9 أبريل، 2024 4:44 م
Search
Close this search box.

جدلية مقتدى الصدر وفلسفته مع الخصوم

Facebook
Twitter
LinkedIn
بقراءه وتحليل لواقع شخصية وتحركات  السيد مقتدى الصدر مع خصومه و دراسة ما تأول له مخرجات هذا الصراع ، واستقراء  للقادم من الايام يمكن ان نعطي صوره  او تنبأ مستقبلي لما سوف يحدث وما هو شكل  الصراع السياسي القائم وما هي  وجه الصوره التي سوف تكون مع الخصوم 
قصدت وعنيت بالتحديد عندما قلت جدلية وفلسفة مقتدى الصدر . فمن خلال اطلاعي على قدر  ليس بيسير  للدراسات والكتابات والتحليل  ممن كتبوا وحللوا قرارات وتحركات السيد مقتدى الصدر من الناحية السلوكية او الاجتماعية والسياسية وحتى الدينية  ، الملاحظ منهم من ذهب الى انه تخبط وعدم معرفة بالسياسة وليس  ضليع فيها ، ومنهم من اوعز هذا التخبط بسايكلوجية  الشخص وانه يعاني من اضطرابات نفسية لايمكن تنبأ ما يريد وما ذا عليه ان يفعل  ، وانه يعيش في متناقضات في داخله وهو نفسة لايعرف ماذا يريد .
من وجهة نظري ونتيجة الى كل ما اطلعت عليه من قراءات وتحليل جلها تصب بهذا المعنى تحديدا ، او يمكننا القول انه مشابه لهذا الطرح  . ويمكنني القول  بهذا الصدد تنزلا انهم قد اصابوا بتحليلهم واقع سايكلوجية مقتدى الصدر ، واعطوا هذه الصوره عنه ، يمكن القول ان تحليلهم هذا هو  عائد لمتبنياتهم  الشخصية  في القراءه  لما يملكون من رؤية تمكنهم من هذه القراءه لان زاويتهم في النظر كانت محصوره وفق نافذه واحده ولم يجتهدوا لرؤية المواقف من زوايا اخرى . 
لذا ان كانت رؤياهم قاصره وهذه امكانياتهم فأني اعطيهم الحق  ولا يلام المراءه على بذل ما لايستطيع ، وان كانت رؤياهم مبنية على متبنيات مأدلجة  مدفوعة الثمن لتشويه الحقية ونقل صوره مشوهة للرأي العام لخداعهم اعتقد ان عداله السماء سوف تلاحقهم عاجلا ام اجلا وهنالك وقفة  امام رب عادل حكيم يحاسبون على بهتانهم وافترائهم وكذبهم وقول الزور .  
ولهذا قدمت عنوان البحث بمصطلح الجدلية بما تحملة من تناقض بين الخصوم المتضادة في فهم ادراك مقتدى الصدر .
وللاسف الشديد ان الخصوم او  نقل بعض غير المؤيدين له  او ممن يتعارضون معه في الطرح والفكر لم يرتقوا الى مكانه العلم في الاحتجاج ، فهم للسفسطائية اجدهم  اقرب   .
لذا نرى سيل من التهم دون دليل واستهزاء بلا طائل ومقاطعة من دون علم  ،  وغيرها من الامور التي لاتنم عن وعي بل يمكن القول هنالك جهل مركب مما اوصل الحال لما نحن عليه ليكون الحديث والفكر جدليا دون فائده منه بل وصل الحد للخصام   .
اذا ما تعني الجدلية ؟ وهل ان مقتدى الصدر اوقع الناس بالجدال ام انهم تجادلوا في ما بينهم لعدم فهم ماهو مقتدى الصدر وما هي متبنياته الفكرية !
 اذا اردنا ان نفهم لابد علينا معرفة حقيقة واصل ما تعنية الجدلية لغة واصطلاحا .
عرف هذا المصطلح  على انه تناقض الخصوم المتضاده  . 
حيث عرف الحكيم افلاطون ان الجدلية هي عملية فكرية منطقية تنتقل من المحسوس الى المعقول .  
وبما اننا نتحدث عن العلاقة الجدلية في عالم السياسية فلا بد من التعرج لتعريف معنى الجدل السياسي  .
كما عبر الفيلسوف الفارابي والذي يعتبر  من مريدي الفكر والفلسفة المشائيه و المتأثر بفكر افلاطون وسقراط  .
ان معنى الجدل في اللغة المقصود منه المناظرة ، كقولة تعالى ( وجادلهم بالتي هي احسن )
وقولة تعالى ( ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن ) .
 وقد تطلق المناظرة ويراد منها الجدال او المكابره ، والجدل يكون الغرض منه الزام الخصم ، لا الوصول للحق بل اجتياز المجلس والشهرة .
و الجدل حسب المفهوم العام ( هو تبني المجادل لبعض المقدمات المغلوطه من المشهورات  والمسلمات والغاية منه الزام الخصم وافحام من هو قاصر عن ادراك مقدمات البرهان .
