تحل اليوم الذكرى الـ 72 للنكبة الفلسطينية، التي ما زالت متواصلة ومستمرة حتى الآن، والتي مثلت نقطة تحول فارقة في التاريخ الفلسطيني. ومن الأهمية أن تبقى ” النكبة ” حاضرة في الوجدان الفلسطيني وتوريثها للأجيال الناشئة والصاعدة، كونها تلخص مأساة شعبنا وقصة التهجير والاقتلاع من الوطن واقامة الدولة الصهيونية على أنقاض أرضه، وبدون ذلك فيعني المشاركة في طمس الحق الفلسطيني المشروع.
فالنكبة ليس مجرد كلمة وذكرى، وإنما هي تراجيديا عاشها ويعيشها شعبنا في جميع أماكن تواجده، وخصوصًا في مخيمات البؤس والجوع والشقاء والتشرد.
لقد حلَّ بشعبنا الفلسطيني الكثير من الويلات والمحن والمآسي والمجازر الدموية التي أهملها المؤرخون، وما هو مدوّن بين صفحات الكتب التاريخية ليس كل الحقيقة وإنما جزء بسيط جدًا بما عانه هذا الشعب الجبّار.
صحيح أن جمع توثيق وتدوين تاريخ النكبة الفلسطينية المستمرة من واجب أبناء شعبنا، ولكن المسلسل الدموي وعوامل التهجير والترحال ومحاولات التزوير والتشويه لتاريخنا من قبل الحركة الصهيونية، كل ذلك أثر على كتابة الرواية الشفوية الفلسطينية.
وعليه، فمن المهم إحياء الذاكرة الفلسطينية، وتغطية أحداث النكبة وما رافقها من ويلات ومصائب وقتل وتدمير للقرى الفلسطينية وتهجير سكانها الأصليين ومحو معالمها.
وهذا الأمر يتطلب جهدًا في مجال جمع وتوثيق الرواية ونشرها، والاهتمام بالتاريخ الشفوي كي تبقى الرواية الفلسطينية حيّة وحاضرة في نفوس الأجيال الجديدة.
وسيظل ذكرى التغريبة الفلسطينية، الوجع الأكبر، في الوجدان الشعبي الفلسطيني، حتى يتحقق حلم العودة والخلاص من الاحتلال، ويبني شعبنا دولته الحرة المستقلة فوق ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف، وبذلك فقط نطوي صفحة جرح النكبة.