الذين اختاروا عبد الجبار الشبوط لرئاسة تحرير صحيفة الصباح الرسمية خالفوا قاعدة عمل عراقية تطبق
على شكل (الرجل غير المناسب في المكان غير المناسب) فهذا الاسم الذي يرمز في الثقافة العراقية
الى الذكاء وسرعة الحركة والانسيابية وصعوبة الامساك به وعظم الفائدة منه ظهر انه يمتلك عزيمة ليس عزيمة عراقية
مدارها الاكل والشرب بل عزيمة عمل احترافي لانجاح المؤسسة الصحفية التي صار على راسها بخطأ محمود.
لم تعد الامور سايبة في الصباح من الصباح الى الصباح بل اصبحت الامور فيها ضبط وربط وحساب انتاجية
وتفعيل للمسؤولية.
كانت الصباح تشبه حساء الباميا، شهرة محلية ورائحة زكية ومذاق شهي لكنها خشب وصمغ بدون اي فوائد غذائية.
لاتكون الصحيفة صحيفة حتى يكون فيها قيمة مضافة تبقى بعد تفكيكها الى عواملها الاولية
فاذا ارجعنا الورق الى عجينة سليلوز ومن ثم الى خشب واشجار تقف منتصبة بغابات فنلندا او مزارع قصب الصين
والحبر اعدناه نباتات ومركبات كيماوية والصمغ اعدناه الى الطبيعة والنقود الى خزينة الدولة يجب ان يبقى
شيء اسمه الانتاج.
انتاج اي صحيفة ليس خمط الاخبار من رويترز وفرانس بريس والاميركيتين ولصقها على الورق وليس
اطلاق مجموعة من الاشخاص يحملون الكاميرات يصورون ويكتبون تحقيقات صحيفة ولا حتى
تسويد الصفحات بالشعر والدراسات انما هو فائدة المجتمع من وراء كل ذلك.
حتى الان لاتزال الصحافة العراقية مستهلكة للورق والحبر والاموال والجهود البشرية بدون اي انتاج.
السبب هو اعتماد العراقيين تعريفا مغلوطا لوظيفة الصحافة فهي ليست سلطة انما الاعلام بكامله
القطاع الرئيس للانتاج في المجتمع
التعليم
الامن
الصحة
السلم الاجتماعي
الترفيه
انتاج الافكار
طرح المبادرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية
هذه وظائف الاعلام.
الرؤية الادارية تعني ان الشبوط لديه برنامج عمل سيقود الى بروتين صحفي وليس روتين وظيفي.
مالذي ينقص الصباح؟
وقف تدفق اصحاب العقود
بناء وتبني الاقلام الكبيرة
خفض المادة السياسية الى اقصى حد ممكن
التخلص من صورة الحكواتي لكل صغيرة وكبيرة
جمع الاشعاع من الاطراف الى المركز وليس توزيع الاشعاع من المركز على الاطراف اي انه بغداد ليس كل العراق مع ان كل العراق بغداد
وقف تدفق اخبار العنف
كسر قاعدة الخبر من الغرب والقراءة من الشرق فاخبار الغرب مالم تكن تعليمية لن تنفع بشيء
تبني قضية الضعفاء الثلاثة
الدولة
الطفل
المرأة
تاسيس مجمع لرسم خطط الانتاجية
الغاء الملحقيات الكبيرة الثقيلة والاستعاضة عنها بملحق عملي من اربع صفحات يمكن ان يصل لكل بيت.
في شبكتنا سمكة جيدة اسمها شبوط شيء يبعث على الامل.
تملق تتالق دعونا نتملق الشبوط عسانا نحصل منه على وظيفة محرر صغير بجريدة الصباح.