فأذا قلنا بالجدلية الحاصلة في ما تتعلق  بالسيد مقتدى الصدر  والخصوم فيمكن ان نصنف الخصوم الى اربع اقسام من اجل بيان مصداقهم من هم الخصوم ؟
ومن ثم نضع المفهوم العام لنرى هل تتطابق المصاديق وفق قاعدة وحده المفهوم وتعدد المصداق .
القسم الاول الخصم الديني :- 
بطبيعة الحال ان مقتدى الصدر قد تربى ونشأ في ضل هذا القسم حيث ان الطابع الاساسي فيه مبني على دراسة مبادئ العلوم وفرضياته ونتائجه ، دراسة نقدية من خلالها توصل الى ابراز اصلها المنطقي وقيمته الموضوعية  ، وهو مايعبر عنه بالابيستيمولوجيا كما يصنفونها الفلاسفة ، من خلال الوصف والبيان .
وخصوم هذا القسم ليسوا بواقع هين او يستهان بهم  لما يمتلكون من سطوه النفوذ ، ونفوذ السطوه والقداسة عند المجتمع .
نلاحظ ان مقتدى الصدر بما امتلكة من معاير علمية ليست هينة ،  الا انها لاترتقي لمستوى الخصم من ناحية رتبة الاجتهاد حاليا ، الا ان الموروث الاجتماعي الذي ورثه مكنه من مقارعة هذا القسم وفق معيار  الشرعية و الندية والصمود رويدا رويدا الى ان وصل لما هو عليه من مقومات ومعطيات من فهم وادراك وسعة ذهن جعلته يقارع الكبار ويغطي على الاشكال المثار ضده بكونه غير مجتهد   .
فأن خصوم هذا القسم لم يهدء لهم بال وتربصوا لكل تحركات مقتدى الصدر وعملوا على تشويه صورته من اجل حفظ بقاء وجودهم ، فلم يدخرون جهدا فقد عملوا بكل ما يمكنهم ذلك ، سواء كان ذلك  في السر او العلن  ، فنرى ان هنالك متبنيات جدلية لمراجع ورجال دين اتخذت الموقف المجادل لغايات العناد ليس الا وعلانية ، والبعض الاخر يظهر  للمجتمع سكوته الا انه في الاصل خصم لدود وجدلية الاشكال قائمة لدية .
الغاية من هذا الصراع هو من اجل النفوذ والسيطرة والهيمنة والزعامة بالزعامة والقيادة  .
 فصراع البيوتات الدينية هذا ليس بجديد فأن البغضاء  والحسد بينهم على اشده كونه صراع بقاء ونفوذ ولا اعتقد انه سوف ينتهي الا بظهور صاحب الامر الامام القائم عج  .
 فبهذه الوصف البسيط عن خصم هذا القسم استطاع السيد مقتدى ان يحافظ على وجوده ووجود تياره  الذي ورثه عن ابيه الشهيد الصدر ، ونماه وطور فيه روح الصلابة والقوة واستحدث اجيالا وحافظ على بقائه منتصرا بهم ومنتصرين به ، في ضل هذا البحر الهائج المتلاطم بأمواجه .
مقتدى الصدر الذي لم يهزم سابقا ولن ينثني حاليا فأنه سوف لاينكسر مستقبلا ، ومن المستحيل الان ان يؤثر فيه شيء فبقائه قائما عاملا مشتغلا متناميا جماهيريا وسياديا لغاية الان  هذا يعد اكبر نصر له فهذه هي النتيجة وهذا هو المطلوب ، وهذا الامر لم يحصل من محض الصدفة .. بل هو توفيق الاهي للنية الصادقة اولا ، ولحنكته وفلسفته في التعامل مع الخصوم وادارة الازمات ثانيا ، مكنته ليضع نفسة وتياره في مراتب متقدمة تفوق فيها حتى على مرجيعات وزعامات دينية داخل العراق وخارجة   
ولهذا ابغضوه وحسدوه فكانوا له خصم ، ومن وجهة نظري ان الخصم الديني كان ولايزال اشد ضراوة وقسوة وشراسة من الخصم السياسي .
القسم الثاني الخصم السياسي :-
خصوم هذا القسم كانوا يعتقدون ان مقتدى الصدر لقمة سائغه يستطيعون مضغها بسهوله ، ولكن ما شاهدوا منه انه رجل سياس كيس فطن عجزوا من استمالته والتغلب عليه سياسيا ، لذا روجوا بعض المفاهيم التي يؤخذ عليها اشكالات عده وحورت لها مصاديق مغلوطة كان يقف ورائها بعض السياسيين المتصدين لواقع الحكم في العراق  .
بأن مقتدى الصدر ليس له باع في السياسة وليس سياس محترف يمكنه ان يكون بمستوى اللاعبين السياسيين في العراق ، قياسا بأصحاب الاحزاب التي لها تاريخ طويل بالعمل السياسي .
ان تنزلنا وقلنا بصحة ما يؤخذ على مقتدى الصدر  هذا المأخذ .
الا انني اجد فيه السياس الذي اعتركته اتون السياسة منذ نواعم اضافره ،  لما ارى منه مخرجات ومواقف فرضت عليه ولم يكن متبني لها بل اقحم فيها كرها ورغم ذلك اعترك تلك الازمات وخرج منها بفضل متبنياته التي سار عليها  وحنكة سياسته .
