ناحية حرف الصخر تقع في محافظة بابل وسط العراق، لم تستطع القوات المسلحة إبان الحكومات السابقة، بسط سيطرتها التامة على الناحية، كانت العصابات الإرهابية تسرح وتمرح، على مرئ ومسمع القيادات الأمنية، وأستغلت لتنفيذ العمليات الإرهابية في بغداد العاصمة، والمحافظات المجاورة للناحية .
بعد سقوط عدة محافظات بيد التنظيم الإرهابي، في العاشر من حزيران، وقعت جرف الصخر بيد داعش، كان من الصعب القبول بهذه الحقيقة المره، لما تمثله من خطر كبير، في حال تمدد تنظيم داعش، والذي بات لا يعرف لكلمة الحياة أي معنى، القتل والدمار نهجه، فالتنظيم كالسرطان هدفه قتل الحياة في أرض الرافدين .
هناك عدة سيناريوهات في حال لم يتم تطهير الناحية من دنس داعش، السيناريو الذي تخشى منه جميع القوى العالمية من تحققه، فهو يشكل تهديدا على المنطقة برمتها، أو ربما يمتد التهديد إلى العالم بأجمعه، في حال فشل القوات العراقية في كبح جماح خطر داعش، التي تعمل على هدم المراقد الدينية بما فيها قبور الأنبياء والأولياء الصالحين .
وصول التنظيم وتسلله إلى بغداد، كربلاء، النجف، هذه المحافظات التي تقع فيها أغلب العتبات المقدسة، والتي تمثل رمزية في قلوب أبناء المذهب الشيعي، والمسلمين أيضا، فالشيعة يعيشون في أغلب دول العالم، وأيضا هم يسيطرون على منافذ تصدير النفط في الشرق الأوسط، فهذا يعني إن الشيعة لن يسامحوا العالم، في حال تمكن داعش من تحقيق رغباتها، في هدم المراقد الشيعية .
لكن وبعدما ترك الشيعة لوحدهم في مواجهة داعش، الشجاعة العراقية ظهرت وأستبسل فيها العراقيين، مسطرين أروع الملاحم، وضرب مثل سيحتذى به العالم بعد حين، ناحية جرف الصخر الآن بيد القوات العراقية، بعد عملية أمنية كبرى إنطلقت من أربع محاور، قامت بها القوات العراقية والحشد الشعبي، التي تعيش حالة من حالات المعنوية الإنتصارات، التي حققتها القوات المتجحفلة في أمرلي الصامدة، والضلوعية الصابرة .
تخطط القيادات العسكرية، بعد الإنتهاء نهائيا من معركة جرف الصخر، التوجه إلى الفلوجة وتحرير أرضها من العصابات التكفيرية، ومن ثم ستتوجه الأنظار إلى محافظة نينوى، لقتل والقضاء على أخر داعشي .