9 أبريل، 2024 10:26 ص
Search
Close this search box.

جريمة الغوطة

Facebook
Twitter
LinkedIn

لا يمكن لي ان انسى اجرام بشار الاسد بحق الشعب العراقي في فترة ماضية والدور القذر الذي لعبه في اعداد الارهابيين وتدريبهم وارسالهم للعراق ، لاني رأيت مافعلت يداه انهار دم جرت في الشوارع والاسواق ببغداد ، يوم كانت مصلحته تقتضي مواجهة المشروع الامريكي فجعل سوريا ممر امن لجحوش العرب وهي توجه عفونة عقولها وسموم افكارها صوب شعب لم يذق يوما طعما للامان .  ولااحتاج لدليل لاثبات انه طاغية مستبد ورث سوريا من ابيه وكانها ضيعة من ضياع اجدادهم ، ولا يمكن ان ننسى انه قتل وعذب وسجن وكمم الافواه وشرد المعارضين وقمعهم .
ولايجب ان ننسى ، ايضا ، ان سوريا ،في عهده وعهد ابيه ، كانت دوما ملاذا للهاربين من جور صدام وحضنا دافئا للباحثين عن الامان ، وملاذا للفلسطينين والعرب وغيرهم  ولا ننسى وقوفه الواضح والقوي في مساندة المقاومة اللبنانية والفلسطينية ، ولايجب حرمانهم من الاشادة بدورهم العملاق في نهضة سوريا في كل المجالات وبناءها على اسس سليمة حققت لهم الاكتفاء الذاتي في اغلب متطلبات عيش السوريين لا بل اصبحت بفضل سياسته قادرة على تغطية سوق كبيرة كالعراق اضافة لاسواق اخرى .
هذا النظام واجه تظاهرات شعبية تطالب بالاصلاح مثلما خرجت في البحرين تظاهرات تطالب بالاصلاح ايضا ، الذي حصل ان تظاهرات المعارضة السورية كانت فرصة لاعداء بشار للتخلص منه عكس التظاهرات في البحرين فلم يكن لملك البحرين اعداء او كان له حبايب !، لذا تم تحويل التظاهرات السلمية الى مواجهة مسلحة بسرعة وفتحت حدود الاردن وتركيا على مصراعيها ، نفس السيناريو الذي عرفه الاسد وجربه في العراق تم اتباعه معه ، ونفس الوجوه التي دربها عادت اليه لتقاتله ،
مشكلتنا ، نحن الذين نرى ان لاحق لبشار في البقاء نصطدم ببديل لانرى له حق في الوجود اصلا ، فلا يمكن القبول بنظام همجي بربري تكفيري لا يفعل الا الشر  بدل نظام ديكتاتوري يفعل الخير والشر  ، هذا ليس حتى خيارا ، لاوجه للمقارنة على الاطلاق ، لكن البعض وهو ينظر بعين واحدة يحاول مجرد الخلاص من بشار وليحترق العالم ، وهذا ليس منطقا عاقلا . وهناك الكثير من الجهات التي تحاول احراق سوريا وسحقها تماما ، وهي لن تتوانى عن اي فعل مهما كان بشعا ووحشيا وهمجيا .
اليوم في الغوطة بريف دمشق وقعت جريمة كبرى ضمن سلسلة الجرائم التي تدمر الشعب السوري ، اكثر من ١٣٠٠ قتيل جلهم من الاطفال والنساء ، سلاح صغير بقرار اصغر لجهة معدومة الضمير ازهق ارواح المئات بدقائق ، وتم اتهام بشار بالامر ، ولاني لا انزه بشار من فعل كهذا ولا ادينه،  ولان القناعات يصعب تغييرها ، ولاننا لم نقف على ارض الحدث ، سنكتفي بطرح بعض الاسئلة ، الوضع على الارض عسكريا خلال الايام الماضية يشير لتقدم الجيش السوري ، وبعثة التفتيش الاممية في دمشق ، مالذي يدفع بشار لمثل هذا العمل في هذا الوقت تحديدا ، وماالذي يجنيه ، وهل هو بكل هذا الحمق  وهل هو المستفيد اذا برز الشأن السوري الى الواجهة من جديد بعد ان طغى عليه الشأن المصري ، ثم لماذا وهو يمتلك هذا السلاح الفتاك لم يستخدمه لقتل حشد من المقاتلين المعارضين ويتوجه لضرب الاطفال والنساء ؟ ثم لماذا هذا الاتهام المباشر والواضح والصريح لبشار ودون اي تردد من قبل قنوات كالجزيرة والعربية دون تريث او تحقيق او شواهد ، كيف لي ان اصدق قناة مثل الجزيرة نقلت قبل ايام  مشهد القتيل المصري الذي صورته وازاح بقدمه من حاول كشف جرح لم يكن له وجود ، وانا اطرح هذه الاسئلة لم يغب عن ذهني ان بشار ربما قد فطن لكل هذا ، رغم ان ذلك مستبعد .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب