22 ديسمبر، 2024 7:25 م

جذور الطمع البشــــــــري وتشويه وصف ( التصوف )

جذور الطمع البشــــــــري وتشويه وصف ( التصوف )

بقدر فهمي المتواضع ومتابعتي أفهم أن ( التصوف ) هو : اختيار ماتيسر من اوقات خلوة الانسان المؤمن ليفسح المجال لنفسه لانطلاق الروح والتوجه نحو اعالي السماء لحد الوصول الى الذوبان في النور الالهي وبذلك يشعر روح الانسان بالاطمئنان واليقين ‘ وفي موقع ( يوكيبيديا الموسوعة الحرة ) وصف التصوف هكذا ( الصوفية أو التصوف هو منهج أو طريق يسلكه العبد للوصول إلى الله، أي الوصول إلى معرفته والعلم به )
سجل في تاريخ خلق البشرية الكثير من الحكايات عن توجه الانسان الى ( الخلوه ) قبل نزول رسالات الدعوة للايمان بوجود الله وقدرته الجبارة ونوره الساطع على الدنيا ‘ حتى الرسل المكلفيين من الرب ‘ قبل ظهور تبليغهم الالهي باعلان دعواتهم بوجود و وحدانية الله اختاروا الخلوه لاوقات طويلة لانفسهم وعند وصولهم لليقين بحتمية وجود قوة خارقة يسير الكون ‘ جاءهم نور الله ليندفعوا الى دعوة البشرية للتوجة نحو هذا اليقين ليضمنوا الاطمئنان الروحي لانفسهم في حياتهم الدنيويه ويضمونوا ايضا انه بانتظارهم الاخرة الاكثر اطمئنانا .
منذ خضوع ادم لخداع الشيطان ‘ وطرد نتيجة ذلك من الجنة الى الارض ‘ لان الله وقبل ذلك وجههوا بان الشيطان عدو له وعليه ان لايسمع اي توجه منه ‘ وان بقائه في الجنة مرهون بذلك ‘ فان الرب وبهذا التوجه الواضح اعطى اشارة ( لكل انسان من ابن ادم ) بانه مخير في الاختيار بين الخير والشر وان عليهم ان يكونوا واعيين‘وبذلك ستكون اختياراتهم للخير يقربون من نور الله وعكسه يبعدهم من ذلك النور
ومنذ ذلك اليوم يمتد الصراع الذي بدء من خلاف بين قابيل وهابيل الانسانين على الارض ‘ وتظهر التغييرات على شكل ومضمون الصراع حسب تحولات الفكر البشري وطموحاتهم و اطماعهم ‘ الى ان وصل الانسان ( جبهتهم الطامعة ) الى معرفة كيف يلبسون لباس التقى ليدعوه دعوه للخير طريقا للوصول الى رغباتهم الدنيوية والكثير منه شريره
ومن نمو قوة هذا الاختيار للانسان جاء التشتت و الانشقاق بين الاديان وظهر صراع الطوائف عن طريق الطمع البشري في اختيارات الدنيا ‘ الى ان وصلت هذه الظاهرة مع الاسف الى التصوف ايضا والذي له وصف واحد الى ان اصبح هذا الاختيار الانساني نابع من الايمان الى تسميات متصارعة ‘ يشارك فيه طامعي الدنيا تحت نفس العنوان الدعوة المباركه : ( ذوبان الروح في النور الهي ) ‘ الى ان وصل الحال ‘ مهما تكون صادقا داخل نفسك في الانسجام مع ( التصوف والصوفية ) لن تنال رضى الدنيويين اذا لم تحمل عنوان اسم من اسماء المتصارعيين تحت عنوانه …. ولله في خلقه شوؤن .
عندما تحدثت بهذا الموضوع لاحد المتصوفين ذو عنوان ( إن صح التعبير ) ‘ سالني : ماذا تقصد بقولك : لن تنال رضا الدنيويين إذا لم تحمل عنوان الاسم من أسماء المتصارعين ؟ …أجبته :
اقصد انه كما ان للدين رساله وتوجه واحد من الله ‘ ورأينا كيف ان بعض من البشر ‘ نصبوا أنفسهم وكلاء لتلك الرسائل ‘ علما أن العقلاء يعرفون ان لا وراثة في نبوه الرسالة أنما هناك علماء ينشرون و يفسرون و يدعون ويوجهون …! ولكن بعد رحيل الانبياء بدأ البشر من اجل مصالحهم يحولون كل رساله الى مذاهب متصارعة وتحت عناوين ‘ويكسبوون (الذهب) ‘ من هنا ‘ حصل للتصوف ايضا تحت عنوان (طرق مختلفة)علما انه طريق واحد ، وشيوخهم ياكلون الذهب ودراويشهم يعانون من الجوع والله اعلم ..
فاجابني الصديق بقوله : هذا الكلام لا يجوز ان يطلق على اهل التصوف لانهم يقولون الطرائق الى الله بعدد انفاس الخلائق يعني تعددها لاختلاف المناهج فقط مثل عندنا مجموعة من مدرسي مادة الرياضيات المادة واحدة ولكن مدرس له منهاج في ايصال فهم المادة للطالب .
ولكن رؤيتنا أنه من أجل الوصول الى نور الله طريق واحد وتصوف ليس (درس فيزياء – رغم ان فيزياء علم ومنهج تدريسه ثابت ولا يخضع لاي مزاج انساني ) انما التصوف هو عشق الذوبان في نور الرحمن
فلماذا اسلك طريق الله تحت عنوان تمجيد شيخ ما ؟
الان مايسمى مريد تحت العناوين ‘ نراه مثلاَ يعيش في المخيم ويحترق بنار الصراعات والشيوخ كل مجموعة تعيش في كنف احد الحكام ياكل الشهد ..
الطريق الى الله ليس بحاجة الى وساطة ..القلب السليم و الصادق اصدق واسطة ‘‘ والوصول الى نورالله محدد في القرأن الكريم : ( يوم لاينفع مال ولابنون / إلا من أتى الله بقلب سليم / ) والتفسير العلمي للقلب السليم هو الذى سلم من الشرك والغل والحقد والحسد والشح والكبر وحب الدنيا … أشتعلت به نيران الشوق إلى لقاء الله جل جلاله .. وحن إلى ربه ‘ وهذا ثابت في الرسالة المنزلة من الرحمن دون الاشارة الى ( طرف اخر غير مكلف ايصال الرسالة وهو فقط رسول الله ).
وختاما ‘ قلت له : يا مولانا ‘ أنه كلام الرحمن موجه الى الرسول : ( إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ )