هجوم مفتعل جديد يشنه الاخوة الاعداء على العراقيين كان من ابطاله محمود الحسن ( رئيس اللجنة القانونية في البرلمان العراقي!!!!!) وسليم الجبوري ( رئيس البرلمان العراقي. !!!!) شخصيتان لا تملكان الحد الادنى من التاريخ المشرف، ترتبط باسميهما العديد من التهم المخزية الا انهما ابدعا بان يكونا وجهين مثيرين في حفل الحقمبازية الطائفية. لم يكن قرار الخمور سوى (جرعة ثول جديدة)، لقطاع معين من الجماهير، التي استمرأت وتواطئت في ان يكون الدين والمذهب اداة لخراب بلدها وافقار شعبها وهي ماضية في طريقها هذا بسعادة غامرة من اجل ان تضمن الجنة وتفوز فيها بحور العين وشراب خمرها!!.
كذبة جديدة من أكاذيب التاريخ الاسلامي العديدة، التي يجري تسويقها بشكل جيد من اطراف المحاصصة والمتاجرة في الدين. المعروف ان قضية تحريم الخمر والنبيذ هي احدى القضايا الشائكة بين الفقهاء وفيها وقع اختلاف كبير ويمكن الرجوع للعديد من المصادر. لا يوجد نص واضح وصريح بالتحريم ولا يوجد حد او عقوبة في القرآن على شارب الخمر، بل عل العكس هناك بعض الآيات تجيز الامر كما في تحليل طعام وشراب ونساء اهل الكتاب ( المائدة )، واتخاذ ثمرات النخيل والاعناب سكراً ورزقاً ( النحل الاية 67 ) وغيرها. كل ما جاء خارج ذلك كان مصدره التأويل . نبي الاسلام شرب النبيذ وزوجته عائشة تروي ذلك ومسلمي بدر شربوا الخمر قبل المعركة وشرب عمر بن الخطاب النبيذ وغيره من الخلفاء والصالحين وآل البيت. اذا اختلف الفقهاء في الخمر الا انهم اتفقوا جميعا على ان النبيذ حلال. وفي حقيقته هو من السنة، ولا يستطيع اي من اسلامي السلطة او غيرهم ان يأتي بعكس ذلك.
اسلاميو السلطة من سليم الجبوري باعتباره رئيس البرلمان ونائب المرشد العام للأخوان المسلمين في العراق، يعرف ان سنة العراق ،خاصة في المناطق العربية في غالبيتهم المطلقة حنفيين. ابو حنيفة النعمان يجيز الشرب ويمنع السكر ويجيز الوضوء بالنبيذ لأنه طاهر، بل واطهر من التراب في حالة التيمم وله فقه في معاملاته. اما محمود الحسن فلا يعدو كونه زبال في اصطبلات الاخرين ، حتى ان الرجل ربما لا يعرف ان بعض الطوائف الشيعية يحلل شرب النبيذ كما عند العلوية.
ما ظهر من الاخوة الاعداء من اسلاميي السلطة، من السنة والشيعة ،هو نهجهم الموحد في تدمير بقايا الحياة المدنية في العراق، واستحكام قبضة الاولغارشية المالية على المنافذ للسلطة قبل الانتخابات. لماذا لا يفرض هؤلاء ضرائب على الله لانه وعد المؤمنين في الجنة بالخمر(اتمنى ان لا يردد احد ان خمر الجنة شيء اخر، فلم يرجع احد من هناك ليخبرنا ان طعامها اخر وغير مسكر )، وليعاقبوا نبيهم وخلفائه وائمته وآل بيته وليحرقوا كل الكتب التي كلما اقتتلوا فيما بينهم، رفعوها لتبرير معاركهم المهينة للدين. لم نقرأ او نسمع ان( معصوماً ) او فقيها من فقهاء المذاهب المعروفة، اسقط بيعة خليفة اموي او عباسي او كفره، لأنه شارب نبيذ او خمر، او طالبه بمنع تداولها والمتاجرة بها او طالبه بدفع الغرامة.
لا احد يدعو الى الرذيلة او شرب الخمر، لكنه دفاع عن حرية العراقيين واختيار طريقهم والدفاع عن الحياة المدنية ولم يكلف الله هؤلاء الاوباش لكي يكونوا وكلائه في الارض.
يتذكر البصاروة ان شارع بشار في منطقة البصرة القديمة وهو شارع الدعارة الرسمي في المدينة ،الذي اغلق في ثمانينات القرن الماضي كان ينتهي طرفه بأقدم جامع في البصرة وهو جامع الكواز والذي يقدر عمره بسبعمائة عام. لم يثر هذا الامر سكان المدينة او رجال دينها او حفظية العوائل الشريفة التي كانت تسكن المنطقة ولم يقلل من سمعتها في البصرة، كما في معظم المدن العراقية، تجاور البار واماكن العبادة ولم يوثر هذا في نقصان او زيادة رواد هذه الاماكن . عاشت المدينة وكل المدن العراقية بسلام مجتمعي الى ان جاء البعثيون وورثتهم من اسلاميي السلطة واعداء الحياة المدينة.
أخيراً فليكن الشيطان في عون العراقيين في مجابهة اوباش الاسلام السياسي ونظام محاصصته.