 والنتائج هي البرهان المطلوب ولصحة ما اقول حيث انه  اصبح رقما لايستهان به وفرض هيبة وجوده  على كل الاحزاب والسياسيين بواع ذكائه وهذا  يعود لامرين اساسيين  :.
الامر الاول :- نشأته ، فأنه تربى في بيت مارس السياسة الاخلاقية على اصولها الشرعية ، وعاش وشاهد متغيراتها وثوابتها وعرف كيف ومتى يهادن ويصالح  ، وفي اي وقت يهجم ، فمثل هذه المواقف ليست بجديده عليه رغم صغر سنه في حينها ، الا ان هذا الامر يعد فطريا في بيت كبيت ال  الصدر  ، بقدر الحوادث التي عاشها وسمعها من والده الشهيد اعله الله مقامه فأصبحت لدية ملكة القيادة الاخلاقية السياسية فطريا .
الامر الثاني :-منهج قيادته التي قد لاتوجد في خصومه ، حيث ان الاخلاق والسياسة لاينفصلان بل يؤلفان وحدة وجود كاملة متكاملة من خلال علاقته الساسية بالمجتمع ،   التي مارسها بنفسة من دون ان يجد له معين يعينه وغاص في غمارها وعركته الضروف و الاحداث فلم تجعل منه ذلك الشخص المتأرجح رغم صعوبة الفتره وقلة التجربة الميدانية  الا انه اثبت بكل عزم وشجاعة في كيفية التعاطي مع الخصوم ، مما مكنه ان يرسم ويخط مجده بيده دون الاتكال على احد . 
فأن كلا الامرين كانا ولا يزالا الركيزه الاساسية له في كيفية التعاطي مع الامور السياسية والتعامل مع الخصوم ، وقد حير خصومة ولم يعرف له شفرة ليتم فكها وسوف اتطرق لهذا الموضوع بشكل مستفيض لعده مواقف سياسية اتخذها السيد مقتدى الصدر حيرت عقول خصمائه 
القسم الثالث الخصم الغير موالي :-
واقصد هنا القاعدة الجماهيرية من المجتمع الذين لايتبعون السيد مقتدى قياديا ويرون فيه بأنه ليس بقائد وغير موالين له ولا الى افكاره ومتبنياته ، وهم ما يصدق عنهم المحايدين .
اصحاب هذا القسم ليس لديهم رؤية واضحة تجعلهم يتخذون القرار بالعداء او التأيد ، وهذا الامر طبيعي جدا نتيجة عدم معرفتهم بفكر  الصدر بلحاظ ان الناس اعداء ما جهلوا .
القسم الرابع الخصم الموالي :-
واعني هنا تحديدا القاعدة الصدرية التي تنتمي لمتبنيات الانتماء الصدري وهذه القاعدة على شقين .
الشق الاول :- الاتباع الذين عاصروا سماحة المولى السيد الشهيد محمد الصدر وناصروه وساروا بركبة   .
الشق الثاني  :- الاتباع المناصرين لمقتدى الصدر الذين يأمنون  به ولايعرفون الا النزر اليسير عن والده الا انهم ولدوا وتربوا على نهج موالات  السيد مقتدى لما يرون به قائدا فذا شجاع ناغم حسهم الوجداني فأتبعوا .
وان كلا الشقين يوجد بينهم خصوم لمقتدى الصدر واذا اردنا ان نضع لهم تصنيفا فيمكننا ان نصنف هذا القسم الى ثلاث  فروع  نذكرها مع بيان وصف لكل فرع  .
الفرع الاول :- موالي بالعلن ومبغض بالسر .
يتواجد هذا النوع في القاعدة الصدرية ويعد من الناحية السياسية بالمتقلب الرواغ يميل حيث تميل مصالحة ولاعبره لانتمائه ومن الناحية الشرعية او  السياسية ، وجوده من اجل مصلحته ويصدق علية وصف انه منافق .
الفرع  الثاني  :- موالي بالسر ومبغض بالعلن .
ومثل هذا النوع  وجت بعضهم ممن تم تصنيفهم في الشق الاول ، وقد اجد لهم عذرا كونهم عاشوا فترة نهوض وسياسة السيد الشهيد محمد الصدر وشاهدوا سياسته في ادارة الازمات وكانوا هم  الركيزه الاساسية ، الا ان في فترة السيد مقتدى الصدر تم تهميشهم وابعادهم عن عمد من قبل الحاشية المتنفذه .
 او قد يكون تغافل عنهم بقصد او بدون قصد ، وهذا مما جعلهم يعتقدون بأختلاف المنهج السياسي ، فتولد لكل منهم فكره الاعتراض والامتعاض بل تصل الى حد البغض والامتعاظ من قرارات السيد مقتدى الصدر في العلن مع الجماهير الا ان باطنهم يؤيد التيار لما لهم من صله وانتماء  .
وسوف اعرج على بعض التبيان لما لهم من مكانة اجتماعية بين جموع القاعدة الشعبية للتيار ، وما لهم من مواقف مناصره للسيد الشهيد ، يمكن ان يلعب دور كبير هنا السيد مقتدى الصدر ويكسب وجودهم حيث انهم لم ينقلبوا عليه وبقائهم مع التيار دون الالتحاق بالخصوم المنشقه خير دليل والسيد مقتدى الصدر على علم ودراية بكل واحد منهم وتربطة صله معرفة بجلهم لانهم عملوا معا في فترة السيد الشهيد  .
