انه حديث العراقيين كلهم وتساؤلهم : هل ينجح الاصلاح في احداث تغيير جوهري ليعودوا الى حياتهم الطبيعية كباقي البشر؟؟ الجواب هو ان الامر يعود لهم بعد أن يعوا أن لا احد من الذين عولوا عليه سينقذهم مما هم فيه خصوصا بعد ان عرفوا ان التغيير الجوهري خط احمر لكيري كما هو احمرا لقادة التظاهرات والاعتصامات الكبارلتوضيح الفكرة اذكر قصة واقعية ايام ما تسمى بشرطة نوري السعيد حيث الرشوة فيها شائعة كما يقال..وهو ان ضابط شرطة دفع لمدير شرطة المتصرفية الفلانية 50 دينارا لينقله الى ناحية حدودية يكثر فيها الرشوة ،وحصل الامر الا ان علاقته ساءت هناك مع عريف الشرطة في اليوم الاول فقام العريف بتبليغ اهالي المنطقة ان الضابط الجديد نزيه ولا يقبل الدعوات والرشاوى..انتظر الضابط طويلا فلم يزره احد فذهب لمقهى الناحية فصبحوه بالخير فأجابهم (ما عليكم سلام) لماذا لم تزوروني وتدعوني وأنا صاحب خطوة وضيف عندكم..قصوا له القصة ، فذهب للعريف وضربه في المركز، فما كان من العريف الا السفر للشكوى عند مدير الشرطة الذي بدوره استدعى الضابط ليسأله عن سبب اعتدائه على العريف فأجاب الضابط (تقبل سيدي يتهمني بالنزاهة ويشيع ذلك بين اهالي الناحية) ..لم يحاسب الضابط لأنه اشترى المنصب من جيبه الخاص لكي يستثمر فيه لفترة محددة بالاتفاق .انتقل الى العام 1987 حيث دب بعض الفساد في الجيش العراقي بسبب الحرب الطويلة والوضع الاقتصادي وكنت اصادق التقارير السرية السنوية لأحد الكتائب كآمر لواء فأستغربت ان آمر الكتيبة قد قيم احد الضباط في فقرة النزاهة بكلمة (وسط )…اتصلت بآمر الكتيبة موضحا انه كل الفقرات يمكن ان تكتب فيها وسط ألا النزاهة فأما ان يكون الضابط نزيها او غير نزيه فماذا تقصد ب (وسط)؟؟ اجابني خجلا سيدي يعني (يطكطك)؟؟زمن (الطكطكة) حل محله زمن( الفرهود ) المنظم المدمر من لدن احزاب افواهها اكبر من اجسادها جائت الى السلطة بعد صعودها في سفينة الطائفية، وبعد ان عقيت الدبابة الامريكية ، وتحولت اليوم الى احزاب يبرمج اعمالها المكاتب الاقتصادية والشركات والمقاولين ، ولعل افادة احد قادة حزب المؤتمر الوطني بأنه لم يكن هناك حزبا على الاطلاق بل شركة والدليل ان فوج حماية الامين العام كان مخصصا لحماية مدير بنك سبق ان أوعز السيد المالكي بالقاء القبض عليه ولم ينفذ احد فأخذ قوة وذهب لألقاء القبض عليه فوجد ان ( جهة سياسية ) قد هربته من الباب الخلفي ولم يجرأ على ذكر الجهة السياسية وكذلك استحى من ذكر ان فوج حماية السيد آمر البنك هي من موارد وزارة الدفاع ، وكذلك لم يخبرنا ان حماية رئيس الجمهورية في حينه على سبيل المثال كانت مؤلفة من 4000 جندي ألا نيفا على شكل الوية وافواج والغريب في الامر انه كان من ضمن القطعات (فوج استطلاع) ومنذ اطلعت على هذه الحقيقة المؤكدة الى اليوم لم اتمكن رغم خبرتي العسكرية من فهم كيف يكون هناك فوج استطلاع في حماية رجل وماذا يستطلع ؟؟ هذا رغم ان منطقة التحشد الرئيسية لتحرير الموصل خصص لها فرقة شكلت حديثا .كل ذلك ذكرته كي اقودكم بسهولة الى حقيقة تعرفوها وهي ان الاصلاح غير ممكن اتمامه من لدن نفس الوجوه التي سرقت ونفس المؤسسات الحزبية والرسمية فالوزير اما انه دفع لقاء استيزاره أوان المبلغ مقسط عليه لسنين اربع وهي واجبة الدفع للمكاتب الاقتصادية للاحزاب التي بدورها دفعت المال للمفوضية ولمراكز الانتخابات والمزورين..