18 ديسمبر، 2024 6:41 م

جدل التاريخ والمتخيل في عقلية من يتخيل بسام الجمل انموذجا

جدل التاريخ والمتخيل في عقلية من يتخيل بسام الجمل انموذجا

فاطمة من التاريخ إلى المتخيّل كتيب الفه الاستاذ بسام الجمل صدر عن مركز ( مؤمنون بلا حدود ) ، هذا الكتاب الذي اغلبه خيالات لا يرقى لان يعتمد كبحث علمي رصين يعتمد المصدر الموث والاستنتاج العقلي ، بل ان مشكلة الكاتب انه قد ترسخت في عقليته مفاهيم يريد اثباتها بشتى الوسائل حتى بالمتخيل .

جملة اعتراضية ـ اسم المركز مؤمنون هكذا اسم يسهل استخدامه ولا اقول له الا نص الاية القرانية ” قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ” .

هنالك رد رصين متين على هذا الكتيب منشور على موقع الاجتهاد، ولكني احببت ان اضيف بعض الردود باسلوب سهل بسيط على بعض ما ذكره بسام الجمل من افتراءات الجُمل .

اقول لمن يقحم نفسه في غير مجاله عليه ان يتعلم اصول وفن التاريخ حتى لا يقع في المطبات اضافة الى النزاهة والامانة في كتابة الكلمة وان يضمن النص افتراءاته عفوا استنتاجاته فمثلا يكتب في هامش ص٤ “ربما كانت خديجة على دين النصرانية” لاحظوا ربما ولم يتعب نفسه للبحث والتاكد فعندما تكون غير متاكد لا يلزمنا رايك وهذا بحثه عن عمر خديجة والذي لم يوفق اصلا باستنتاجاته الخيالية .

في هامش ص٦ يقول ” ربما لم تكن فاطمة على حظ كاف من الجمال الذي يطلبه شباب قريش ” ، لاحظوا ربما يكررها لانه في نفسه غاية يريد استغفال القارئ لكي يصدقها وعجبا ينقل نفس الكاتب في نفس الصفحة هذه الرواية ” رواية ابن عباس الطبراني المعجم الكبير ٢٢ص٤١٠

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يذكرها أحد إلا صده حتى يئست منها ( لا يزوجها لكثرة ما تقدم لها ) وهذا بخلاف ما ذكر جنابه انفا ان شباب قريش لم يتقدموا لها …فلاحظ

وبعود لقول عن رواية ابن عباس ” على افتراض أنها صحيحة تاريخيا” فهذا يعني هو اصلا لم يقتنع بصحتها ولم يذكر سبب قناعته وكانه متفضل لانه فرض صحتها بل انه فرض ذلك لكي يتوصل الى ما يروم اليه من اثبات خياله فيقول ” علاقة بالشخوص الراغبين في الزواج منها نسبهم حسبهم منزلتهم الاجتماعية سنهم جمالهم” ، بينما احاديث الرسول والائمة بخصوص الزواج تؤكد من اتاكم ممن ترضون دينه وعقله فزوجوه ـ بينما الاخ الكاتب التفت الى بهرجات الدنيا في ظل العلمانية دون الاشارة الى الدين والعقل ـ اي جمال ومال ونسب .

اعتمد في خطابه على مصدر لمستشرق اسمه ( لامنس) في رايه عن فاطمة عليها السلام وكان المصادر الاسلامية شحت حتى يعتمد على مستشرق ، اعتذر…. له الحق لانه يريد اثبات خياله

لاحظوا مرة اخرى خيالاته الاستنتاجية فيقول ” ويبدو ان فاطمة لم تكن راضية النفس” ص٧ … يبدو ، ويكررها مرة اخرى ” ويبدو أن إنجاب الأبناء لم يحقق لفاطمة الاستقرار الاسري والتوازن النفسي ” ، ولاحظوا افتراءاته ليتخيل ان فاطمة تعاني من مرض نفسي وهو الاولى بهذا المرض بدليل كتيبه .

وهنا الطامة الكبرى في جهله بالتاريخ وغايته النيل من سيدة نساء العالمين فيقول ولدت فاطمة “بنتين ام كلثوم الكبرى وزينب الكبرى ، فالأولى تزوجها عمر ثم جعفر بن أبي طالب… ص٧” .

لانه يجهل التاريخ فان زواج ام كلقوم من الخليفة الثاني ان صح فانها توفيت في حياة الخليفة عند ولادتها ، ولو فرضنا جدلا لم تتوفى فان جعفر هو عمها ومن قال لك يا جناب بسام العم يجوز له ان يتزوج بنت اخيه ، هذا الامر عند اليهود وليس عن الاسلام وقد اختلطت عليك المفاهيم نتيجة انفاعلك لاثبات خيالك وهذا يكفي للطعن بكتيبك الخيالي، واستفسار اخر ام كلثوم الكبرى ووينب الكبرى يعني هنالك الصغرى يعني لفاطمة اربعة بنات

ومرة اخرى يدس خيالاته فيقول ” ومن المرجح تاريخيا ان ما كانت تعانيه فاطمة من مشقة كبيرة سبب من أسباب ما تعانيه من توتر مستمر وكان علي يعاملها بقسوة وانقطعت العلاقة بينهما “… ص١١

ومرة اخرى يقول ” من المرجح عندنا ان الخطبة التي ألقاها فاطمة أمام أبي بكر بحضور جمع من الصحابة منسوبة اليها ” … ص١٢

في ترجيحه الخيالي الاول لم يكلف نفسه في البحث عن حقيقة السعادة التي كانت عليها فاطمة عليها السلام مع زوجها ، واما مسالة الفقر فهذا امر طبيعي لان النبي محمد هو الحاكم المطلق للمسلمين فكانت سياسته ان يعيش حال الفقراء وليس كما هم عليه حكام العلمانيين في الغنى والحمايات والبذخ

وبالنسبة للخطبة الفدكية فكل كتب التاريخ وبكل مذاهبهم اقروا بها واعترفوا لها بانها من كلام سيدة النساء وما في هذه الخطبة من مفاهيم عقائدية وسياسية واجتماعية وتاريخية تثبت مكانة الزهراء في ماهي عليه من علم وتاريخ عريق

نعم هنالك دس في التاريخ لبعض الخيالات واليوم انت تجدد هذا الدس بطريقة علمانية فلا عجب الماضي يعود مجددا بلباس علماني

الزهراء تكشف شعرها فيا فرية ما من بعدها فرية وتعتمد المصدر massignon,la nation voeu p 589 ماهذا المصدر الفريد بمعلوماته والذي يحقق للكاتب غاياته

ولا اعلم لماذا لم يعتمد الكاتب القران الكريم في تفسير بعض اياته الخاصة بفاطمة عليها السلام ؟

واعلم جيدا في يوم ما ستظهر مصادر ومخطوطات تخص التراث الاسلامي في مكتبة الكونغرس او اللوفر او متاحف لندن او برلين

واخيرا الكاتب بسام الجمل هل قرا حرب الجمل ؟