23 ديسمبر، 2024 9:21 ص

جرائم الِأبادة الجماعية سيفو.. وصمة عار على جبين الأِنسانية

جرائم الِأبادة الجماعية سيفو.. وصمة عار على جبين الأِنسانية

لعل هذه المذبحة الشعواء.. تمسي حافزاً لتوحيد صفوف شعبنا
تعرض شعبنا الآشوري للعديد من عمليت التطهير العرقي وجرائم الأِبادة الجماعية الشرسة الشعواء والتي مورست بحقه من قبل العديد من الانظمة السياسية الفاشية والعنصرية خلال مسيرته التاريخية الحديثة، وذلك لأستهداف وجوده القومي والحضاري في مناطقه التاريخية المتمثلة في بلاد مابين النهرين. وعند تصفح أوراق تاريخ شعبنا المعاصر سوف نلاحظ العديد من هذه النكبات والمآسي منها مذابح شعبنا عام 1843 في هكاري ومجازر سيفو البشعة عام 1915 ، ثم مذبحة سيميل 1933 ، وبعدها مذبحة صوريا 1969 واخيراً حرب الأبادة والتطهير العرقي الاخيرة التي شنتها داعش عام 2014و 2015على مناطق شعبنا في العراق و سوريا .
نود هنا تسليط الضوء على احد المحطات المهمة التي عاشها شعبنا وبمرارة خلال مسيرته التاريخية الحديثة أِلا وهي الأبادة الجماعية والمعروفة بأسم سيفو عام 1915 والتي سوف نحتفي بذكراها السنوية المائة والستة سنة وذلك في الرابع والعشرين من نيسان الحالي 2021، حيث تم تصنيفها واحدة من أبشع الجرائم التي مورست بحق الشعوب ويندي لها دوماً جبين الأنسانية، وكانت الأداة المنفذة لهذه الجريمة البشعة كل من السلطنة العثمانية و العديد من مرتزقة العشائر الكردية، حيث حصدت حينها أكثر من مليون ونصف من الأرواح البريئة من عدد من الملل منها الأرمن والآشوريين واليونانيين، بالأضافة الى تهجير بقايا الشعوب أعلاه من مناطقهم التاريخية و من ثم حرق وسلب ممتلكاتهم واحتلال أراضيهم من خلال عمليات الترهيب وقوة السلاح.
ونحن واذ نحتفي هذه الآيام بهذه الفاجعة الأليمة، نود البيان بان هدفنا خلال هذه السطور ليس الدخول في الوصف المنهجي التاريخي لهذه المرحلة التراجيدية من تاريخ شعبنا المناضل، حيث نود تسليط الضوء على أحد المفاصل المهمة لهذه المرحلة التاريخية، وذلك لتثبيت بعض الأسس المنطقية والمعقولة البعيدة عن تأثير العواطف الجياشة والتي من خلالها تأخذ دورها الأيجابي في دعم المسيرة التحررية لشعبنا. كما هو معلوم، يمر شعبنا اليوم بوابل من الظروف الموضوعية والذاتية الصعبة و يتبعها غياب وانكماش العمل الجدي لأحزابنا ومؤسساتنا القومية من اجل الوقوف على تحديات المرحلة الراهنة، لذلك تشير الوقائع بأن زمام المبادرة تم تسليمه الى المؤسسة الروحية والتي ساعدتها الظروف الموضوعية في بروزها في هذه المرحلة الحساسة من واقع شعبنا المرير، لذلك نشاهد تقوقع شعبنا ودخوله في صراعات جانبية نحن بالغنى عنها والذي يتمثل بصراع المؤسسات الروحية المتبنية كل منها تسمية قومية معينة.
لذلك كان لابد من أن يتم أستغلال هذه المناسبة في توحيد صفوفنا القومية والأتفاق على أن يكون 24 نيسان من كل عام يوماً للشهيد الأشوري للأسباب المذكورة أدناه، بدلاً من التشردم وشق صفوفنا حتى في تراجيديا تاريخ شعبنا.. وهذا ما تؤكده التجارب على الساحة القومية والكنسية، حيث نلاحظ بان الكنيسة الآشورية اعتمدت 7 آب يوم للشهيد الآشوري، والكنيسة السريانية اعتمدت يوم 15 حزيران لكل عام يوم الشهيد السرياني ، والكنائس الاخرى ايضا سوف تختار يوم شهيدها القومي وهذا دليل على ترسيخ مبدأ الأنشطار في جسد الأمة الواحدة من خلال مؤسساتنا الروحية ومن ثم مسير عجلة مؤسساتنا الحزبية والقومية الى الخلف.
ومن هذا المنبر نضع الكرة في ساحة احزابنا ومؤسساتنا القومية،ونشد يايديهم من خلال القبول والأتفاق بتبني فكرة الأخذ بيوم 24 نيسان (ذكرى مجازر سيفو) يوم للشهيد الآشوري الجامع لعدد من الأسباب، منها :
ــ البعد السياسي لهذه الأبادة، حيث تفرز جميع الوقائع اخيراً بأن هذه القضية تم تدويلها واصبحت متداولة على المنابر الدولية ,وتصاعد عملية الأعتراف الدولي بها، منها اعتراف اكثر من 21 دولة واعتماد اكثر من 26 برلماناً دوليا على قرار بالأعتراف بهذه الأبادة الجماعية ، واعتراف بحدود 42 ولاية اميركية ، كذلك يوجد اكثر من 135 نصب تذكاري له. لذلك وجب على احزابنا ومؤسساتنا القومية استخدام هذه الورقة السياسية في دعم مسيرة شعبنا التحررية .
ـــ حجم الكارثة كان كبيرا ومدوياً ويعتبر وصمة عار على جبين الأنسانية بما حملته هذه الأبادة من مآسي وابشع جرائم القتل والتطهير العرقي التي شنته القوات النظامية للسلطنة العثمانية وبمساعدة بعض العشائر الكوردية والتي شنت على ضد الشعوب التواقة للحرية من الأرمن والآشوريين واليونانيين . حيث بلغ عدد ضحايا هذه المجزرة بالملايين منهم 1,5 ارمني، اكثر من 500000 آشوري و تقريباً 300000 يوناني .
ـــ اتساع الرقعة الجغرافية لمجازر سيفو 1915 حيث شملت مناطق شعبنا في غرب ايران اي منطقة اورمية وضواحيها ومناطق شعبنا في ديار بكر،هكاري ،طور عابدين، مناطق سعرت، آزخ وغيرها من مناطق شمال بيث نهرين. حيث تم الأستيلاء وتدمير كافة القرى وممتلكات ابناء شعبنا ومن ثم نزوح وهجرة مئات الآلآف من ابناء شعبنا الى جنوب وطنه القومي بيث نهرين آنذاك .
ـــ عامل مهم آخر يمكن التعويل عليه بأن يتبنى يوم 24 نيسان يوم الشهيد الآشوري وهو بأن ضحايا مجازر سيفو من ابناء شعبنا ، شمل جميع الطوائف المذهبية المنطوين تحت راية الكنيسة السريانية او الشرقية والكلدانية وغيرهم .

ملاحظة: تم أقتطاف بعض المقاطع من مقالتنا القديمة ( يوم الشهيد الآشوري بين الواقع والطموح ) المنشورة في أب الماضي،و أِضافتها للموضوع الحالي وذلك لتناغمها معاً.