كل ذلك محسوب بالفلس الواحد ولا شك ان على الكتلة ان تحمي احزابها والاحزاب تحمي وزرائها ، وسياسيو السنة يحمون سياسيو السنة …والشيعة كذلك وليذهب الشعب العراقي الى الجحيم (حاشاه) فالعراقيون غير مشمولين بجحيم الآخرة لأنهم عاشوا جحيمهم في الدنيا ، فلا يعقل ان رب العزة سيعاقب الفلوجية التي القت بنفسها وبناتها في النهر بل سيعاقب رجال الدين الذين صاحوا( قادمون يا بغداد ) وكل من ركب تلك الاعتصامات الشريفة بمطالبها الشريفة وكل من جعلها تسكن الشوارع اشهرا طوال ووصفها بالفقاعة النتنةسأثبت لكم استحالة الاصلاح بقصة ، وهي اني احلت على التقاعد عام 1993 وعملت في مجرشة شلب في الرضوانية تعود لصديق لي وكان من ضمن واجباتي استلام الشلب من الحكومة وشلبه وتسليمه للسايلو رزا كان مدير السايلو شريفا للغاية بحيث انك عندما تدخل السايلو لا يسمحو بالخروج الا بورقة منه لكي يسألك ان كان احد قد ابتزك او لديك شكوى ، وكانت الاجراءات مشددة يدخل الرز بأوراق كاملة وهناك لجنة امنية على باب الدخول بعدها تذهب الى الميزان الالكتروني وفيه لجنة بعدها الى التسليم فيتم فحص البظاعة من لدن لجنة وبعدها تسلم الى لجنة من المخازن ،في يوم ما جائني احد العاملين في السايلو الى بيتي وقصته انه يريد مني اوراق 4 عجلات حمل واوراق سواقيها ويعطيني مليون دينار عن كل عجلة …القصة هي ان الاوراق ستمر على كل تلك اللجان وكل ذلك التدقيق على انها تحمل رزا ويتم تنظيم صك الدفع بأسمي دون حضوري واستلم المبلغ واعطيهم حصتهم وينتهي الموضوع ، ولم يكن يعرف بالطبع اني ضابط متقاعد .. سألته : وماذا عن كل تلك اللجان ؟؟ اجاب كل اللجان متفقة على ذلك..واليوم يبدو ان الكل متفقين على ذلكهذا الفساد المخزي في الدولة العراقية اليوم لا يمكن استمراره وأستعاره دون ان يحاسب احد ودون ان ينتبه احد ، ودون ان يخجل احد وكأن هذا الفساد هو مني وليس منهم ، وتجتمع دولة القانون على اسوأ مائدة مستديرة عرفها التأريخ لتقرر آلية محاربة الفساد… احدهم حقق اكبر هزيمة عسكرية عرفها التاريخ ، ودمرتماسك المجتمع العراقي وبنى جيشا طائفيا لم يتمكن من دخول ناحية الكرمة بسنين ، ولم يقدم كشفا ختاميا لميزانيته المنهوبة ولو لمرة واحدة ، والآخر تفجرت خمسة وزارات في اول يوم دامي في تأريخ بغداد بنفس التوقيت الذي كانت فيه وزارة النفط توقع مع الاجانب ( الذين يخافون صوت طلقة الخلب ) جولات التراخيص القذرة ولم يعلق احد عليها لانشغال الجميع بمأساة ذلك اليوم (وقد يكون الامر صدفة) فرب صدفة خير من ألف مؤامرة فالمجرم معروف وهم البعثيون في سوريا ووصل الامر طلب العراق ان يحاكم الاسد دوليا كونه المسؤول وليس جولات التراخيص ، وغيرهم وغيرهممن هم السراق ؟؟ انهم الحكومة..وعليه يمكن محاصصة الفساد حسب نسبة وحصة كل منهم في الحكومة فلكل من السلطات الثلاث حصتها من الفساد والعقاب …دولة القانون لها حصة الاسد لأن منها القائد الضرورة وهي المسؤولة عن سرقاته وهدره للمال العام وهي التي ينبغي ان تقدم الآن كشوف الميزانية واشياء اخرى خارج هذا الامر فمثلا توضح لنا مصير اكثر من مائة قاعدة ومعسكر تركها الامريكان طالما ان وزارة الدفاع لا علاقة لها بالموضوع ..هذا فضلا عن ان تلك (الدولة) دولة القانون لها 80% من الحكومة والهيئات المستقلة (عن كل شيء عدا دولة القانون وفسادها) نزولا الى المدراء العامين (داخل) …تأـي بعدها الكتلة س ليكون لها النسبة كذا من السرقة (الغنيمة) وبعدها كتلة عبد الفلاح السوداني وكتلة ايهم السامرائي وكتلة بهاء الاعرجي الذي جمع المليارات ، ولم يقدمه رئيس الكتلة للقضاء لحد الآن رغم انه يقود الحشود بأتجاه الاصلاح وداخل المنطقة الخضراءالكل سرق ،والكل يعلم ان الكل سرق ،والكل ينتقد السراق، والكل يبتسم على شاشات التلفاز وكأن شيئا لم يكن وبراءة الاطفال في عيونهمهل بقى امل في الاصلاح ؟؟ نعم عندما تعتصم الجماهير وتعلن العصيان المدني بطريقة شعبية تقودها تيارات شعبية ولا تعتصم بأمر وتنهي اعتصامها بأمر على ضوء تقديم مظروف مغلق لكابينة مجهولة الى برلمان مظلم في مستقبل مظلم ، وأن اول خطوة اصلاح نثق بها هو ان تحصل اول حالة قصاص عادل بحق احد اللصوص (( ولكم في القصاص حياة يا أولي الالباب )) صدق الله العظيم….وكذب المفسدون المصلحون