9 أبريل، 2024 5:05 م
Search
Close this search box.

جدلية المكونات

Facebook
Twitter
LinkedIn

النبي محمد (ص) صلى على كل شهداء احد وكلما صلى على احدهم عاد وصلى على سيدنا الحمزة (ع) رغم ان شهداء احد كانوا بحدود (22) شهيدا ، وأنا رغم كوني اميل الى المواضيع الفكرية العامة ، الا انني اجد نفسي مضطرا لأن اصلي على العراق وأهله في كل مقالة فهم اهلي ولا منة لي في ذلك .

هل يوجد وطن بلا مكونات ؟؟ كلا بالتأكيد ، وحتما توجد اغلبية ساحقة واغلبية بسيطة فالفرس مثلا اغلبية بسيطة بين قوميات ايران حيث تشكل نسبة 50% ان لم تخني الذاكرة ، والعرب اغلبية كبيرة في العراق ، ومع ذلك كان دستوره يختزل هويته وأغلبيته بين المكونات الاخرى وجعل منه مسخرة بقوله (( العراق بلد متعدد القوميات والاديان والمذاهب … وهو جزء من العالم الاسلامي )) اي انه جزء من العالم الذي يضم الباكستان وأيران وماليزيا اما ال 80% العرب فطز بهم ، المهم اننا جزء من العالم الاسلامي الذي قال الدستور الايراني عنه ان مهمة ايران توحيده سياسيا وثقافيا واقتصاديا .

منذ زمن والقومية تعني (المكون) العرب والترك والكرد والفرس والالمان ،ولم نسمع يوما ان الاديان باتت (مكونات) لسبب واحد بسيط وهو ان الأديان هي عقائد .. ، العالم المسيحي ، العالم الإسلامي ، العالم الشيوعي لذلك لا نجد دولة تقول دولة كذا المسيحية بينما نقول الأمة العربية أو الوطن العربي لأن ركائز تكوين (امة) أساسا هي اللغة والدم والتأريخ المشترك والمصير المشترك ، ولا ادري اي من ذلك يجمعني كعربي مع الفارسي والأذري والباكستاني ؟؟ قضية العرب المركزية فلسطين فهل هي واقعا وليس قولا صارت قضية المسلمين المركزية باعتبارها مسرى رسولهم ؟؟، وهل دخلت اية دولة مسلمة الحروب الأربع التي شنها العرب ضد المحتل الاسرائيلي ؟؟ وهل كان الشهيد جول جمال مسلما عندما اختار الشهادة بأن يصدم بزورقه بارجة ايام العدوان الثلاثي على مصر ؟؟ كلا كان عربيا مسيحيا ..

مكونات العراق العربي ( ذي الاغلبية العربية) معروفة .. انها العرب بكل اديانهم والكرد بكل اديانهم والتركمان بكل اديانهم وهكذا ، شريطة ان لا يفسر العربي ان ذلك يمنحه امتيازا على غيره ، ولا يفكر الكردي بأنه القومية الثانية وأن ذلك يعطيه امتيازا على التركماني ذلك لأن الامتياز الوحيد والقيمة العليا هي للمواطنة فقط لا غير ، وعلى من اراد ان يخرق الدستور ويؤسس لبدعة اقحام (المكون الاكبر) في السياسة وإلغاء منهج السيد الصدر الدستوري (الاغلبية السياسية) بحجة انه اضعف (المكون الاكبر) وصار اصغر (40%) للتيار بينما (60%) من الكتلة لعرب السنة والكرد ، وبذلك اضافوا بدعة جديدة وكل بدعة ضلالة .

أين المواطنة اذا ؟؟ اليس كلنا عراقيون ام ماذا ؟؟ .. اين الاختلاف بربكم بين عرب العراق شيعة وسنة ( لغة ودم وتاريخ مشترك ومصير قومي ووطني مشترك ، ورب واحد ودين واحد ونبي واحد وكتاب بلسان عربي مبين واحد وعترة واحدة .. ولعن الله من افهم البسطاء من اهلنا العرب المسلمون الشيعة ان هناك قوم يقدسون محمدا (ص) ويسبون عترته ؟؟

الكرد ذوي الاغلبية السنية صاروا كردا فقط وهو الصحيح ، وثقوا انه لا مستقبل للعراق الا اذا صار عرب العراق عربا فقط ، ومن يصر على الاسلام (كمكون) كما حصل في دستور لبنان التي لم تر النور ولن تره الا بإلغاء هذه المادة من الدستور التي حصحصت الاديان والمذاهب فقد اتفق معه بنسبة 1% ولكن ان يكون المذهب مكونا فلن اتفق ، وقد اتفق ولكن الدستور والنظام القانوني العراقي لا يتفق في اقحام كل ذلك بالسياسة .

الكثيرون يرون ان اقحام الدين السماوي في اوحال السياسة حرام ، فكيف اذا صار لنا دين ومذهب جاهزان لتوظيفهما من لدن الساسة .. هذا يصيح يا شيعتي وذاك يصيح يا سنتي ، ويمكن اكتشاف تمسكهم المزيف بالمذاهب الى الحد الذي بات العراقي البسيط او المغرض يسمي ابناء مذهبه ( ابناء جلدتنا ) وضاعت جلدة الوطن والقوم ،فالحقيقة المرة تقول ان لا ممثلي هؤلاء قدموا للمكون غير الفشل او السكوت على الفشل ، ولا ممثلي اولئك

اخيرا نقول ان الانسدادات المستدامة والأزمات والفساد المخجل وضياع الوطن والسيادة هو ضياع (المكون الاكبر) الذي هو شعب العراق وليس غيره على الاطلاق ،

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب