23 ديسمبر، 2024 8:55 ص

من الخطأ التصور بأن الدول المکتوية بالتدخلات الايرانية في المنطقة أي سوريا و العراق و لبنان و اليمن، هي لوحدها من تعاني من ذلك، ذلك أن آثار و تداعيات هذه التدخلات تخيم بظلالها الداکنة على سماء المنطقة کلها حيث يلوح شبح التطرف الديني و الارهاب کتهديد جدي محدق بکافة دول المنطقة دونما إستثناء.
منذ تأسيس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ولحد يومنا هذا، لم يکف ولو لليوم واحد عن تنفيذ إستراتيجيته المشبوهة في التوسع و التمدد من أجل التمهيد لقيام إمبراطورية دينية في المنطقة، وإلقاء نظرة على التطورات و الاحداث خلال أکثر من ثلاثة عقود، تٶکد ذلك بکل وضوح، وان جذور و خلفيات أغلب الازمات و المشاکل التي تعصف بالمنطقة انما يتعلق بشکل او بآخر بتلك الاستراتيجية المشبوهة لهذا النظام و الذي يستمر على قدم و ساق أمام أنظام المنطقة و العالم.
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي بني على أساسين هما:
اولاـ قمع الشعب الايراني و مصادرة حرياته و فرض اطروحة ولاية الفقيه قسرا عليه.
ثانياـ تصدير التطرف الديني و الارهاب لدول المنطقة من خلال إستراتيجية التوسع و التمدد التي أشرنا إليها آنفا.
وکما هو واضح، فإن هذا النظام لايخدم مصالح جميع شعوب المنطقة وفي مقدمتها الشعب الايراني نفسه الذي هو صاحب الحصة الاکبر من مصائب و ويلات هذا النظام، وان بقاء و إستمرار هذا النظام يعني فيما يعني أن کابوس التطرف الديني و الارهاب و المواجهات و الاختلافات و الفتن الدينية و الطائفية سوف تبقى جاثمة على صدور شعوب بلدان المنطقة و إيران، ومن هنا، فإن التغيير في إيران والذي جعلت منه المقاومة الايرانية شعارا رئيسيا لها، هو الطريق و السبيل الوحيد من أجل درء خطر هذا النظام و ضمان الخلاص من شروره و عدوانيته المفرطة.
شعار تغيير نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من خلال إسقاطه و الذي رفعته المقاومة الايرانية منذ أعوام طويلة و تواظب على المطالبة به و ترديده في مختلف المناسبات التي تقيمها کما تجسده أيضا زعيمة المعارضة الايرانية البارزة مريم رجوي في مختلف المحافل و الاوساط السياسية و البرلمانات التي تخطب فيها، ويبدو اليوم وبعد الاوضاع و التداعيات التي نراها في المنطقة، أن هناك أکثر من ضرورة و سبب کي يتم التفکير جديا من قبل دول المنطقة خصوصا و العالم عموما في هذا الشعار الحيوي الذي يعتبر مخرجا و حلا لکافة أزمات و مشاکل إيران و المنطقة، ومن المهم جدا أن تسعى دول المنطقة و العالم الى تبني إستراتيجية سياسية جديدة تعمل من أجل توفير الارضية المناسبة لتحقيق هذا الهدف.