وقد اجزم بالقطع بأن الايام القريبة القادمة سوف تشهد دعوه مصالحة معهم وتطيب الخواطر وازالة اللبس او الاشكال الحاصل وبهذه الخطوة يعد مكسبا جديدا للسيد مقتدى الصدر ان يرعى وان يهتم بالرعيل الاول كونهم ارث السيد الشهيد ولديهم حضور مميز في الساحة الاجتماعية     .
الفرع الثالث :- موالي بالعلن والسر .
وهذا القسم هم من لايجدون في قيادة السيد مقتدى الصدر اي اشكال ومتقبلين قيادته في السراء والضراء لانهم امنوا به وبنهجة ، فهم يرون فيه ملاذهم وانيس معاناتهم وفرحهم .
فهذه الفئة التي تعد اكثر اخلاصا للسيد مقتدى الصدر لانهم وجدو فيه انسجامهم ومتبنياتهم وتطلعاتم . فعشقوه عشقا افقدهم صوابهم  . 
فمنهم من يرى فيه عنفوان الشجاعة فعشقه لهذه الصفة ، ونهم من عشقه لتواضعة ، ومنهم يرى فيه الانفة والكبرياء والاخلاص والعلم والفضيلة والوطنية فكل شخص من هذا القسم وجد ضالته التي يبحث عنها التي تنسجم مع متبنياته وتطلعاته الفكرية او الوجدانية بل وحتى السايكلوجيا ولهذا عشقوا السيد مقتدى الصدر .
الا ان العشق المتطرف وجنون الحب لا تعصمهم بالوقوع بالخطأ ليكونوا خصم للسيد مقتدى الصدر نتيجة العصبية حيث جعلتهم  غير معترفين بأي احد ولا يتقبلوا اي فكر وهذا الامر اوقعهم في مواقف و ومحضورات عديده لايقبل عنها السيد مقتدى وقد اسمعهم كلمات شديده اللهجة .
فبعد ايضاح الخصوم اجد من الطبيعي جدا ان تقع الجدلية  ، في مابين الخصوم انفسهم اولا لما يملك كل خصم  مشروعه الخاص ولهذا نجد ان الخصوم في ما بينهم متخاصمين متجادلون في معادات مقتدى الصدر .
وثانيا بين الخصوم ومقتدى الصدر في كيفية التعاطي مع المخرجات والتحركات السياسية وطريقة تقبلها ، وهذا ما دفع الخصوم بل حتى بعض افراد القاعدة الصدرية ،  ان يكونوا في حيرة من امرهم في كيفية التعامل وتقبل المفاهيم التي يطلقها زعيم التيار الصدري ، من خلال عدم ايجاد المصاديق لها ، ومن وجهة نظري اجد ان الجدلية الحاصلة الان في ما يتعلق بفهم تحركات وسلوك الصدر لها اساسين يمكن اعتمادهما بشكل دقيق والسير نحو تحليلهما . 
الاساس الاول :- تعمد مقتدى الصدر بقصد ان يوقع الجدل والخلاف بين قاعدته والخصوم من اجل بيان الغث من السمين  ، فضلا ان هذا النهج يعد نهجا مقبولا شرعا وعرفا وقد عملوا به ائمة اهل البيت عليهم السلام ويمكن الرجوع للمصادر التاريخية الشيعية التي تذكر بأسهاب ذلك الباب في ما اورده علمائنا الكبار مثل الكليني والمفيد والصدوق رحمة الله عليهم .  وما يؤكد صحة هذا القول حديث الامام الصادق ع نحن اوقعنا الجدل والخلاف بين شيعتنا من خلال الاخبار والحديث .
فكان اخبارهم للحديث للشيعة بعده مصاديق الا ان مفهومه كان واحد وذلك بناء على ما يتحمله الفرد ، اي نكلم الناس على قدر عقولهم ، وهذا يعود لعده امور  واستنادا لهذا الحديث نجد مخرجاته موجوده حيث ينقل التاريخ كم من اللغط والجدال الذي حصل في تلك الفترة بين الشيعة انفسهم والاعتراضات التي طالت حتى سلوك وشخصية الائمة عليهم السلام  .
 واكاد واجزم بالقطع ان مقتدى الصدر انتهج هذا النهج وتعمد ان يوقع الجدل بين حاشيته المقربة وبين جماهير تياره من جهة .
ومن جهة اخرى بين جميع التيار  والخصوم ، بل بين الخصوم انفسهم وهذه هي فلسفته التي يتصورها ويحللها البعض على انها متناقظات ، وذلك من اجل تمحيصهم وغربلتهم وما نشاهده من متغيرات  في القاعدة بين التوليه والعزل هي نتيجة حتمية للجدلية الحاصلة التي اوجدها لمعرفة من يمكنه الثبات على المواقف من عدمه  .
