23 ديسمبر، 2024 6:13 ص

رن جرس النقال في جيبه اجاب بالم ومراراة .. خرجت من المستشفى واعطاها الطبيب جرعا من العلاج الكيمياوي ختم كلامه (جاشنسوي) اي ماذا نعمل . ارجع الجوال الى جيبه القى بنظرة الى خارج السيارة يتجول في الفضاء كانه يبحث عن اوكسجين وهو ينظر الى السماء ، سالته هل عندك مريض ؟ اطلق العنان للسانه من دون توقف كانه برميل بارود انفجر وكلمتي كانت الشرارة .
قال اجرينا العملية لوالدتي برفع ورم خبيث من بدنها خرج الطبيب ولم ينبس ببنت شفه لم اعرف ماذا افعل ترك لوالدتي وصفة دواء وخرج لم يخبرني بشيئ عن حالتها كيف اتعامل معها ، التقيت الطبيب في اليوم التالي واخبرته عن الوالدة وعاتبته على انه لم يخبرني شيئاً عن حالة الوالدة بالرغم من حراجة حالتها وكبر سنها رد علي الطبيب قائلا (انه اكصب واطلع ) اي اقطع ثم اخرج قاطعته قائلاً بهذه العبارة قال نعم بهذه العبارة قلت ياويح بلدي الى هذا المستوى وصل تعامل الاطباء مع المرضى ولا ادري ماذا تخفي لنا الايام .
تعجبت من هذه اللفظة التي تحمل القساوة وسوء الادب واضاف وسط ازيز السيارة وضوضاء الركاب الذين يتضورون ويتقلقلون بين اطباق الحرارة التي تصل الى الخمسين حيث لا تبريد في (الكيه) مما اضطرنا الى فتح منافذ جهنم من الهواء الحار الذي يلفح الوجوه افضل من ان يغمى علينا من التعرق وضيق النفس في الداخل قال : الذي يرى مصائب الاخرين تهون عليه مصيبته قالها وهو يهز يده واردف هناك وفي نفس مكان والدتي في المستشفى ام عمرها لا يتعدى العشرين مصابة بالسرطان ولديها طفلان واحد رباعي والاخر يرضع ولا اكاد اميز بين لون وجهها وجلد الليمون صفارا طيلة عشرين يوما لم يزرها احد من اهلها او اقاربها ملقاة على الارض دون عناية مع العشرات من المرضى امثالها ، تتقلب من الالم والمرارة وسوء معاملة المضمدات واضاف لا اظنها تخرج حية من هذا الكهف الا ميتة .
اعتذر وقال سانزل قرب الصورة قلت ماذا جلبت لنا صور هذه الغربان الا النعيق!!.