18 ديسمبر، 2024 12:06 م

لقاء جديد لمزيد من الحديث عن فكتور هوجو
هوجو الشاعر والكاتب والروائي بين لنا في روايتــــــــــــــــــــــــه (أحدب نوتردام )صور انسانية ومشاعر نبيلة من خلال فناء الجسد القبيح من أجل استمرار حياة الاعماق الانسانية الجميلة وفي عزل (كوازيمو) وعاهته التي تبعده عن العالم وعن اي اتصال خارجي بدعوى باطلة الا وهي ما يسمى (التنمر ) في وقتنا الحاضر هي اتهام لمجتمع يعزل العاهة ويخفيها ويحتقر الضعيف وينهش المحرومين بفعل منظومة القوى الحاكمة التي حولت الاحدب الى كيان منعدم وعاجزعن الفعل ولكن سرعان ما اشتعلت الشرارة التي انارت روحه متمثلة في الجمال الانساني (المرأة) وفي نظرة الفناة الحسناء وتعاملها الانساني معه والذي لم يكن قبل ذلك يلقاه من اي احد احدث ذلك تغييره واصبح قادرا على تغييرمسار الاحداث إذ امتلك القوة فنراه يتفوق على الجميع بما امتلك من سمو الروح وبما قدم من عمق التضحية فهو المنتصر رغم ماكان يعاني من ضعف
يقول هوغو:
“عندما يتعطل مجرى الدم في الشريان ,تحدث السكتة الدماغية ,وعندما يتعطل مجرى الماء في النهر, يحدث الفيضان, وعندما يتعطل مستقبل الشعب ,تحدث الثورة ”
هوغو ليس كاتب وروائي وشاعر فحسب بل هو ايضا سياسي وله سجل حافل في تاريخ السياسة .
هناك نقطة اود الاشارة اليها الا وهو موقفه المؤيد للغزو والاستعمار فحين استعمرت فرنسا افريقيا بذريعة انهاء العبودية ايد هوغو ذلك الغزو ليس هو فحسب بل ايضا التقدميون آنذاك .
اذن فكتور هوجو كان مؤيدا للنظام الجمهوري واستعمار افريقيا في الوقت ذاته انه تناقض يطرح نفسه نقطة يتوقف عندها لمن يطلب الحقيقة والحقيقة غاية لاتدرك اذ صنعوا لتزييفها الكثير من الاساليب والحجب ووضعوا لها الكثير من الخطط وساروا عبر الزمن في طريق ان يكون الحق باطلا والباطل حق وحقا انهم نجحوا في ذلك وبنسبة عالية بل وعالية جدا.
نعود للموضوع فنقول:
بحلول الربع الاول من القرن التاسع عشر بدأت فرنسا سياستها الاستعمارية من خلال فرض سيطرتها على اكثر من (20) دولة افريقية واستمرت في حكم 35%من مساحة القارة لمدة (30)عام .
وقد فعلوا الكثير وافتعلوا الكثير ولم تسكت الشعوب بل واجهتهم وان كانوا لم يمتلكوا القوة والسطوة لكنه حب الاوطان وحب الارض

هنا نذكر قول الشاعر العربي أحمد شوقي مخاطبا فرنسا:
سلام من صبا بردى ارق ودمع لا يكفكف يا دمشق
ومعذرة اليراعة والقوافي جلال الرزء عن وصف يدق
وذكرى عن خواطرها لقلبي اليك تلفت ابدا وخفق
وبي مما رمتك به الليالي جراحات لها في القلب عمق
دخلتك والاصيل له ائتلاف ووجهك ضاحك القسمات طلق
الى ان يقول:
دم الثوار تعرفه فرنسا وتعلم انه دين وحق
للمستعمرين تبرير لذلك الغزو اذ ادعى المستعمرون انهم يقومون بمهمة الحضارة ووضع حد لاضطهاد السود.
في هذا الزمن مازال يستخدم هذا التبرير أضافة الى تبريرات أخرى وضعها المتجبرون بتخطيط مسبق ونفذتها قوى الظلام والظلم .
يقول الكاتب (فرانسوارينارد) في تقرير نشرته صحيفة “لوفالاوبسرفاتور”الفرنسية ان الاديب الشهير فكتور هوجو(1802-1885) يعد بلا شك من اعظم الكتاب والمفكرين في التاريخ وكان شاعرا وروائيا ذا شهرة في زمنه, لكنه كان يتبنى بعض الاحكام المسبقة والخاطئة التي كانت رائجة في ذلك القرن .
خطب هوغو الذي كان عضوا في مجلس الشيوخ الفرنسي مشجعا ابناء وطنه على تسريع استعمار افريقيا هذا الاستعمار بأنه ضروري وسهل.
قال:
“ايها الناس ,استولوا على هذه الارض ,واحصلوا عليها ,لمن تعود ملكيتها …؟انها ليست ملكا لأحد أذهبوا واحصلوا على هذه الارض لأجل الرب ,انه هو الذي يهب الارض للناس ,والرب اهدى افريقيا لأوروبا ”
القي هذا الخطاب عام 1879اثناء مأدبة للاحتفال بالغاء العبودية وهذا القرار اسهم شولتر في اتخاذه ساعيا الى الغاء العبودية في المستعمرات الفرنسية خلال الجمهورية الثانية بفرنسا عام1848.
آنذاك اعتبر فيكتور هوجو انه لا يوجد اي تناقض بين التشجيع على تحرير السود من العبودية واحتلال قارتهم ,وكان المنطق الذي يتعهده لدعم موقفه ان:
“الرجل الابيض صنع من الاسود انسانا في القرن 19 ,وبالطريقة نفسها ,فأن اوروبا ستصنع من افريقيا عالما في القرن 20″
من الغريب ان هوجو وشولتر رغم كونهما شخصيتان توصف بانها” تقدمية وذات حس انساني ” جعلهما من ابرز المدافعين عن السود, وفي الوقت نفسه عن الاستعمار ,يحملان هذا الفكر.
اشار الكاتب الى ان القارة الافريقية قسمت خلال القرن 19 بين القوى العالمية (المملكة المتحدة وفرنسا وبلجيكا والبرتغال والمانيا) ولا تزال صور الجنود والاليات العسكرية الى اليوم موجودة لتوثق تلك الحقبة.
نقف هنا ….ولنا لقاء آخر بأذن الله تعالى