سلام يزاحم نزاع ويدفع حرب ويأد فتنة ويحقن دماء ويقوم عمران ويرسي اقتصاد ويكبر الاطفال باحضان الاباء وتحضى الزوجات بأزواجهن عند حلول المساء ويصيب الفقر حفاري القبور والندابات ومحلات تأجير خيم مجالس العزاء وخطاطي اللافتات السوداء وينحسر مد الارامل وتزدهر المدارس بالابناء بصحبة الاباء في الوصول وعند الانتهاء ، وينشد الاطفال العائدين الى بيوتهم بسرور بلا ارتياب ولا تفقه للمعنى (يابط يابط اسبح بالشط ) ويسبح البط في اذهان الاطفال الذين لم يعرفوا البطة فعالم حيوان العراق مقصور على القطط النباشة لأكياس القمامة ، وقطعان الكلاب المتجمعة زهوا بجمعها وإنسجامها ، ترتاد كل الاحياء بلا تمييز فهي مالكة لكل المزابل وكل حاويات القمامة الزرقاء المتربعة في وسط الشارع بانتظار سائق مال برأسه عن التحديق ليصنع حادثا ويحطم سيارة ويلعن من لايسمع ، ومن لايسمع لايفقه ومن لايفقه ليس له وجود وإن كان موجود ، يشاهدوا الجواميس الغاطسة في الاوحال حتى اذنيها بقصدية الاستفادة من قانون الازاحة والتحرر من الحرارة لتدر ضروعها حليبا ولبنا وقشطة ، وتجر لمربيها مالا وتقلص بطالة فاتكة وتشعل نارا لدلالة ضيف يستضيفونه إفتخارا ، في بلادي ، السلام محشورا في كتاب لسان العرب ، او المنجد في اللغة أو القاموس المحيط ، حرف السين يجرك الى الفعل سلم ، ويحكي لك قصة الكلمة الطلسم االمسماة سلام ، سلام على السلام ، اصبحت أعمارنا كعمر نوح ولازلنا نقطع الاشجار ونجمع الازواج من المخاليق بانتظار الفيضان الواعد للمحرومين يسرا ورضا ، والانتقام من اللائذين بقمم الجبال بقصد النجاة والعصمة والعاصين لعصا الطاعة الناصحة والمبشرة بيسر بعد عسر وبعد الموت بالجنان ، متى ياغيوم السماء يهطل الماء بانهمار بمعونة الارض الفائرة بالماء ليلتقي الماء بالماء وتطفوا الالواح بكل الازواج لتصنع الازواج ازواجا جديدة ويبشر الحمام العائد بغصن الزيتون نوح المؤمنين المبحرين من الفقراء الى الله بحلول موعد الرسو تحقيقا للاستواء وهبوط المحمولين من سفينة الالواح والدسر الى ارض النجاة ، اكلنا كل سنابل قمحنا المخزنة ومرت علينا عقود عجاف جف فيها كل رطب وما عاد أب اللهاب ماهرا في إنضاج الارطاب وبات الف يوسف بيننا ، وما أجاد احدا منهم الكيل والاكتيال ، يوسفنا تمزق قميصه قبلا وتلونت وجناته باحمر الشفاه ، لايملك ميزان وبيادر المال المنهوبة في خزائن مجهولة تم تبييضها فاصبحت كالثلج بيضاء تحكمها قوانين البكتريا المفسدة والوعد الصادق بالحساب المهمل بقوة الكسب والاكتساب ، هم حولوا جيناتهم ومورثاتهم وقلدوا ألدودة المتشرنقة بشرنقتها التي خرجت تتمطى بجناحين وملايين وطيران وهروب من النزاهة المنزهة عن الصدق وتقييد القضية ضد معلوم الهوية هارب مجهول الإقامة يقيم في القارة المفقودة متمتعا بحقوق السرقة وحقوق الانسان الهارب من ظلم بني جلدته مستجيرا بقوانين الغاب التي توفرها مافيات التنوع الاديولوجي في الدول البعيدة ودول الجوار ، و نستذكر تجارنا المدججين بالاحتكار أو المنافسة وتوظيف المكر والشطارة كأنهم السحرة ، اموالك تقفز من جيبك وتتخندق في جيوب تجار الحرب منزوية تتراكم لتصبح دفاتر خضراء مدون على كل ورقة فيها نحن نثق بالله ، تجارنا عباقرة الازمات لايموتون بالتحارب او التضارب ، انهم صينيون ( made in china ) يسرقون اموالنا ويدثرون حرماننا الزمهريري بمصنوعات رخيصة الاداء ورخيصة الثمن لاتسمن ضعيفا ولا ترقع فتقا ولا تستنهض غافيا وليس لها عمرا فحياتها تبدأ قبل مماتها بقصير الوقت وكثيرا ماترد من مورديها مقتولة بمصانع الصين المرعبة ، وشطارة اللصوص الافذاذ الهاربين من سطوة الضمير والمتحصنين بتغييب السلام .