟وأين تقرير المعمل الجنائي الذي لا يصدر قبل 24 ساعة؟ ومتى بدأ التحقيق القضائي ومع من؟ هل يعقل أن كل ذلك أنجز في أقل من 60 دقيقة..!!؟؟ نترك الإجابة للجهات المعنية بالموضوع..؟؟
هذه الجريمة تعيد إلى الذاكرة حادثة إغتيال مدير نادي القوة الجوية (العقيد بشير الحمداني وعائلته) في منطقة المنصور صباح يوم الاثنين المصادف 17 تموز 2017 وحينها صدر بيان من أحد الأجهزة الأمنية بعد نصف ساعة من الحادث أشار إلى أن العقيد الحمداني هو الذي قتل عائلته وانتحر بعدها..!! وذلك مخالف لأقوال الشهود وبيان النادي الذي أكد أنه (اغتيل على يد فئة ضالة)..ويناقض الإجراءات التحقيقية والمهنية المفترضة في مثل هذه الجرائم الخطيرة..
نعود إلى جريمة اغتيال (الشهيدة المغدورة سعاد العلي) والتعاطي المرتبك مع الحادث وتصريح الشرطة المثير للجدل والاستفهام والذي لا يمكن وصفه إلا بالإجراء ألاستباقي المتسرع والهادف إلى حشر ردود الأفعال والانتقادات المتوقعة في سياق هذا التفسير الضعيف والمرتبك وهو لا يتعدى محاولة الدفع المسبق لتهمة التقصير والفشل والتنصل من المسؤولية، لماذا التسرع والاستعجال في إطلاق الأحكام؟؟ ولمصلحة من إشاعة العمى في المشهد العام..؟؟ يجب الانتباه إلى الأجندات التي تسعى لوضع الأجهزة الأمنية في خانة العاجز عن حماية الأمن والاستقرار في المحافظة وهذا التحدي يقتضي بذل المزيد من الجهد والتضحية والصبر لمواجهة استحقاق الواجب الوطني وتفويت الفرصة على المتربصين والعابثين بالوضع الأمني، وكان يفترض التزام السرية التامة بشأن الحادث والتعاطي إعلاميا عن طريق وزارة الداخلية وبمنتهى الحذر والمهنية حتى لا يتضرر التحقيق فتلك دماء بريئة ومعصومة تسفك ظلما وعدوانا في وضح النهار وعلى قارعة الطريق ..
يا أخوة السلاح وشرف الجندية العراقية في البصرة وفي كل مكان وعلى امتداد خارطة الوطن.. أرواح الناس ودمائهم وأعراضهم وممتلكاتهم أمانة وذمة في أعناقكم وحجة عليكم أمام الله والقانون والشعب العراقي، فاتقوا الله في حرمتها فتلك مسؤولية وأمانة أقسمتم على صيانتها وحمايتها والذود عنها فأوفوا بعهد الله وقد عاهدتم إن العهد كان مسؤولا..