الاساس الثاني :- عدم فهم القاعدة الصدرية لمتبنيات زعيمهم ، وهذا ادى بالخصوم الى استغلال هذه النقطة ورفعوا من وتيرة الاحتدام الجدلي نتيجة جهل القاعدة الصدرية لبعض براهين ونتائج مخرجات الخطاب والقرارات التي يتخذها زعيم التيار الصدري ، فأن التشكيك بقراراته هي لتفريق وتمزيق واستمالة بعض الرموز الصدرية من اجل كسبها واضعاف همة القائد والقاعدة   .
فنشهد موجه جدلية غير مشهوده و تمسك القاعده الصدرية بمتبنيات قائدهم دون ايجاد دليل فلسفي او علمي او حتى اجتماعي  ، والاعتماد فقط على الدليل العاطفي في تمسكهم بمنهج مقتدى الصدر وهذا ما يضعهم في كثير من الاحيان بموضوع المدافع المستبد الغير عارف ، فتخرج الجدلية عن مفاهيمها العقلية والتمسك فقط بالحسية المفرغة من الدليل العقلي فتتحول الجدلية الى صراع وقد يصل الامر لحد نشوب الاقتتال كما شهدنا نتيجة عدم قدره البعض من افراد القاعدة  الصدرية من برهنة نتائج زعيمهم وفق المقدمات الصحيحة ، وهؤلاء نجد اكثرهم ممن قلنا عنهم الموالين بالسر والعلانية لتعصبهم .
بخضم هذا الوضع  العراقي الذي قد يراه البعض انه محير الا اني اجده امرا طبيعيا جدا نتيجة التراكمات من الاخطاء في سابق العهد والى الان ، فكان لزام على كل من يريد الصلاح والاصلاح ان يقوم بثوره تجديد فكري والعمل على تصحيح جملة من المصاديق التي اكتسبت القدسية نتيجة الموروث الاجتماعي الخطأ ،  وتصحيحها وفق المصاديق الصحيحة التي تنسجم مع الزمان والمكان وليس الوقوف عليها والتسليم بتلك المصاديق التي لاتتناسب مع المتغيرات على انها من الثوابت المقدسة .
وبتطور كل شيء من حولنا مع الاخذ بنظر الاعتبار المحافظة على وحده المفهوم لابد من  ايجاد قراءه عصرية تنسجم مع واقع المرحلة وهذا الامر ليس بالشيء الهين او الممكن ولكن وبنفس الوقت ليس امرا مستحيلا  .
فأن سماحة السيد مقتدى الصدر عندما قرر الانقلاب على الموروث الذي لاينسجم مع واقع المرحلة ويريد ان يؤسس لمرحلة جديدة لادارة الدولة يعطي مصاديق تنسجم مع وحده المفوم بتعدد مصاديقها وفق ما تفرضه المرحله من حداثة وتطور تكون القراءه تتماشى مع واقع وانسجام المرحلة ، هو ليس اول شخص انبرى لهذا العمل ولا اعتقد انه سيكون الاخير فأن هذا النهج ثابت وسوف يبقى لقيام صاحب الامر عج بلحاظ ان هذا المشروع هو مشروع الله في الارض .
ولا بد ان يكون هذا المشروع مسدد ومؤيد بتأيد الله سبحانه ،  كما في قوله تعالى ( اني جاعل في الارض خليفة ) فأذا تمعنا في مستهل الاية المباركة قول الباري ( اني جاعل ) ولم يرد قول ( إنا ) كما ورد في ايات عديده كقوله ( إنا انزلناه )  وهذا بيان استدلالي المراد منه ان الجعل الحاصل حصرا بوجود الخليفة هو من عند الله مباشرة دون واسطة تذكر بلحاظ المعنى القرأني و بيان (جاعل ) حسب  المبنى الكلامي في علم اللغة اسم فاعل يقع موقع الفعل المضارع الدال على الاستمرار .
فهنا يتبين ان هذا النهج الالهي هو باق ومستمر وان الخليلة في الارض مداره العلم وما يفيد ويخدم الانسانية جمعاء  .
وليس كما ذهب البعض في ان سبب نزول الخليفة  للارض هو عقاب له جراء ما اقترفه من خطأ في الجنه . فكيف يصح من كان مرتكبا للخطأ ان يخلف الله في الارض !؟.
بل ان الخليفة الالهي مكلف بمهمة الاهية كبرى انيطت له من اجل تسيس وسياسة العباد وخدمة البشرية جمعاء بالعدل وايصالهم للتكامل الالهي المنشود في الارض وهو مقدمة للنتيجة المرجوه لصاحب الاطروحة الالهية صاحب العصر والزمان عج  …
ويمكن ان يكون احد مصاديق هذه الاية هو ان الخلافة لاتنحصر في وقت او زمان وانما هي مستمره الى كل من يتزعم الامر عليه ان يحكم بما انزل الله تعالى  ويكون ممهد لصاحب الاطروحة الالهية العادلة .
ومن لايحكم بما انزل الله قد تم وصفهم بالفاسقون والظالمون والكافرون ، وهذا التنوع له ابوابه وليس محل البحث . 
