10 أبريل، 2024 2:33 ص
Search
Close this search box.

جدل مع القلـــم

Facebook
Twitter
LinkedIn

جس الطبيب خافقي وقال لي هل ها هنا الألم؟
قلت له نعم ,فشق بالمشرط جيب سترتي وأخرج القلم.
هز الطبيب رأسه ومال وأبتسم وقال لي ليس سوى قلم.
قلت له لا يا سيدي ,هذا يد وفم ,ووردة ودم ,وقوة خارقة تمشي بلا قدم,
ولكن انا من حولته الى متقاعد شاخ قبل الأوان وكممت له الفم وقيدت له اليد ,فظل في قلبي يرسم الأمنيات بصمت الرهبان منتظرا رحيله الى جنة الخلد ,وهذا هو المي.
وعندها صرخ قلمي وأنتفض وبدأ يبادلني الحديث قائلا.
هل سيطول الهجران يامليكتي (الكتابة بالنسبة لي مملكة انا فيها الملكة )الا تريدين العودة الى مملكتك الجميلة والكتابة عما يدورمن حولك ومشاركة الاخرين أرائك وأفكارك كما كنت تفعلين وملئ هذه القصاصات الصغيرة بألواني الحبرية وكلماتك المعبرة ؟
كلا يا صديقي لم اهجرك ولن استطيع ذلك ولكني صرت على قناعة بأن هناك خطة لتمويت الصحافة وقتل الكلمة الحرة التي تحمل النفحة الوطنية وتدافع عن القضية ,والتي تعتبر أنوارا كشافة لكل الحقائق والتحركات المشبوهة التي تخفي خلفها قتلة وعملاء ولصوص وخونة ,
يا قلمي الحبيب ان هناك من يريد ان يكسر أقلامنا ويقوم بتشكيلها على الطريقة التي يريدها ,وهذا سيحرق الحقيقة ويحرق معها قلوبنا وكلماتنا ,نحن الذين نرفض ان تفرق بين الأنسان والأنسان طائفية مقيتة لا يد له في أختيارها ,
وها هو البلد اليوم يمر بأزمة عنيفة جدا والحالة السياسية في منتهى السؤ ,فنرى الكذب على أفواه المسؤولين والمعنيين كالبخور في معابد الوثنيين رائحته قوية وقرابينه مرفوضة كذلك كذبهم وعود وهمية ونتائج كالسراب ,حتى اصبح شعارنا في عراق اليوم ((وداوني بالتي هي الداء)) القتل بالقتل والتطرف بالتطرف والتعصب بالتعصب الى اخر المعزوفة المريرة ,لكل هذا وجدت نفسي عاجزة عن التغيير والتأثير في هذا الواقع الذي نعيشه وهذه هي مهمة الصحفي الحر الذي يجعل من الصحافة مسؤولية ومهمة جهادية يجب ان يؤديها ,ولأنك ياقلمي ليس لك غطاء من عناصر القوة (المالية او الدينية او السياسية) لكي تؤدي الدور المؤثر في الأحداث وتكون صوت من لا صوت له ولأن الصحافة رسالة ومسؤولية وأمانة وشرف فأن لم نستطع ان نحمل هذه الأمانة فلنكسر أقلامنا ونهجرها قبل ان يعيدوا صناعتها وطريقة كتابتها وبذلك تموت أقلامنا وتختنق كلماتنا فنصبح عبيد ا بعد ان كنا ملوك ,
عندها صاح قلمي قائلا :
يقول علماء الطب ان في جسم الأنسان غدة أعتقد انها  تزود الأنسان بالطاقة فأذا شعر بالحماس او الغضب او اي أنفعال اخر تضاعفت قوته ,وما الصحفي المسؤول الا صورة مطابقة لهذا النموذج الطبي الرائع ,فالصحفي هو الجسم وأما قلمه فمركز الثقل ومصدر الطاقة يدفعه للعطاء بلا منة ويقدم دون حساب حسبه ان تبقى كل ذرة من تراب الوطن بخير ,ولطالما كنت لكي مصدرا للطاقة .
نعم يا صديقي أنت تجد شيئا انا أفتقده وأنا اجد شيئا انت تفقده فكلانا فاقدان واجدان وهذه هي حلاوة الصداقة بيننا ,
ولكن هل ثمة بعد اخر لمصادرة الوقائع في تأريخنا الراهن والتغافل عن تغطيتها أعلاميا غير أحتوائها على حقائق لا تتناسب مع الرتابة التي غطت سلوكنا ؟او ربما تحمل في طياتها بذرة الفناء لهالاتنا المقدسة كونها أتت بالمستحيل ضمن اهدافنا وهو فلسفة البقاء لدينا ؟
وددت في الحقيقة ان أطلق هذا التساؤل تزامنا مع ما تمر به المنطقة العربية من احداث مهمة في واقع الأنسان العربي ,وبالخصوص ما يحدث في فلسطين وسوريا والبحرين والذي اراه وصمة عار على جبين العرب والمسلمين جميعا.
فلو قرأنا تأريخنا قبل ان يقرأه غيرنا وتمثلنا أيجابياته حينها سنقرأ حقيقة مرة الطعم هي ان معظم صحفنا تصلح لكل شيء ما عدا القراءة ,والخلاصة الواضحة التي لا مناص منها أننا نعيش في ثقافة الترقيع والتبرير المستمر لأخطائنا ونعلم جيدا ان هناك من الأخطاء في أعمالنا لا يمكن ان تحسب أخطاء عادية كما في بقية الأعمال كما يصورونها لنا لأنها اخطاء ستراتيجية لا يمكن ان تستمر ليوم واحد في حياة الصحافة الحقيقية والأ فهي صحافة كارتونية لا وجودحقيقي لها  فتشويه الحقائق جرح عميق في كرامة الصحافة والصحفيين الأحرار.
ولصحافتنا الحرة أقول : حذار حذار من مؤامرات الأعلام المضلل ودمج الأوراق ومحاولة دس السم بالعسل لأنها مؤامرات ترتبط خيوطها بدوائر مشبوهة شكلا ومضمونا ,
ترى ما نفع الكلام والجميع مل من الكلام ,اجل تذكرت انني أكتب لنفسي التي تسلو وتنسى كل شيء ,فألى الغد المجهول أكتب الى السويعات الحلوة التي احلم بقدومها ,نعم يا هذا الطلسم الغامض نعم يا المي يا قلمي سأكتب ,
وكما خاطب احمد مطر الجني خاطبت قلمي بعد هذا الحوار,
قلت للقلم :
فلتبدل كل اصحاب الكراسي الفاسدة
قال لي:   ما الفائدة؟
سوف يأتي مثلهم   او ربما اكثر منهم مفسدة ,
قلت ما الحل اذن ؟
قال بسيط, لو غدت أحلامكم بأيديكم منعقدة
وأذا لم تطلبوا من مارد..تخليصكم من مردة ,
يا مليكتي لا حل سوى
ان تصبحوا ناسا ….فلن تعتدل القمة
حتى تستقيم القاعدة ,,,
اشكر الشاعر المبدع احمد مطر لأنه يلهمني بكلماته السحرية
[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب