قال الإمام الصادق(عليه السلام):(ثلاث مَنْ لم تكن فيه فلايرجى خيرها أبداً، مَنْ لم يخشَ الله في الغيبِ، ولم يرعوِ عند الشيبِ، ولم يستحِ من العيبِ)،ما أروع هذه الكلمات، فيها رسالة قيمة تتمة لوصايا جده، الصادق الأمين محمد(صلواته تعالى عليه وعلى آله)، لكن الموضوع بات في غاية الأهمية، وسبب عدم إثارة هذا الموضوع، هو طغيان الصفة الذكورية على المجتمع، والتي تمنع المرأة من الخوض فيه، لأنها كائن ضعيف لاحول ولاقوة له، وسط جنون الجرائم الألكترونية، التي أباحت كل شيء بلا قيود.
(الحياة عبارة عن حل للمشاكل، فإما أن تهزمك المشاكل، أو تجعل منك شخصاً عظيماً، الأمر متوقف عليك، فمن باب الأدب إستمع للبشر جيداً، أما من باب الإحتياط، فلا تصدق كل ما يقولون)، فصفة الأنانية التي تملكت رجال هذه الأيام، جعلت منهم قراصنة مهووسين، بسفن إباحية مشحونة بالعاطفة، ويدعون النزاهة والبراءة، مع أنهم يراسلون أخريات، ويخونون مشاعر الصداق، والعقد الشرعي والإجتماعي المبرم بين الزوجين، لأن العشق الممنوع أصبح حرية، والتعري أناقة، والتبرج حضارة، والأمر بالمعروف بات تزمتاً، والنهي عن المنكر تخلفاً!
أيام عجيبة غريبة تعيشها نساء اليوم ورجاله، فهما يهتمان بالطعام، والملابس، والأثاث، ولا يأبهون لمسألة غرس القيم، والأخلاق، والفضائل في أبنائهم، وأمسى الشباب(فتيات وفتيان) يفضلون سماع الأغاني، التي تلامس شغاف قلوبهم المحزونة، على سماع آيات من القرآن الكريم أو قصيدة نعي، التي يشعرون معها بضيق في صدورهم، وكأن أرواحهم تصعد الى السماء، وكل هذا وهم يجوبون مواقع التواصل الإجتماعي طولاً وعرضاً، وبأسماء ومفاهيم ما أنزل بها من سلطان، فلأي الأمورمنها أضج وأشكو؟ألمتعة زائلة كذبتها واقعة، فنزل من حميم، وتصلية جحيم؟
(أحياناً تكون الصدمة قوية، ولكننا حقاً يجب أن نشكرها لأنها أيقظتنا من أوهامنا، فقد نكون مرغمين على العيش في واقع، لا يتناسب مع مشاعرنا)،هذا ما ذكرته دراسة المؤلفة الأمريكية (Emily grijalva)، والتي أجريت على(475000)إمرأة، وإستغرقت (3)عقود متتالية برفقة عدة باحثين، ومراجعة دقيقة لما لايقل عن(355) مقالة، وأطروحة، ومخطوطة، وكتاب، وخَلُصَتْ في دراستها:(أن المرء يستطيع أن يكون سيد ما يفعله، لكنه لايستطيع أن يكون سيد ما يشعر به)، فما بالك بما يحدث في مجتمعاتنا الذكورية، كان الباريء عز وجل في عوننا!
كان هناك عبارة قد وردت في الدراسة، أظهرت قوة رجل دونها في مذكراته، فهو مشرف متابع لإجراءات البحث، وهي:(أنا شخص قد تعثر بعد أن إستقام، وإنحنى بعد أن أعتدل، وإنهار بعد أن إستقوى، ثم صار يعرف حدوده مع الحياة والناس، متى يواجه، ومتى يحتقر، ومتى لايلتفت أبداً!)،والمدهش أن التأثير الذي خلقه عند النساء كان كبيراً، حيث أفصحنَ عن كثير من مشاعر الغضب، فقلنَ:(المجد لنا وحدنا نصمت ولانلجأ لأحد، لكيلا نشعر بالحزن ونتداوى ذاتياً، لأن ثقتنا منحناها لله وحده!)،فكيف بالنساء المسلمات؟!
(سبب فساد الذكور في مجتمعاتنا، هما عبارتان تربوا عليها:(الرجل لا يعيبه شيء لأنه رجل فذهب حياؤهم، والرجل لا يبكي فماتت قلوبهم)، وقد أثارت هذه العبارة المنقولة، من إحدى قنوات التواصل الإجتماعي الخاصة بالمرأة، كثيراً من الجدل فمجتمعنا جاهلي بإمتياز، لكنني بادرتهم بقولي:(أيتها المرأة إعطِ لنفسكِ إستراحة محارب، فجرائم الخيانة الإلكترونية ليست جديدة)، وما عسانا نفعل إن لم يكن في الرجال ثلاث صفات، ذكرها إلامام الصادق:(عدم الخشية من الله في الغيب، وعدم كفاية الشيب بكونه واعظاً، وعدم الخجل من فعل العيب)!