18 ديسمبر، 2024 6:50 م

جريمة الغوغاء المندسين بين زوّار الكاظم (ع) في مدينة الاعظمية

جريمة الغوغاء المندسين بين زوّار الكاظم (ع) في مدينة الاعظمية

ماذا تعني؟
أقدم مسلحون مليشياويون وغوغائيون مندسون ضمن حشود زائري الامام الكاظم (ع) يوم الاربعاء 13/5/2015 الذين كانوا متوجهين من مختلف مناطق بغداد عبر منطقة الاعظمية احرقوا واتلفوا مبنى تابع للوقف السني ومنازل وسيارات للمواطنين في منطقة الاعظمية السنية. وقال مصدر في الشرطة العراقية إن “مجهولين” أحرقوا الليلة الماضية مبنى استثمار الوقف السني ونحو خمسة منازل، وعدداً من سيارات المواطنين في منطقة الأعظمية شمال بغداد.  ورغم ان الاجهزة الحكومية اعلنت في وقت سابق انه تم حشد 75 الف عسكري لحماية حوالي مليوني زائر.
وفور وقوع عمليات الاحراق والتخريب الغوغائية في الأعظمية، فقد انتشرت عناصر عسكرية واستخبارية في شوارعها ومنعت عناصر مليشياوية مسلحة من دخولها. وقالت وزارة الداخلية إن قوات الشرطة اعتقلت عددًا من المهاجمين وبدأت التحقيق معهم لمعرفة دوافع جريمتهم والجهات التي تقف وراءها.
وقد تفقد حيدر العبادي رئيس الوزراء صباح الخميس منطقتي الأعظمية والكاظمية، حيث قال مكتبه إن “هذه الزيارة جاءت بعد تطويق الفتنة التي حاول مندسون إحداثها”. وبعد ذلك، زار العبادي مقر المجمع الفقهي العراقي السني لكبار العلماء في منطقة الأعظمية، وتعهد بمحاسبة المجرمين. وقالت رئاسة المجمع إن العبادي زار صباح اليوم المجمع الفقهي العراقي لكبار العلماء الكائن في منطقة الأعظمية في بغداد، “حيث استنكر ما جرى في مدينة الأعظمية من اعتداءٍ على جامع الإمام الأعظم، وحرق لمنازل المواطنين ولإدارات الوقف السني على يد ثلة مأجورة من المجرمين”. وأضاف المجمع أن “العبادي أشاد بوقفة العلماء والوجهاء والقادة الأمنيين في استيعاب الفتنة وتطويقها”، ودعا المجمع “العبادي إلى محاسبة المجرمين ووضع حدٍ لهذه التجاوزات وتعويض المتضررين من هذه الجريمة”..

      الحادث الإجرامي يعيد للذاكرة كارثة جسر الائمة قبل بضع سنوات والتي راح ضحيتها اكثر من الف زائر من زوار الامام الكاظم، بعد تسريب اشاعات مغرضة بين الزائرين بثها مغرضون، بوجود شخص مفخخ بين الزائرين فانطلقت الناس بشكل عفوي وسقط جدار الجسر وغرق المئات، ويومها برز اسم الشاب الشهيد عثمان العبيدي الاعظمي السني الذي تطوع لانقاذ الغرقى وانقذ سبعة منهم لكنه فشل في انقاذ نفسه فراح شهيدا معبرا عن التلاحم الشعبي الحقيقي رغم انف الحاقدين والمجرمين الذين يروجون للفتنة.

             كما ان الحادث يعيد للأذهان ما حصل قبل عامين من قيام مجموعات شاذة ومنحرفة يقودها الدراجي الذي كان يقود  مجموعة من الشبان المغسولة أدمغتهم كي يهتفوا بلعن النواصب (أهل السنة!) ولعن سيدتنا ام المؤمنين عائشة والخليفة الفاروق عمر بن الخطاب في قلب الأعظمية المعروفة بسنيتها ؟ وهم يسيرون بحراسة الدولة واجهزتها الأمنية والعسكرية التي لم تحرك ساكناً لإسكات هؤلاء.. وتكررت الحال يوم امس بأعمال الفتنة الطائفية التي ارادت بها زمر اجرامية اعادة بث الفتنة والاحتراب بين الشيعة والسنة.

              لا ندري ما سر اصرار السلطة والقائمين على هذه المسيرات بالعبور الى الكاظمية من خلال مدينة الاعظمية في تحد صارخ لأهلها وتوفير فرصة للشاذين والمنحرفين للقيام باشعال فتنة الطائفية وكادوا يشعلونها امس.

         كما يذكرنا الموقف بتظاهرة شباك العباس في عام 1965 حين انجزت ايران تصنيع شباك ذهبي لوضعه على مرقد سيدنا العباس رضي الله عنه، لم ترسل ايران الشباك مباشرة الى كربلاء بل تم ارساله الى بغداد والى جامع براثا، وتم تنظيم تظاهرة ضخمة (تظاهرة لماذا لا أدري؟؟) للذهاب بالشباك المقدس من براثا الى الكاظمية، وكما هو معلوم للجميع فان بين براثا والكاظمية حوالي 3 كم فقط، لكن من خططوا للتظاهرة السياسية قرروا عبورها من على جسر  الصرافية الحديدي بإتجاه الأعظمية المعروفة بهويتها إمعاناً في التحدي ولتأليب المشاعر الطائفية!!، ومن ثم يتم عبور جسر الأئمة الى الكاظمية.. وأتذكر أن الهتاف الرئيس للتظاهرة كان ((ماكو ولي إلا علي.. وإنريد حاكم جعفري!)) وعبرت التظاهرة جسر الصرافية الحديدي، واتجهت للكسرة ثم ساحة عنتر.. وهناك تصدى لها البعض من أهالي الأعظمية الذين استفزهم التحدي، وقاموا بقذف الحجارة على التظاهرة، ومنعها من المرور عبر الاعظمية فعادت التظاهرة أدراجها من جسر الصرافية الى جامع براثا ثم واصلت المسير نحو الكاظمية..

       نعم العراقيون ليسوا طائفيين.. فالعراقيين عاشوا قرونا في محبة ووئام.. ولكن من الذي دفع الشاذين مجموعة من الشبان المغسولة أدمغتهم كي يمارسوا اعمال التخريب والسرقة والتخريب واحراق الوقف السني، في قلب الأعظمية؟ وبحراسة الدولة واجهزتها الأمنية والعسكرية التي تأخرت كثيرا للتدخل ولمنع الجريمة، لماذا يجب مرور حشود زائري الامام الكاظم من خلال مدينة الاعظمية ليطلقوا شعارات طائفية تثير الفتنة؟ يجب ايقاف هذه الحالة وتوجيه الحشود لاستخدام جسر الصرافية والجسور الاخرى تحاشيا لمثل هذه الاعمال الغوغائية الإجرامية الجبانة.