فبعد تبيان الجدلية بتفصيلاتها ومن هم الخصوم بأنواعهم تبقت فلسفة مقتدى الصدر في تحركاته مع الخصوم وكيفية تعاطيه  معهم بالحكمة التي مكنته بأن يتسيد المشهد السياسي ويكون جدليا ، وبهذا الصدد يمكننا ان نثبت بعض المواقف التي اجدها داعمة لهذا البحث ولست بصدد حصرها جميعا لكثرتها  ويمكن للمطلع ان يسقط هذه المواقف على نضيراتها والتعامل معها وفق القواعد التي سوف ابينها في هذه المواقف .
الموقف الاول :-
اعلانه المقاومة للمحتل وتشكيل جيش الامام المهدي .
رأى البعض في حينها ان هذا القرار لم يكن مدروسا وغير موفق وشنت حملة شعواء على شخص مقتدى الصدر من جميع الخصوم اللذين  تم ذكرهم بالتصنف انفا .
الا ان واقع الحال اثبت عكس ذلك ، وتبين ان اعلان القرار  كان صائبا وصحيحا وقد اعترف به الخصم قبل الموالي لما له من ثمار اكتسبتها الامة الشيعية جمعاء  .
وهنا لابد ان اشير الى امر جد مهم وهو عندما نذكر المواقف المتخذه بما هي مواقف بما اتت بمخرجاتها ونتائجها  وان شابها بعض الشوائب من قبل المطبقين للمنهج هذا لايقلل من شأن الموقف والقرار والنتيجة المستوحاة ، وهذا الامر يسري على بقية المواقف .
وما يثبت صحة الرأي يمكننا ان نعطي بعض الامثلة للتقريب وليس للقياس .
كتاب الله القرأن الكريم الكل يعتقد بصحة كل ما جاء فيه ولا اشكال في ذلك ولا جدلية تذكر ، ولكن نشهد ونرى ان هنالك اشخاصا يطبقون عكس ما جاء فيه ، فهل الخلل بكتاب الله وحاشاه ؟ ام بالمطبق نفسه الذي يدعي تمسكه بالقرأن ويعمل عكس مدعاه  !؟ .
ومثال اخر في ما تم تعينهم من عاملين وقاده من قبل الائمة سلام الله عليهم وافسدوا فهل يعتبر خله  بعصمة الامام ع كونه اختار شخص وتبين فساده ؟ ام ان القرار صحيح من الامام المعصوم ولكن سلوك الشخص نفسه هو الذي دفعه ليكون فاسدا  . 
وعلى هذا يمكننا ان نقول بأن فلسفة السيد مقتدى الصدر بأعلانه المقاومة وتشكيل جيش الامام المهدي خلق حالة من حفظ التوازن بين قوى الصراع المتكالبة على استهداف التشيع  في حينها ولولا هذا الامر لما كان للامة الشيعية في العراق هيبة وجلالة قدر ووقار .
بل لم يكن لها وجود يذكر ، بل يمكنني القول ولست مبالغ ان قلت ان حفظ هيبة المؤسسة الدينية الشيعة هو بهذا القرار ، والمصاديق له اكثر مما يسعها هذا البحث بالذكر .
الموقف الثاني :-
قراره بتشكيل هيأه سياسية ومشاركته بالعمل السياسي من خلال الانتخابات ومن ثم الحكومة . 
اجد ان هذا القرار ينم عن حكمة ودراية مكنته من ان يكون قريب من الخصم وما يجري في تلك الدهاليز المظلمه التي كانت تحيك المؤامرات على العراق . 
وقد اثار هذا الامر غضب الخصوم ،  ولم يكن في حسبانهم ان الصدر سوف يناورهم ويتخذ هكذا قرار رغم انه تم ايصال العديد من الرسائل بالنصح والتحذيرات بعدم الدخول في اتون هذا المستنقع من اجل سلامتك وسلامة اسم الصدر . 
لانهم كانوا يعملون جاهدين على اقصائه وعدم مشاركته بالعمل السياسي لتكون الساحة فارغة لهم ولا يوجد منافس يمكنه تغيير المعادلة السياسية في العراق ، لما للصدر من دور بارز وفعال  وقوه جماهيرية من الممكن ان يقلب جميع الموازين وهذا ما يحدث الان . 
فأن مشاركته السطحية في حينها وترك الرئاسة لهم في تلك المرحلة تنم عن نظره بعيده الامد لما يفكر فيه لمرحلة قادمة فأن قلنا ان خطواته محسوبة على المدى الغير منظور فلا مبالغة في هذا القول ، لما ثبت ان جميع مواقفه اتت اكلها مستقبلا فأنه يسير بخطى ثابته ووفق خارطة عمل قصيره  ومتوسطة وبعيده الامد يقدم المصلحة العامة وفق معطيات شرعية بلحاظ ان الاحكام والقرارات لديه تبنى وفق المصالح والمفاسد . 
الموقف الثالث :-  
قراره الرافض بعدم التدخل في الشأن العراقي الداخلي من قبل جميع الدول وان كانت تلك الدولة تربطنا معها روابط عقائدية مذهبية واخص بالذكر جمهورية ايران الاسلامية الشيعية . 
لايختلف على هذا القرار اثنين لديهم واعز وطني وشرعي فأن تغليب المصلحة الوطنية يعد من الواجبات شرعا وقانونا وعرفا . 
