29 ديسمبر، 2024 2:22 م

جريرة الكتابة في بلد الكآبة

جريرة الكتابة في بلد الكآبة

كل يوم تنشر عشرات المقالات والتقارير واللقاءات الصحفية هنا وهناك،،وتتسابق الفضائيات العراقية الى استضافة السيد الفلاني والدكتور الفلتاني،،والبرلماني والنائب والوزيروووووووو،،،يتفلسفون برؤوس الناس ويطرح كل منهم رؤيته الخاصة عن داعش والموصل والنفط  والسنة والشيعة والفساد والموازنة،،يدوخون راس المواطن المسكين الذي ينام ويصحو ليجد وضعه هو هو بلا أدنى أمل في التغيير،،
ولنا ان نسال،،لماذا نكتب،،ولمن نكتب،،وهل تحولت كتاباتنا الى أفيون للقراء تشغلهم عما هم فيه من بلاء،،
فلا الحرامي الذي يعرفه الجميع ويتفاخر بجرمه محاسب ولا الفاسد مساءل ولا الخائن محاكم،،ولا لمعتقلين غصت بهم سجون السلطة ظلما أمل في الحرية،،ذلك الخبز المحرم عليهم و الذي ينعم به المجرمون فقط،،بعد ان مال ميزان العدل في البلاد،،
المالكي الذي تسبب بالفوضى العارمة كوفيء بمنصب يسمح له ان يحلم بالعودة الى مجده الضائع،،النجيفي لازال يصول ويجول هو وأخوه الذي ضيع الموصل،،علاوي لا هم له الا مصالحة يدرك في سره انها باتت شبه مستحيلة،،لا لان العراقيين لم يعودوا يؤمنون بأنهم شعب وأحد يتعرض للإبادة ويعاني المحن نفسها،،بل لان مصالحته تقصد ما هو غير موجود بالأصل،،لان التناحر الموجود سياسي شخصي حزبي،،ولم يكن شعبيا ولا لحظة،،لكن نعرف ان من مصلحة الفاسدين والمفسدين من شياطين السلطة والمال والنفوذ ان يكون كذلك ليتسنى لهم البقاء في مواقع الاستفادة التي تضمن بقاء المكاسب،،ووجوه ووجوه تفسد وتقبض ثمن الفجور والعهر مناصب ومكاسب،،في بلد التيتي تيتي،،!!
حتى إصلاحات العبادي التي لم تكن سوى رمل يذر في عيون الشعب لم تعد مقنعه لانها لم تأت بجديد،،ولم تتعد صغار اللصوص ،،بل ان موازنته التي بكر في أعدادها بمعية الحكومة لم تكن اكثر من دعوة لشد الأحزمة على البطون الخاوية للناس،،تاركة كروش السلطويين والمنتفعين وتجار الموت تكبر كما يحلو لها،،ولن تقر ما لم يرضوا عنه،،ويضمنوا حقوقهم الثابتة،،،وأشبع يا شعب تصريحات ووعود وأمان،،ولا تنسى مقولة الجواهري الخالدة،،نامي جياع الشعب نامي حرستك آلهة الطعام،،!!
مع كل هذا الخراب،،لا زلنا نكتب،،ولم نسال انفسنا لمن نكتب،و،لماذا نكتب،،؟؟هل لنريح انفسنا من هم التفكير الذي مزق عقولنا،،ام لنكتب كي نرى أسماءنا مع جوقة الكتاب؟؟ام نكتب لنخدع انفسنا وغيرنا بأننا نسعى لوضع أصابعنا على الداء ونقترح الدواء؟؟ونحن نعلم ان دائنا عصي على الشفاء بعد ان توحدت السماء والأرض في معاقبتنا،،والسعي لاستئصالنا من على وجه الارض التي لم نعش فيها يوما هنيئا،ولا سنة بلا موت أو جوع او حرب او رصاص،،؟؟،في وقت يقول لنا فيه المتبطرون من اهل الترف الديني ممن لم يعرفوا جوعاً ولا سقما ولا تشردا ولا بردا ولا حرا ولا ظلما،،ان نصبر لان الله مع الصابرين،،ونعم بالله،،لكن الام الصبر وقد ضاق بنا الزمن،،واشبعتنا الدنيا بلاءا،،وموتا وقهرا،،،وجوعا،،والآن  بردا يسحق العظام وفاقة تنطق الحجر،،!!
هل نستطيع ان نلوم من يخرج عن صوابه،،ومن يقرر السير في دروب الضلال،،ومن يلحد،،او يصبح اداة طيعة بيد جهات تريد بالعراق سوءا،،؟؟وفضلا لا يجيبن احد على هذه التساؤلات بالشعارات لانها لا تصنع خبزا للجائعين ولا آمنا للخائفين ولا ماوى للمشردين،،
فهل الكتابة توازي العجز عن الفعل،،ام انها اداة اليائسين لإيهام الذات بقوة على التغيير والفعل لا تمتلكها حقاً،،؟والى متى سنبقى نضحك على انفسنا،،ننتظر فارس التغيير الذي نحلم به ونرسم ملامحه في كتاباتنا ،،،؟؟؟