17 نوفمبر، 2024 6:28 م
Search
Close this search box.

جدلية الحق والباطل ودور الزهراء عليها السلام 

جدلية الحق والباطل ودور الزهراء عليها السلام 

كما قلنا سابقــاً في مورد أن الصراع بين الحق والباطل متأصل ,وفي كلّ مرّة يندلع هذا الصّراع، يكون هناك دائماً جبهتان: جبهة مستكبرين تجعل من أهوائها أصناماً تتعبّد لها، وجبهة حقّ ترفض الذّلّ والخنوع والاستكانة، والنّموذج: كربلاء.قضايا الحقّ والعدل، لا مجال للحياد فيها كما علمنا الاسلام ذلك ، الحياد ممنوع، لأنّ الحياد في مثل هذه الحالات هو كذب ونفاق، أو هروب وإدارة ظهر، وتنصّل من حمل المسؤوليّة التي يفرضها الإيمان.لقد علّمنا الإسلام أنّ المؤمن لا يكون مؤمناً إلا إذا وقف مع الحقّ، ولو كان على نفسه، والإمام عليّ(عليه السلام ) كان القدوة، كان خياره دائماً مع الحقّ، لهذا كانت وصيّته للحسنين(عليهما السلام ): “كونا للظالم خصماً وللمظلوم عوناً”. 
إنّ ما يجري اليوم في بلادنا العربية وفي العراق خصوصا، هو كربلاء أخرى بمقياس من المقاييس. فهل ردّ فعل المسلمين، والعرب خصوصاً، هو على مستوى مسؤوليّاتهم التي يحمّلهم إيّاها انتماؤهم ودينهم؟!
قد تكون طرق ايصال صوت الحق متعددة ومختلفة حسب تفكير وطريقة صاحب الحق ونظرته الموضوعية للواقع والاحداث عبر منطق الفكر والعلم لامنطق القوة , ولكن يبقى الحق واحد وواضح هو نهج الله ونهج القران المتمثل بنهج الرسول والائمة المعصومين عليهم السلام ..والدّفاع عن الحقّ والمطالبة به، فريضة فرضها الله على النّاس، لأنّ التخلّي عن هذه الفريضة وعدم أدائها في إطار الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر، يعني ببساطة أنَّ المجتمع سلَّم قراره وإرادته لمن هو أكثر قوّة وسطوة وجبروتاً، والنّتيجة، كما قال الإمام عليّ(عليه السلام ) : “ما ترك الحقَّ عزيزٌ إلا ذلّ، ولا أخذ به ذليلٌ إلا عزّ. وما ضاع حقّ وراءه مطالب”.والمطالبة بالحق ليس مقصورة بجنس دون اخر كما وقف علي عليه السلام وقفت الزهراء لتكمل المشوار فالدور الذي لعبته الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء في وقت انقلاب الباطل على اهل الحق ؛ دورا فعالا قلبت به موازين الانسان انذاك ؛وكيف تعاملت الزهراء في عملية المطالبة بحقها وحق زوجها وحق الأمة أمام خليفة المسلمين, لم تسكت الزهراء رغم قساوة المشهد آنذاك وصعوبة الموقف , تمثل دورها في تحملها المسؤوليات الخاصة في خدمة المجتمع والتضحية من أجله، والجهاد في سبيل الله تعالى وفي البذل والعطاء إلى حد الاستشهاد في سبيل الله تعالى، فتضحية الزهراء كانت من اجل نصرة امامة الامام علي عليه السلام، وترسيخ مبدأ الولاية، والدفاع عن هذا الحق الذي أُريد له أن يثبت في التاريخ ويستمر، فنجدها عليها السلام تبادر إلى هذا الدور، وتنهض به بأفضل ما يمكن أن يؤديه الإنسان، في ظرف حساس يمكن القول عنه إنه لم يكن من الممكن لغيرها القيام فيه، وقول النبي محمد صلى الله عليه وآله (إن الله يغضب لغضب فاطمة)..بهذا الامر يشبه الصرخي موقف الحق بموقف الزهراء وكيف طالبت بحقها ولم تسكت رغم ما أحيط بها من ظلم وقسوة وتجبر من القريب والبعيد 
الصرخي يعلن موقفه الحق ومطالبته له كما فعلت الزهراء ذلك اذ يقول في محاضرته الثامنة ضمن سلسة محاضرات تحليل موضوعي في العقائد والتأريخ الاسلامي وبحثة السيستاني من المهد الى اللحد.. (نطالب بالحق كما طالبت الزهراء بالحق فكرياخرجت الزهراء (عليها السلام) وألزمت الاخرين الحجة، وأوصلت صوت الحقّ حتى تنكشف الأمور ولا يبقى عذر لأحد، وهذا هو الواجب، ونحن نسير على نهجها فنلقي الحجة على الجميع عبر دليل نطرحه، ويستطيع المقابل ان يأتي بدليله أيضاً، وكل ذلك بالجانب النظري والفكري، وليس بقوة السيف والمكر والتآمر وشراء الذمم والرشا.)..
أصحاب الحق ينصرون قضاياهم، لأنّ دينهم الوفاء والتضحية والصّدق بخلاف أنصار الباطل، فإنّ أوّل ما يخشونه هو ضياع المصالح والمكاسب. والباطل إذا استمّر، فبالقوّة والظّلم، وشراء الضّمائر وسحق الإرادات .

أحدث المقالات