فأنبرى لهذا القرار الخصوم وساقوا ما ساقو من الشبهات والاوهام من اجل كسب عواطف المجتمع البسيط بحجة الوقوف ضد المذهب والامة الشيعية وان مقتدى الصدر قد خرج عن المله بعدم الانصياع للرأي الشيعي ويريد كسر وتمزيق وحدة الشيعة والتشيع في العراق . 
فأذا اردنا ان نعطي مصداقا قرأنيا لما ذهب اليه مقتدى الصدر في قراره فيمكننا الاستدلال بالاية الكريمة بقوله تعالى ( قو انفسكم واهليكم ) فأنها قدمت النفس بالدلاله الذاتية اي انك اولى من ابنك او اخيك وما ينتسب لك من نسب وعطف الاهل بعد النفس . 
واما من الناحية القانونية فشرعية الحاضر المميز بوجوده   يبطل عمل اي وكيل ، فكيف بالذي لم يعين وكيلا   !؟ . 
واما من الناحية العرفية المدركة عقلا وعلى سبيل المثال من منا يرضى ان يأتي اخيه الى بيته ويتحكم به وبأفراد اسرته  وعائلته كما يحلو له ! اكيدا لايوجد عقل ولا عاقل يرضى بهكذا عمل وان كان اخي . 
فما قرره الصدر بأن يضع حد لكل من يتدخل بالشأن الداخلي العراقي كائنا من كان ، ارى انه قرار حكيم وله ابعادا فلسفية سوف تبان في المستقبل القريب في تأطير شكل العلاقات مع جميع الدول والتميز يكون وفق المصالح المتبادلة بين الطرفين ،  فأنه قرار شجاع اتخذه السيد الصدر يدل  وينم عن وعي وادراك لمشروع بناء دولة قوية . 
 رغم ما فيه من مأخذات قد يستغلها ممن يفكرون بعقلية الاستيلاء على الدولة لممارسة الحكم  ، رغم ذلك انبرى السيد مقتدى الصدر ولم يجامل في قول الحق بأتخاذ القرار من اجل مصلحة العراق وشعبة ولا عبرة لمصالح بقية الدول امام مصلحة العراق اولا  .
فضلا انه لم يتنصل ويعلن العداء للجمهورية الاسلامية بل ما يريده ان يكون هنالك احترام متبادل ومصالح متبادلة وان لاسامح الله ان تعرضت الجمهورية الاسلامية الايرانية لاي خطر من اي جهة  مهما كانت سوف يكون مقتدى الصدر وانصاره اول من يهب لتقديم النصرة و المساعدة ولا اشك في ذلك ابدا وحكام وزعماء الجمهورية في ايران  يعرفون هذه الحقيقة حق معرفتها .
 الا ان الخصوم ارادوا بث الفرقة بين ابناء الامة الشيعية من اجل مكاسب دنيوية لحسابهم الشخصي ليس الا . ولهذا يصر مقتدى الصدر في كبح جماح الخصوم الذين يسعون ويفضلون مصلحة بقية الدول  على حساب ومصلحة العراق وشعبة  . 
الموقف الرابع :- 
قرار تحالفه السياسيي مع المكون السني والكورد لتشكيل كتله حاكمة وفق قانون الاغلبية الوطنية . 
اثار هذا القرار جدلية واسعة لما له من بعد سياسي حجم فيه الخصوم واركنهم فتأمرو على هذا القرار وقد اتحد جميع الخصوم ليفشلوا هذا القرار ووصفوه بشتى الاوصاف والنعوت التي لاتمت للاخلاق واطر السياسة بصلة ، وانه خيانة للامة الشيعية ، وبأن مقتدى الصدر تحالف مع داعش ويقصدون  ( الكتله السنية ) ومع الصهاينة ويقصدون  ( الكتله الكوردية ) وحشدوا كل جهد من اجل ايهام المجتمع الشيعي ان هذا القرار هو خطأ وغير صحيح وفيه تدمير المكون الشيعي السياسي . 
وبهذا المقام يمكننا القول ان ما ذهب اليه السيد مقتدى الصدر كان صائبا كعادته والدليل على ذلك النتيجة المستوحاة ،  ما ان انسحب السيد مقتدى من المشهد السياسي واعتزل ، شاهدنا الخصوم الذين كانوا يتهمون الصدر بأنه تحالف مع داعش والصهيونية يستجدون رضا السنة والكورد ويقدمون لهم كل ما يطلبون من اجل التحالف معهم لضمان بقائهم على كرسي الحكم والزعامة فقد قدموا التنازلات تلو الاخرى من اجل كسب ودهم    . 
التسأل هنا ان كان قرار مقتدى الصدر خطأ فادح فكيف بالخصوم تهرع من اجل السير بنفس خطى مقتدى الصدر ..!؟ 
 فعلا انهم مصداق لقول الشاعر (لاتنهي عن فعلا وتأتي بمثله عار عليك وان فعلت عظيم )  . 
ما اريد برهانه و بالديل من ان فلسفة قرار السيد مقتدى الصدر في التحالف والانسحاب من العملية السياسية هو صحيح ولا شائبة حوله  . 
