أخبار النصر الذي تحقق بتطهير جرف الصخر، ورفع العلم العراقي فوق مركزها، لها طعم تتكسر عليه هزليات النفاق والإعلام المزيف، ودرس بليغ لرص الصفوف في القمة وأصابعنا على الزناد، وعيوننا تترقب الطرقات المزروعة بالعبوبات والمكائد، ومتابعة هزيمة الأعداء وسلاح غدر الجبناء، ولانفرط بالأرض والمقدسات.
من أمرلي الى الضلوعية وجرف الصخر، وأبطالنا يسطرون أروع البطولات، جيش عراقي وحشد شعبي ومقاومة إسلامية وعشائر أصيلة.
من حقنا أن نطلق زغاريد الفرح وأهازيج البطولة، ونستذكر أجدادنا وتاريخنا، ونفخر برجال يحاربون الضلالة والإنحطاط، وأعداء لا يعرفون الرجولة منهزمون، أساليبهم تفخيخ الطرقات والبيوت، وإرتداء لثام العار، وغدر الأطفال في المدارس والمدنيين في الأسواق، والهاونات من بُعدْ.
بعيداً عن طائرات التحالف الدولي، سُحقت الرؤوس العفنة، وطهرت الأرض من فكرهم وأجسادهم المتعفنة، نعم أنه تطهير لا تحرير من عصابة الرجس، ومخالبهم تنهش جسد العراق لا تتوقف عند جغرافية، إستغلوا البساتين في خاصرة العراق للتمركز في موقع إستراتيجي، يمتد الى عامرية الفلوجة ومحافظة الأنبار، والخط الصحراوي الذي يرتبط مع السعودية، لدخول وخروج المرتزقة وتوطين الخلايا النائمة.
خلال سنوات تمركز العدو، وأنشأ الجيوب والأنفاق والمتاريس والسدود الترابية، زرع الأرض بالعبوات، التي تم إكتشاف ما يزيد على 350 يوم أمس فقط، لكن المقاتل العراقي لا يعرف اليأس، إندفع وهو يحمل سلاح الإيمان والثأر لشهداء العراق الأبرياء، بصلابة حتمية النصر، ونَقَلَ الصور إعلام وطني مباشرةَ من المعركة لتفنيد الإشاعات، فإستسلم الكثير من الدواعش وقتل أخرون تحت ضربات قواتنا البطلة.
نصر كبير سجله الأبطال وخلفهم الشرفاء وقلوب العراقيين، وبواسل نقلوا بالصوت والصورة مجريات الأحداث، وأسكتوا تلك الأبواق الظلامية، مُجبرين العدو على الهزيمة والتقهقر، ورأس الأفعى والشر ( أبو بقر البغدادي) بالإعتراف. ألف تحية لمجاهدي القنوات الفضائية والمؤسسات الإعلامية والمواقع الوطنية، تحية للعراقية والفرات والغدير وبلادي والأتجاه والعهد وأسيا وغيرها، من قنوات لم يتسنى لنا ذكرها، وقد رافقوا القوات الأمنية وأعلمونا بالإنتصارات أول بأول، تحية لكل من ساهم بالنصر ومن قال كلمة حق، ولتسكت أصوات النتانة والخسة التي لا تزال تنبح كالكلاب السائبة ليل نهار، وتصف داعش بالتنظيم أو الدولة؟!
ملاحظات نشير لها دائما: أن يكون الإعلام جنب المقاتل، وأن يقابل الإشاعة بالصورة والصوت لا بالتصريحات، وتغيير الكلاسيكية بالإقتراب من المواطن والجندي، والإبتعاد عن تمجيد المسؤول، وعدم السكوت عن الفساد والخيانة والتخاذل وسوء الإدارة.
لا بأس من الإشادة بزيارة الشخصيات الوطنية ورئيس الوزراء الى جبهات جرف الصخر، ووقوف وزير الداخلية في الخط الأول، وتوحيد قوى الحشد الشعبي والجيش، وغياب مفهوم سرقة الإنتصارات وموبايل المسؤولين؟!
جرف الصخر تم تطهيرها، وعلينا تعلم الدرس الكبير ونتسأل، كيف بقيت هذه الناحية طيلة هذه السنوات بيد الإرهاب؟! وكيف سمحت القيادات الجبانة تدنيس خاصرة العراق؟! وأين تلك الأصوات التي لا تجيد إلاّ الطائفية عن ناحية لا تبعد سوى كيلومترات عن مركز الحلة؟! وجرف الصخر مدرسة عظيمة بالإنتصار، ونقطة وقوف لمراجعة النفس وتصرفات سياسين تسلقوا بأسم الطائفية، متناسين أن حرمات نساء سنجار والرمادي والموصل في رقابهم وتنتظر التطهير؟! الرحمة والخلود لشهداءنا الأبرار، والشفاء العاجل لجرحانا الأبطال، والخزي والعار للمجرمين القتلة الأنذال.