20 ديسمبر، 2024 1:11 م

جرائم داعش و المليشيات في العراق وجهان لعملة واحدة

جرائم داعش و المليشيات في العراق وجهان لعملة واحدة

حينما تتعرض الشعوب إلى خطر الإرهاب الخارجي المهدد لأمنها و استقرارها و ينذر بويلات كثيرة تؤدي بنهايتها و بالتالي وقوفها على  حافة الانهيار و الدمار و التخلف في مختلف مجالات الحياة فإنها سوف تسعى و بدون شك إلى تشكيل قوة رادعة لدرئ ذلك الخطر الوافد إليها من خلف الحدود و تكون تلك القوة تتصف بالولاء للوطن و مهمتها تكمن في الدفاع عنه و الذود عن حماه هذا من جانب ومن جانب آخر نجد أن قيادات تلك القوة ذات ولاء للبلاد و غير خاضعة لهيمنة تيارات خارجية ولا تعمل لحسابها أو حسابها الشخصي وبذلك يفقد الوطن هيبته و تكون كرامة و امن و أمان الأفراد في مهب الريح ويكون عندها الوطن ساحة لتصفية الحسابات بين القوى العظمى المتصارعة على حماية مصالحها الفئوية و الضيقة وهذا ما يحدث فعلاً في العراق خلافاً لدول العالم وما تنعم به من انقياد جيوشها و قيادته الأمنية و العسكرية بالولاء و الانقياد و التبعية لأوطانها في حين أننا نرى أن جيش العراق قد بني على أسس الطائفية و تحول من جيش وطني إلى طائفي بحت و بذلك تعرض إلى العديد من الانكسارات و الهزائم في مواجهته  لحشود المرتزقة و الأوباش و هنا فَقَدَ الجيش العراقي بريقه و لمعانه و هيبته السابقة مما فسح المجال لظهور المليشيات الإجرامية كقوة بديلة للجيش والتي كانت السبب الأساس في كل الجرائم البشعة التي تعرض لها الشعب العراقي و بكافة أطيافه و شرائحه الاجتماعية وهذا ما كان ديدن و عنوان داعش الإرهابي الذي لا يميز بين مختلف شرائح المجتمع العراقي فكانت المليشيات و داعش وجوه متعددة لمرتكب المجازر اللا إنسانية و الجرائم البشعة واحد فكانت أوجه الشبه القائمة بينهما كبيرة لأنهما توأمان من رحم فاسد واحد فكلاهما يرتكب جرائمه  تحت مسميات دينية مصطنعة لا تمت للإسلام المحمدي الحنيف بأي صلة فداعش اتخذ من الإسلام الصهيوني شعاره و منطلقه الأساس في ارتكاب جرائمه و أما المليشيات الإجرامية فقد اتخذت من الإسلام الصهيوني المزيف أيضاً منطلقها الرئيسي في إشاعة الفساد و ارتكاب المجازر في العراق متخذة من فتوى المرجعية الفارسية نقطة انطلاقها نحو تحقيق أهداف تلك المرجعية الإيرانية التي أعطت الضوء الأخضر لارتكاب الجرائم و المجازر البشعة بحق العراقيين وفي مختلف مدن العراق و الحقيقة الإسلام المحمدي الأصيل منهم براء وليست خافية علينا وعلى العالم بأسره ما حدث في  فاجعة ديالى التي سقطت بيد الإرهاب الداعشي حتى تعرضت لأبشع الجرائم على يد هذا التنظيم الإرهابي و تكررت المأساة من جديد عندما  دخلتها المليشيات المجرمة وما أقدمت عليه من قتل على الهوية وتحت ذريعة الاقتصاص من فلول و بقايا داعش فضلاً عن الاعتقالات العشوائية من دون مسوغ قانوني و كذلك عمليات الاختطاف تحت تهديد السلاح مع غياب مصير الرهائن المختطفة فإما الموت أو التغيب بالسجون السرية فضلاً عن انتهاك الحريات و تقييدها و استخدامها سياسة تكميم الأفواه لكل مَنْ يكشف حقيقتها و حقيقة إجرامها البشع وهذا ما كشف عنه المرجع الصرخي الحسني خلال لقائه مع صحيفة الشرق في 17/3/2015 في معرض حديثه قائلاً : ((قبل وجود داعش وعند وجودهم وبعد مغادرتهم ليس فقط في ديالى بل في كل مناطق العراق تُرتَكب أبشع الجرائم والمفاسد والقبائح، والشعب العراقي بكل أديانه وقومياته وطوائفه وقع تحت قوى احتلال متسلطة لها مفاصل ومخالب إجرام وقبح وفساد من مليشيات وقوى تكفير وطائفيين منتحلين ومدّعين للتشيّع والتسنّن ، والإسلام الشيعي السني منهم بَراء، والدين منهم بَراء، والأخلاق منهم براء، والإنسانية منهم بَراء، بل حتى الإجرام والقبح والفساد منهم بَراء (( .
http://www.alsharq.net.sa/2015/03/17/1312207

أحدث المقالات

أحدث المقالات