كما قلنا النتيجة الحاصلة  التي تمخضت من قرار الانسحاب ، فقد عرى الصدر خصومة فقد رأينهام  بدون خجل وحياء يهرعون ويلهثون  وراء السنة والكورد يستجدونهم بالرضا . 
 في الامس القريب كانوا  ينعتونهم بداعش والصهاينة واليوم يتوسلون بهم  ويقبلون الايادي للتحالف معهم . 
 اليس هذا هو العهر بعينه ! ايوجد تعري اكثر من هذا ! ايكفي هذا دليلا واضحا ناصعا على كشف عورة الخصوم وبانت  حقيقة نفاق القوم ،  وهذا هو المطلوب  بقرار الانسحاب وهذه هي فلسفة السيد الصدر مع خصومه وقراراته الصائبة .  
الموقف الخامس :- 
قرار استقالة ٧٣ نائب برلماني فائز تابع للتيار الصدري . 
يعد هذا القرار الصدمة الكبرى للخصوم لايعرفون لغاية الان ما هو المبتغى منه ولايعرفون تبعاته المستقبلية فما كان منهم الا ان يصابوا بالذهول لهذا القرار مما افقدهم الصواب في اتخاذ القرار . 
وليس الخصوم فقط بل لكل الساسة والمراقبين والمحللين في الشأن السياسي العراقي وقد وصفوا القرار بأنه خطأ فادح بعالم السياسة من ان يتم التنازل بالاستقالة عن هذا العدد وهذه القوة في البرلمان فلم يؤيد الصدر قراره احد مطلقا من المحللين والسياسيين  . 
الا انني ومن خلال قرأتي الخاصة اجده قرار صائبا وذكيا جدا لايخرج من شخص اعتيادي الا من فهم المراوغه واتقن فنونها ليكون كيسا ذو بصيره عالية .
 وحسب الفلسفة القائلة اذا ارت صيد الحوت ما عليك الا ان تخبىء خنجرك ، وتجعل الحوت يبتلعك وعندها ابقر بطنه وخرج  . 
وحسب ما ارى ان مقتدى الصدر عمل بهذه الفلسفة وبسيناريو هو التالي . 
 
نتيجة الانسحاب الصدري انتشى الخصوم وتعجلوا ببلع الصدر ولم يكن لديهم تمييز ودراية بأن الصدر يخبأ لهم خنجرا حيث ان الاستقالة بشكلها القانوني غير مكتمله شكلا ومضمونا ، فهذا الخنجر بيد السيد مقتدى الصدر ولا استبعد ان يستخدمة ويبقر الحوت ويخرج ملوح  بقلب الطاولة على الخصوم بأرجاع نوابه في اي وقت وذلك بعدم شرعية الاستقالة من الناحية القانونية ، وهذا مما يصدق عنه القول بأنها محرقة الخصوم .
 فلا استبعد ابدا بأن هذا السيناريوا تم التخطيط له ودراسته جيدا من قبل مقتدى الصدر نفسه فأنه يتمتع بقابلية مفاجأ ومباغته الخصوم وانصاره .
اما وفي ما يتعلق بقراره الانسحاب دون اخبار المتحالفين معه وانصارة النواب فيمكن بيان ذلك والاجابة عليه وتحليل اشكاله من خلال مسلكين  . 
 
المسلك الاول :- الكتلة الصدرية . 
فأن قرار الاستقالة للكتله الصدرية كان بمثابة الفخ والاختبار بنفس الوقت ليتحقق من نوابه من يصمد ومن يتأرجح  . وقد يتبين هل يوجد من النواب يفضل مصلحته على السير بمشروع الصدر ويرفض الاستقاله ؟ 
الا ان واقع الامر تبين للسيد مقتدى  ثبات وصلابة موقف نوابه  بالطاعة دون تمرد من اي احد على الامر وهذا هو المطلوب اثباته  . 
المسلك الثاني :- الحلفاء من السنة والكورد . 
بقراره هذا ايضا يريد بيان وكشف موقفهم حلفائه هل يمكن الوثوق بهم ام لا ؟ وهل يمكن السير معهم لاكمال مشروع ببناء العراق واخراجه من اتون الفساد والخراب والمحاصصة المقيته نحو الاصلاح والصلاح والامان لبناء مشروع الدولة القوية .  
وبأعتقادي ما ان يتبين للسيد مقتدى الصدر موقف الحلفاء بالبقاء معه والثبات بعدم الاشتراك مع الخصوم  بحكومة توافيقة وفق المحاصصة  وابقائهم ثلث معطل لايمكن للخصوم المضي بتشكل الحكومة سوف لايستخدم ورقته الرابحة بأرجاء نوابه ويصر على استقالتهم  . 
وان تبين له العكس بأن الحلفاء توافقوا مع الخصم سوف يقلب الطاوله على الجميع بأرجاع النواب وبهذه الحالة استطاع السيد مقتدى الصدر ان يثبت بالدليل والبرهان انه سياس صاحب رؤية ودراية ولايتحرك وفق  اهواء وملذات الحكم والسلطة بل يسمو عن ذلك ويريد بناء عراق جديد تسوده المحبة والامن والامان والصلاح والاصلاح بين مكونات جميع افراد الشعب . لتأسيس مرحلة جديدة في بناء دولة قوية . 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب