الجدل المغلوط الذي أخذ مأخذه بسخرية تارة وبجدية تارة وبكل الأحوال قد حقق مبتغاه عند البعض وصار ينادي بالألحاد ويفتخر به معللاً وجود أحدهما قبل الآخر من نتاج الطبيعة والطبيعة من نتاج نفسها , وبالحقيقية هي مغالطة لتعمية الذهن والبصيرة واستغفاله عن الواجد الحق تعالى لهذه الطبيعة والدجاجة أو البيضة الذي لا ينفي وجوده جلا وعلا هذه الجدلية العقيمة المخادعة , وبما أن الأمثال تضرب ولا تقاس فجدلية الوزراء الجدد اليوم بطرحها الأول تكنوقراط مستقلين والتي تم الالتفاف عليها بمكر وتخطيط الى طرحها الثاني تكنوقراط غير مستقلين وانما من الكتل السياسية , وما جرى من التدخل الأمريكي الإيراني الصريح الواضح والضغط والتهديد الخفي من مليشيات الاجرام والطائفية الموالية لإيران وتلويحات وتلميحات أمريكية من خلال الدعم بالمال لكي تكون لها قيمة وشأن في القرار السياسي العراقي خصوصاً في الأزمة الحالية وان صرح كيري انه لا يتدخل بشأن اختيار الوزراء فهذا يرجع لرئيس الوزراء العبادي فهذه كذبة مفضوحة ترد بأبسط التفاتة فذا كان صدقاً ما يقول كيري فهذا يعني أنه يترك الباب مفتوحاً وبحرية لتدخل ايران وفرض قرارها باختيار الوزراء الذين لا يخرجون عن طوعها وارادتها وهذا مستحيل بالمنطق السياسي الحال والصراع والتنافس الأمريكي الإيراني , المهم نرجع لقضية الجدل فأن كان الوزراء من المستقلين أو المستقلين يختار منهم الوزراء , أو كان الوزراء من الكتل السياسية الفاسدة , أو الكتل السياسية الفاسدة هي من ترشح الوزراء عنها , فأصل الفساد والفساد ومقدمات وأسبابه وظروفه وآلياته هي واحدة وباقية وموجودة ومتأصلة ونافذة وفاعلة , والفرع دال على أصله , والوزراء مهما كانوا ومن أي كتلة كانوا فهم فرع من شجرة ملعونة خبيثة فاسدة غارقة بالذنوب والمعاصي والخيانة والعمالة والطمع والجشع وانطبع على قلوبهم وختم الله عليها بالنفاق , فمن أين ترجون الخير والصلاح ومن أين الطيبات ألم يقل الله تعالى (وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ) وقوله تعالى (وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ) فهؤلاء ككلمة خبيثة وشجرة خبيثة مالهم من قرار ولا ثبات ولا عهد ولا ميثاق فقد مسخوا مسخاً ! وعلى من تطلون خدعكم هذه هيهات أيها الأرجاس , فالمخلصين الغيارى الأحرار لا تنطلي عليهم مثل هذه الألاعيب القذرة المفضوحة المتهافتة , وقد عبر عن هذه اللعبة القذرة ونبه إليها وحذر العراقيين منها المرجع العراقي العربي السيد الصرخي الحسني في جواب له على استفتاء بخصوص الوضع الحالي وما يشهده من تجاذبات ودعوات وتظاهرات واعتصامات حول تغيير الكابينة الوزارية حيث قال سماحته ( …. ولكن يقال إنّ للإصلاح رجالًا وظروفًا وشروطًا ومقدّمات مناسبة، وواقع الحال ينفي وجود ذلك !! ـ ولا أعرف كيف سيتم الإصلاح بنفس العملية السياسية ووسائلها وآلياتها الفاسدة المُسَبِّبة للفساد؟! ـ وهل الفساد منحصر بالوزَراء أو أنَّ أصلَهُ ومنبَعه البرلمان وما وراء البرلمان، فلا نتوقع أي اصلاح مهما تبدّل الوزراء والحكومات مادام اصل الفساد ومنبعه موجودًا ؟!! ـ وهل نتصوّر أن البرلمان سيصوّت لحكومة نزيهة (على فرض نزاهتها) فيكون تصويتُه إدانةً لنفسه وللكتل السياسية التي ينتمي اليها؟! ـ وأدنى التفاتة من أبسط انسان تجعله يتيقّن أنه لا يوجد أمل في أيِّ اصلاح لان كل المتخالفين المتنافسين المتصارعين قد اتّفقوا على نفس التهديد والتصعيد وهو سحب الثقة من رئيس الحكومة وحكومته!!! وهذا التهديد ونتيجته الهزلية يعني وبكل وضوح الرجوع الى المربّع الأوّل في تشكيل حكومة جديدة حسب الدستور الفاشل وتوافقات الكتل السياسية نفسها والدول المحرّكة لها، ـ وعليه ينكشف أن الإصلاح ليس بإصلاح بل لعبة للضغط والكسب أو للتغرير والتخدير وتبادل الأدوار قد أذنت به اميركا وإيران !!ـ وهل تلاحظون أن الجميع صار يتحدث ويدعو للإصلاح وكأنهم في دعاية وتنافس انتخابي !! و موت يا شعب العراق الى أن يجيئك الإصلاح!!! ـ وهكذا سيتكرر المشهد الى أن تقرّر أميركا تغيير قواعد اللعبة السياسية في العراق،)