18 ديسمبر، 2024 8:42 م

جريدة (العهد الجديد) 

جريدة (العهد الجديد) 

صحف عديدة صدرت علنية بعد (14/ تموز/ 1958)، او عادت للصدور بعد ذلك اليوم، كانت مؤيدة وداعمة للعهد الجمهوري الجديد، اولها: جريدة الجمهورية التي صدرت يوم (16/ تموز/ 1958). وكان صاحبها العقيد عبد السلام عارف، وهو الشخصية الثانية في سلطة (14) تموز. اما رئيس تحريرها فكان الاكاديمي الزراعي الدكتور سعدون حمادي. ومدير تحريرها الزميل الصحفي معاذ عبد الرحيم.
وصدرت كذلك صحف: الاهالي- صوت الاحرار- اتحاد الشعب- المبدأ- الاخوة (برايه تي)- 14 تموز- الحضارة- الحقيقة. وما ذكرناه، على سبيل المثال لا الحصر.
الثورة.. والعهد الجديد
ومع ان الصحف المؤيدة لسلطة (14) تموز عديدة، الا ان جردتين صدرتا، كانتا محسوبتين، او قريبتين من الزعيم عبد الكريم قاسم، هما جريدة (الثورة) وجريدة (العهد الجديد). الاولى كان صاحبها ورئيس تحريرها الصحفي يونس الطائي. وقد كتبت عن هذه الجريدة وصاحبها في الحلقة (25) من هذا المسلسل (اجراس الذاكرة)، وقد نشر في جريدة الزمان يوم (3/ 11/ 2016).
وفي هذه الحلقة اتحدث عن جريدة (العهد الجديد). وبداية نقول: ان صاحبها ورئيس تحريرها هو الصحفي زكي احمد. اما رئيس تحريرها فهو الصحفي خالد الدرة. تاريخ منح الامتياز (7/ 12/ 1960)، وتوقفت عن الصدور في (8/ 2/ 1963). توصف الجريدة بانها قاسمية بامتياز.
من هو زكي احمد؟
جاء في الجزء الاول من موسوعة (اعلام وعلماء العراق) للباحث حميد المطبعي: (كاتب صحفي. صاحب جريدة العهد الجديد، وجريدة الفلقة. ولد في بغداد، واكمل فيها الاعدادية سنة 1938. عين في مديرية الاوقاف، ثم في ديوان وزارة الخارجية. ثم انصرف الى العمل الصحفي. فحصل على امتياز جريدة (الاوقاف البغدادية) يومية سياسية، وعطلت لاسباب سياسية).
لم التق الصحفي زكي احمد، رغم انني كنت اتابع كتاباته عن بعد، ولعله يفعل الشيء ذاته بالنسبة لكتاباتي. ولكن عام 1990، زارني مشكوراً الى مقر عملي الاعلامي بأمانة بغداد. وبعدها بأشهر زارني ابنه. ولهاتين الزيارتين وقائع ارويها باختصار.
النهر يختطف البراءة
مطلع عام 1963، وقع في مدينة سوق الشيوخ، حادث مأساو. ذلك ان سفرة طلابية قدمت من مدينة الشطرة، قاصدة ريف سوق الشيوخ. وحين كانت السيارة في منتصف الجسر الخشبي يربط ضفتي نهر الفرات سقطت السيارة في النهر. كان الجسر عليلاً، والنهر انانياً. لذلك حين كان السرب الطلابي بسيارته وسط النهر، اختطف النهر براءة الاطفال. وغاصت الطفولة بين تلال الامواج. ووصل عدد الضحايا الى (38) برعماً. وفي مقدمة الضحايا: التربوية ليلى الجلبي، المشرفة على السفرة.
وتوالت برقيات المواساة، وفي مقدمتها: برقية من الزعيم عبد الكريم قاسم، رئيس الوزراء انذاك.
ماذا فعلت (العهد الجديد)؟
كانت الجريدة سباقة في تغطية وقائع هذه المأساة. وكان رئيس تحريرها الاستاذ زكي احمد، ذاحس صحفي ومهنية عالية. وكان موقفاً مرتين:
– مرة حين بادر لاضاءة هذه الكارثة.
– والاخرى حين انتقى زميلنا الصحفي كريم سلمان لهذه المهمة. حيث توجه (ابو ذكرى) نحو مدينة سوق الشيوخ ومدينة الشطرة، قابل بعض العوائل المنكوبة، والتقى الشباب من مدينة سوق الشيوخ الذين انتشلوا الضحايا من النهر. وعند عودته، كانت جريدة (العهد الجديد) تنشر ما كتبه الزميل كريم سلمان في عددها الصادر يوم السبت، الخامس من كانون الثاني/ 1963، تحت عنوان (اوسع تحقيق صحفي مصور عن فاجعة سوق الشيوخ التي ادمت القلوب).وفي جريدة (الاتحاد) التي يصدرها اتحاد الصناعات العراقي، كتبت يوم (26/ 5/ 1990) عن جانب من هذه الوقائع. ويبدوا ان الصحفي زكي احمد قد اطلع على ما كتبته. لذلك زارني شاكراً ما فعلته.